"المنظومة".. حلقات ذكر إثيوبية في حب النبي والصحابة
"المنظومة" تشهد انتشاراً واسعاً وتعتبر من الأنشطة التي تحيي ليالي رمضان؛ وتؤدى بطريقة جماعية وفق طقوس معينة في الجلوس والوقوف معاً.
تُقام في إثيوبيا طوال ليالي شهر رمضان الكريم حلقات ذكر تعرف بـ"المنظومة" ويؤديها مدّاحون؛ حيث يستخدمون آلة الطبل خلال مدحهم للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة.
وتشهد "المنظومة" انتشاراً واسعاً وتعتبر من الأنشطة التي تحيي ليالي رمضان؛ خاصة أنها طريقة مميزة لمسلمي إثيوبيا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وتؤدى بطريقة جماعية وفق طقوس معينة في الجلوس والوقوف معاً.
ويتم تأليفها باللغات المحلية كالأمهرية والتجرينية والأورومية والصومالية والعفرية، ويمكن سماعها في المحلات التجارية بل إن أغلب المسلمين يحتفظون بها على هواتفهم الجوالة.
وتنتشر في العاصمة الإثيوبية محلات بيع أسطوانات "المنظومة" وتباع بصورة واسعة في رمضان والاحتفالات الدينية والأعياد.
وتتباين طرق إلقاء المنظومة، فبعض المداحين يفضلون ضرب الطبول والتصفيق، خاصة في الأفراح وبعد صلاة العيد، والبعض الآخر يلقي مدائحه دون ضرب الطبلة والتصفيف، وتسمى محلياً "أنجورجورو"، وتتميز هذه "المنظومة" بجو روحاني وتسمع في أماكن هادئة.
ويعتبر المداحون أن تقديم "المنظومة" في رمضان فرصة للتقرب إلى الله تعالى، بذكر نبيه صلى الله عليه وسلم، والتغني بشمائله ومعرفة سيرته العطرة وتذكير الناس بخصال الصحابة.
وقال الباحث الأكاديمي والمؤرخ الإثيوبي آدم كامل لـ"العين الإخبارية" إن تاريخ "المنظومة" في إثيوبيا يعود إلى مئات السنين، عندما كان 65% من سكان الحبشة يعيشون في الأرياف و35% في المدن، وأسهمت "المنظومة" بتلك الفترة في تعليم علوم الدين في "الخلاوي" (المدارس القرآنية) والقرى والمناطق الطرفية من إثيوبيا.
وأضاف: "لجأ المعلمون والمشايخ وقتها إلى تلحين علوم الدين، لصعوبة تعليم اللغة العربية، وكانوا يسمون هذا اللحن (التوحيد)؛ حيث يقدمون المادة الدينية في قالب شعري لتسهيل فهمه، واستمر ذلك حتى وصل هذا النوع من الشعر إلى مرحلة كتابة اللفظ الأمهري بالحروف العربية، فضلًا عن ترجمة الكلمات العربية إلى الأمهرية".
وتابع كامل بقوله: "أنتج العديد من المداحين الإثيوبيين عدداً كبيراً من المنظومة في الثناء والتعاليم الأخلاقية بالعديد من اللغات المحلية".