منتزه "سمين" الإثيوبي يقاوم آثار الحرائق ويستعيد سحره
استعاد منتزه "سمين" الإثيوبي سحره بعد أن تمكنت الطبيعة من محو آثار حرائق داهمت المكان في مارس الماضي والتهمت مناطق واسعة منه
استعاد منتزه "سمين" الإثيوبي سحره بعد أن تمكنت الطبيعة من محو آثار حرائق داهمت المكان في مارس الماضي والتهمت مناطق واسعة منه.
وسعت الحكومة الإثيوبية عبر التعاون مع الجهات ذات الاختصاص إلى تبديد المخاوف بشأن مستقبل المنتزه، ونجحت بالفعل في إعادته إلى سيرته الأولى حسب أخبار تناقلتها وسائل إعلام محلية، عن حكومة إقليم أمهرا شمال البلاد.
ويعد منتزه جبال سمين الوطني في شمال إثيوبيا من أجمل المعالم الطبيعية في العالم، حيث يتمتع بقمم جبلية متعرجة ووديان عميقة وحواف حادة تكسوها الخضرة.
ويتربع المنتزه على مرتفعات جبال رأس داشين العريقة أعلى القمم الجبلية في الشرق الأفريقي، بارتفاع يبلغ نحو 2400 قدم فوق مستوى سط البحر.
ويمر عبر المنتزه أهم وأقدم طريق جبلي متعرج، ويعتبر من أهم الطرق الممهدة التي أسهم في بنائها الغزاة الإيطاليون إبان محاولته استعمار البلاد في 1896.
وفي منتصف أبريل من العام الماضي تعرض منتزه سمين السياحي لحرائق متواصلة استمرت لعدة أسابيع، وطالت الحيوانات والنباتات الفريدة.
وآنذاك فشلت جهود المواطنين للسيطرة على الحرائق ،التي التهمت ما مساحته 1045 هكتارا من الأراضي التي تتوسط المنتزه.
وبذلت الحكومة الإثيوبية جهودا كبيره للسيطرة على الحرائق التي تعرض لها المنتزه، الذي يضم أكبر محمية طبيعية في البلاد وتضم أندر الحيوانات في القارة الأفريقية.
وطلبت الحكومة الإثيوبية الدعم الدولي من عدة دول لها خبرات طويلة في إطفاء حرائق الغابات، وقد لبت عدة دول نداء أديس أبابا وعلى رأسها أستراليا وجنوب أفريقيا التي بعثت بخبراء للمساعدة في إخماد الحرائق.
وبحسب إدراة المنتزه، فقد شهدت الأشهر الستة التالية للحريق تحولا كبيرا، حيث استطاعت الطبيعة أن تقاوم التغيرات التي طرأت عقب الحريق.
وبحسب دراسات جيلوجية، فإن المنطقة كانت في السابق مركزا للنشاط البركاني منذ نحو 40 مليون سنة، بسبب غليان الحمم البركانية البيضاء، مكونة مرتفعات تصل لنحو 3 كيلومترات، وقد أدى لتآكل بعض الصخور بسبب الأمطار التي حولت المنطقة إلى مناظر طبيعية جذابة.
وأوضحت إدارة المنتزه أنه على الرغم من دراسات وتوقعات أشارت إلى أن إعادة المنتزه لحالته الطبيعية قبل الحرائق قد يحتاج لفترة 10 سنوات بعد ما لحق به من أضرار، لكنه استعاد جزءا كبيرا من سحره بفضل ازدياد كمية هطول الأمطار.
وتابعت "عادت حركة الحيوانات تعج في المنتزه، بل تزايدت بصورة كبيرة عودة بعض الأنواع التي هربت لمناطق أخرى".
وتعيش في المنتزه بعض الحيوانات النادرة في العالم، والتي لا توجد إلا في إثيوبيا مثل القرد أبوقلادة "البابون" ، ويعرف محليا بـ"جلادة بابون"، والثعلب الأحمر والوعل الجبلي ويطلق عليه محليا "واليا"، وهو أهم معلم ورمز مهم في إثيوبيا منذ عهد الأباطرة.
وضمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" منتزه جبال سمين الوطني في شمال إثيوبيا لقائمتها العالمية، ضمن أفضل موقع تراث إثيوبي قبل عدة أعوام.
وقال أبيي ازاناو، المدير الإداري للمنتزه، إنه بفضل زيادة كمية الأمطار والجهود التي بذلت من قبل إدراة المنتزه، وتعاون المواطنين عقب الحريق مباشرة، عادت الحياة والخضرة للمنتزه.
وأوضح أن نسبة الأضرار التي لحقت بالمنتزه بسبب الحريق كانت 70%، لكن لا يمكن حاليا التمييز بين الأجزاء التي تعرضت للحريق عن غيرها بفضل التطور والنمو والشكل المخضر والطبيعة الجذابة.
وكانت الحرائق أضرت بالنظام الغذائي لبعض الحيوانات، حيث واجه الثعلب الأحمر الذي يتغذي على أنواع محددة من القوارض مشكلة كبيرة، بعد أن طال الحريق وقتها كل المواقع التي تعيش فيها القوارض خاصة الحشائش التي توفر لها الغذاء، متسببة في اختفاء أهم عناصر الغذاء للثعلب الأحمر.