خبيران عن الوساطة الإثيوبية بين السودانيين: خففت التوتر
المبادرة التي طرحها رئيس الوزراء الإثيوبي لتسوية الأزمة السودانية أسهمت في خفض حدة التوتر بعد أن كانت على حافة الانزلاق إلى المجهول.
قال خبيران في الشأن السوداني إن المبادرة التي طرحها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لتسوية الأزمة السودانية أسهمت في خفض حدة التوتر في الخرطوم بعد أن كانت على حافة الانزلاق إلى المجهول عقب فض اعتصام المعارضة.
- "العسكري السوداني": حريصون على التفاوض والتداول السلمي للسلطة
- "الحرية والتغيير" بالسودان: آبي أحمد اقترح مجلسا سياديا برئاسة دورية
ورأى الخبيران في حديثين منفصلين لـ"العين الإخبارية" أن القبول الذي حظي به آبي أحمد من المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير والجهود الإقليمية والدولية في هذا السياق، ستدعم حظوظ استكمال نجاح المبادرة الإثيوبية في تسوية الأزمة السودانية.
وغداة زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي ومشاوراته مع الأطراف السودانية، شهدت العاصمة الخرطوم هدوءاً حذراً وانتظمت حركة المرور بمعظم الطرقات الرئيسية فيها، بعد إزالة الحواجز "المتاريس" عنها، وسط انتشار قليل للمواطنين بخلاف ما كان الحال عليه قبل أحداث فض الاعتصام أمام قيادة الجيش.
ونقل شهود عيان لـ"العين الإخبارية" أن الجيش السوداني وقوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة انتشرا في شوارع العاصمة الخرطوم وأقعنا المواطنين بضرورة إزالة الحواجز، وتعهدا بتوفير الحماية اللازمة لهما ما خفف حالة الاحتقان التي كانت سائدة.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي عقد اجتماعا مع قادة الحرية والتغيير بمقر السفارة الإثيوبية بالخرطوم، أمس الجمعة، ضمن مساعي أديس أبابا لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسة المختلفة في السودان.
واعتبر المحلل السياسي السوداني الجميل الفاضل، أن موافقة المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير في السودان على استئناف التفاوض يمثل نجاحا أوليا وخطوة متقدمة أحدثتها المبادرة الإثيوبية، لا سيما وأن القطيعة بين الطرفين وصلت لمستوى بعيد عقب أحداث فض الاعتصام حيث أوقفت المفاوضات بعدها.
وأكد المجلس العسكري الانتقالي في السودان، السبت، انفتاحه وحرصه على التفاوض للوصول إلى تفاهمات مرضية تقود إلى تحقيق التوافق الوطني والعبور بالفترة الانتقالية إلى بر الأمان.
وقال المجلس، في بيان، إنه حريص على توافق يفضي للتأسيس إلى التحول الديمقراطي، والذي يمثل هدف التغيير والتداول السلمي للسلطة في البلاد.
وتوجه بالشكر والتقدير لحكومة إثيوبيا على مبادرتها وحرصها على تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية في السودان.
وقال الفاضل في حديثه مع "العين الإخبارية" إن "دفع قوى الحرية والتغيير باشتراطات لاستئناف الحوار فيه تراجع كبير ويحمل إشارة ضمنية باعترافها بشراكة المجلس العسكري بعد أن أوقفت التعامل معه".
وأضاف أن موافقة المجلس العسكري الانتقالي للعودة إلى طاولة الحوار يمثل تنازلا عن الخطاب الأول للفريق عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس الذي تلاه عقب فض الاعتصام، مشيرا إلى أن هذا التراجع في موقفه يعود الفضل فيه إلى جهود الوساطة الإثيوبية التي قادها آبي أحمد.
وتوقع الفاضل أن يستكمل رئيس الوزراء الإثيوبي، مسيرة النجاح لمبادرته بتسوية النزاع في السودان، من واقع الإشارات الإيجابية التي ظهرت الآن.
وأوضح المحلل السياسي السوداني "أن جملة عوامل ستساعد على استكمال نجاح المبادرة الإثيوبية، أبرزها الكاريزما التي يتمتع بها الدكتور آبي أحمد ومستوى قبوله من قبل الأطراف السودانية كشخصية ملهة صعدت في القارة الأفريقية ولها تجارب ناجحة في احتواء التوتر داخل بلاده والمصالحة مع الجارة إريتريا وتسوية النزاع في جنوب السودان".
واقترح رئيس الوزراء الإثيوبي خلال لقائه قادة قوى إعلان الحرية والتغيير مجلسا سياديا مكونا من 8 مدنيين و7 عسكريين. كما اقترح أيضا رئاسة دورية للمجلس السيادي.
وتابع المحلل السياسي السوداني"في تقديري أن رئيس وزراء إثيوبيا لن يغامر بنجاحاته السابقة بالدخول في وساطة فاشلة، فمن المؤكد تلقيه إشارات قوية بأنه سيتمكن من احتواء الأزمة السودانية، ومن الواضح أن مبادرته تحظى بدعم ومباركة أطراف دولية وإقليمية".
وكان آبي أحمد أكد، في بيان أصدره الجمعة، أن المناقشات التي جرت مع الأطراف السودانية لمحاولة تقريب وجهات النظر ونزع فتيل التوتر، اتسمت بروح عالية من المسؤولية والوعي بدقة وخطورة الظرف الراهن.
من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" السودانية، مصطفى أبوالعزائم إن حالة من الانفراج في مواقف الأطراف السوادنية بدأت تلوح في الأفق بعد طرح رئيس الوزراء الإثيوبي مبادرة كريمة لاحتواء الأزمة، مشيراً إلى الهدوء الحذر الذي شهدته العاصمة الخرطوم اليوم السبت.
ورأى أبوالعزائم في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "المبادرة يحالفها النجاح حتى الآن، لكونها على وشك إعادة المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير إلى طاولة التفاوض بعد أن كان هذا الأمر في حكم المستحيل من واقع التصعيد الذي أعقب حادثة فض اعتصام القيادة العامة الإثنين الماضي".
وأضاف أن "المبادرة الإثيوبية بحاجة إلى أن يتحلى الأطراف بضبط النفس وتقديم تنازلات كبيرة وعدم التشبث في المواقف السابقة، حتى تصل إلى غاياتها المرجوة بوضع حد للنزاع في البلاد".
وشدد على أن العلاقات الطيبة بين السودان وإثيوبيا جعلت من آبي أحمد وسيطاً مقبولاً لكافة الأطراف السودانية وهو ما سيسهل المهمة كثيراً.
وكان آبي أحمد طالب الأحزاب السياسية في السودان بالتركيز على مصير البلاد في المستقبل، وليس البقاء رهينة لعقليات ومعوقات الماضي البائد، وعلى الشعب السوداني التحلي بالشجاعة المعهودة وبالشرف والعزة لأجل أن يظل الجيش والشعب والقوى السياسية مركزين جهودهم على مصير الأمة.
وشدد على أن الجيش والشعب والقوى السياسية في السودان مطالبون بالتحلي بالمسؤولية للتوصل لاتفاق مؤسس لمرحلة انتقالية ديمقراطية وتوافقية وشاملة في البلاد، مشيرا إلى أن الأطراف الأجنبية لن تحمل الهم السوداني كما يحمله السودانيون.
والجمعة، وصل آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، إلى العاصمة السودانية الخرطوم، للقيام بالوساطة بين المجلس العسكري والمعارضة.
وكان في استقباله بمطار الخرطوم الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري السوداني الفريق شمس الدين كباشي.
فور وصوله، توجه آبي أحمد إلى قصر الضيفة بالخرطوم واستقبله رئيس المجلس العسكري الفريق عبدالفتاح البرهان.
ويسعى آبي أحمد للتوسط بين الأطراف السودانية بغية التوصل إلى اتفاق بين مختلف الأطراف.
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMTMg جزيرة ام اند امز