وساطة إثيوبيا بالأزمة السودانية.. ماراثون يستهدف التوافق
آبي أحمد عقد سلسلة لقاءات مع مختلف الأطراف السودانية لمحاولة تقريب وجهات النظر ونزع فتيل التوتر والتوجه بالبلاد نحو الديمقراطية.
يقود رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الذي وصل، الجمعة إلى السودان، جهود وساطة لرأب الصدع بين المجلس العسكري والمعارضة، في خطوة وصفت بأنها "أفضل فرصة لعودة الأطراف السودانية لمائدة الحوار".
- آبي أحمد يصل الخرطوم للوساطة بين المجلس العسكري والمعارضة
- رئيس وزراء إثيوبيا: مناقشاتي مع الأطراف السودانية اتسمت بالمسؤولية
وترأس آبي أحمد وفدا عالي المستوى يضم رئيس هيئة الأركان سعري مكنن، ووزير الخارجية غدواند غاتشاو، والمستشار الأمني لرئيس الوزراء تمسغن طورنه، لعقد سلسلة لقاءات مع مختلف الأطراف السودانية لمحاولة تقريب وجهات النظر، ونزع فتيل التوتر.
وفور وصوله للعاصمة السودانية الخرطوم، توجه آبي أحمد إلى قصر الضيفة، واستقبله رئيس المجلس العسكري الفريق عبدالفتاح البرهان، وعقد معه جلسة مشاورات تناولت بحث سبل الانتقال بالبلاد نحو الديمقراطية، وتركزت على تبادل الآراء.
وعقب لقاء رئيس المجلس العسكري الانتقالي، عقد آبي أحمد اجتماعا في مقر السفارة الإثيوبية بالخرطوم مع قادة "إعلان قوى الحرية والتغيير" ضمن مساعي تقريب وجهات النظر بين القوى السياسة المختلفة في السودان.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية (سونا) أن اللقاء تناول الوساطة الإثيوبية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية واستئناف الحوار لحل القضايا الخلافية، واستمع إلى وجهة نظر قوى الحرية والتغيير حول المسائل الخلافية.
وجاء لقاء آبي أحمد مع قوى إعلان الحرية والتغيير في مقر السفارة الإثيوبية في الخرطوم، بعد رفض المعارضة الاجتماع في القصر الرئاسي.
ثم التقى رئيس وزراء إثيوبيا، مرة ثانية خلال زيارته التي تستمر يوما واحد للسودان، مع رئيس المجلس العسكري الانتقالي برئاسة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، على مأدبة غداء.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية"، طلبت عدم الإفصاح عن أسمائها، إن آبي أحمد التقى عقب انتهاء لقائه الثاني مع الفريق عبدالفتاح البرهان، قوى المعارضة الأخرى، التي أكدت جاهزيتها للمشاركة في الانتخابات، ومن بينها الاتحاد الديمقراطي، والإصلاح الآن، ونهضة دارفور، والحركة الشعبية.
أفضل فرصة
وأشار الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية جناح "عقار" مبارك أردول إلى أنه خلال لقائهم برئيس الوزراء الإثيوبي، نقل لهم تأكيدات المجلس العسكري إطلاق سراح نائب رئيس الحركة ياسر عرمان الذي اعتقل الأسبوع الماضي.
ووصفت وسائل إعلام غربية جهود آبي أحمد للوساطة في السودان بأنها "أفضل فرصة لعودة الأطراف لمائدة الحوار"، خاصة مع قدرة آبي الكبيرة على جلب الأطراف للطاولة، وتجربته في قيادة عملية انتقال معقدة في بلاده، بجانب ثقل إثيوبيا داخل المنطقة.
ومن جانبه، أكد رئيس وزراء إثيوبيا أن مناقشات اليوم مع الأطراف السودانية اتسمت بروح عالية من المسؤولية، والوعي بدقة وخطورة الظرف الراهن.
وقال في بيان: "إن بعثة الاتحاد الأفريقي كانت ولا تزال تحت التصرف التام للأطراف السودانية لتسهيل توصلهم لاتفاق ديمقراطي للمرحلة الانتقالية في أسرع وقت، وسنظل واقفين بحزم وتصميم بجانب السودان بكل ما أوتينا من قوة وإرادة".
وشدد على أن الجيش والشعب والقوى السياسية في السودان مطالبون بالتحلي بالمسؤولية للتوصل لاتفاق مؤسس لمرحلة انتقالية ديمقراطية وتوافقية وشاملة في البلاد، مشيرا إلى أن الأطراف الأجنبية لن تحمل الهم السوداني كما يحمله السودانيون.
من جانبه، قال خالد أحمد عمر، أحد قادة قوى إعلان الحرية والتغيير بالسودان، الجمعة، إن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اقترح مجلسًا سياديًا مكون من 8 مدنيين و7 عسكريين.
وأضاف في حديث مع قناة "الحدث"، أن آبي اقترح أيضا رئاسة دورية للمجلس السيادي، مؤكدا تمسك قوى الحرية والتغيير بالسلمية ورفض اللجوء لأي شكل من أشكال العنف.
وتأتي زيارة آبي أحمد عقب طلب مجلس السلم والأمن الأفريقي، الخميس، من الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) بذل جهود في الإطار والتواصل مع السودان، من أجل استعادة السلام والاستقرار، حيث تترأس بلاده الهيئة.
وكان مجلس السلم والأمن الأفريقي قرر، الخميس، تعليق عضوية السودان في جميع نشاطات الاتحاد حتى تسليم السلطة للمدنيين.
ويأتي قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي قبيل انتهاء المدة التي حددها مطلع مايو/أيار الماضي بشهرين.
وعقب عزل عمر البشير في 11 أبريل/نيسان الماضي، قرر مجلس السلم والأمن الأفريقي في 15 من الشهر ذاته إمهال المجلس العسكري في السودان 15 يوماً لتسليم السلطة إلى حكومة مدنية قبل أن يتم تمديدها لـ60 يوماً مطلع مايو/أيار الماضي.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4xNjEg
جزيرة ام اند امز