السياحة في إثيوبيا.. "هلأبا" علاج وكهوف وعشق للأخضر
"هلأبا" إحدى المقاطعات الإثيوبية التي تمتلك مواقع فريدة وبيئة جغرافية مميزة.
هناك في الجنوب الإثيوبي، وتحديداً على المرتفعات الوسطى حوالي 300 كم جنوب غرب العاصمة أديس أبابا، تقع مقاطعة هلأبا بما تمتلكه من مواقع سياحية فريدة، تضم "هلأبا" أجمل الشلالات المائية المناطقة الطبيعية الخضراء، وكذلك الينابيع البركانية الحارية التي يستخدمها المواطنون في العلاج الطبيعي.
ليس هذا فقط بل تمتلك "هلأبا" مواقع وكهوفاً أثرية قديمة تعود لحقب بعيدة لم يتعرف الباحثون على مرجعيتها التاريخية حتى اليوم، وتمتلك المنطقة أنهاراً متعددة ومجار مائية، ومناطق خضراء وسهول وغابات متعددة، ورغم ذلك لم تستثمر بعض بطريقة منظمة، فقط يزورها بعض السياح من وقت لآخر.
الخضرة هي الصفة الدائمة لتلك المناطق ويعتمد سكان المنطقة على الطبيعة في كل احتياجاته اليومية بصورة كبيرة؛ حيث يعتمد شعب هلأبا على الزراعة والرعي والتجارية وتجدهم يزرعون الذرة والطيف "الحبوب المفضلة لدي الإثيوبيين" والفلفل الأحمر بكثرة، وهو من أهم المحاصيل.
يحد نهر" بيلاتي" بلدة هلأبا على الجانب الغربي، وفي الاتجاه الآخر يوجد شعب "كمباتا" وهو إحدى قوميات الجنوب والذين يسكنون بالقرب من هلابا، وترتبط هذه القومية بلغات قريبة من لغات "هلأبا "، كلا المجموعتين ترتبط ارتباطاً وثيقاً بلغات المرتفعات الشرقية الكوشية.
كان قد تم دمج إدارة شعب "هلأبا"، تحت إدارة منطقة "كمباتا" لسنوات طويلة، رغم أن هلأبا في الوقت الحالي هي منطقة إدارية خاصة بحد ذاتها، لكن ما زال التواصل والتداخل بين القوميتين متواصلاً حتى يومنا هذا نسبة لقربهما من بعض.
مدينة كوليتو أهم مدن هلأبا
هناك اختلافات كبيرة بين المركز ومدينة "كوليتو" والمناطق الريفية الشاسعة، ومدينة كوليتو أهم مدن المقاطعة، والتي يبلغ عدد سكانها 25000 نسمة، هي عبارة عن سوق كبير مزدحم، وفي المناطق الريفية تستخدم لغة هلأبا فقط، توجد في مدينة كوليتو بعض الكنائس البروتستانتية، وعدد لا بأس به من السكان يتبعون المذهب الأرثوذكسي، وعدد كبير من المسلمين في المناطق الريفية، في المناطق الريفية معدل الإلمام بالقراءة والكتابة منخفض للغاية، في حين أن مواطني مدينة كوليتو أكثر معرفة بالقراءة والكتابة، شعب هلأبا تقليدياً واثق من نفسه ومقاوم جداً للتأثير الخارجي، ولا يتنازل عن أرثه وثقافته، مهما كان الوضع تجده متمسكاً بكل عاداته وتقاليده، هذا قد منعهم من قبول التطورات الحديثة والتعليم الحديث، الآن يبدو أن هذا يتغير وتظهر آخر إحصاءات عام 2010-2011 أن هناك 36 مدرسة في منطقة هلابا والتي تضم حوالي 26000 طالب.
حياة شعب هلأبا
نمط الحياة في هلأبا متواضع للغاية، عملياً جميع المنازل في المناطق الريفية هي منازل مستديرة الشكل تصنع من من القش واللبن والأخشاب، ويتم رسم مختلف الرسوم بألوان متعدة حول المنزل، والتي تعكس حياة القومية حول المنازل، وهو كنوع من العرف المتداول في المناطق الريفية، وأغلب مواقع تربية الماشية بدون أسقف وهي عبارة عن أرضيات طينية، وتكون حظائر الماشية قريبة من الناس.
معظم الناس يحصلون على مياه الشرب من الأنهار ويقومون بحمل المياه لمسافات طويلة، أكثر من نصف المنازل الحضرية بدون كهرباء، ويستخدمون الحطب وأوراق الشجر في الطهي، يعبر مسؤولو هلابا عن حاجتهم لعدد أكبر من المدارس والعيادات، خاصة القرى وآبار استخراج مياه الشرب.
ثقافية القومية
شعب هلابا مثله مثل باقي القوميات في إثيوبيا له أرثه الفني الفريد، وله أزياء خاصة بالرجال والنساء، ويعتمدون في أزياهم الألوان الخضراء، تيمناً بالطبيعة التي يعشون فيها، ويضعون قبعات طويلة مزخرفة بألوان عدة وتصنع من النباتات.
ولهم رقصاتهم الخاصة بهم وأغانٍ بلغاتهم الخاصة، وعند الرقص يصطف الجميع رجال ونساء في صفوف متساوية، وهم يصفقون بأديهم ويضربون دفوف صفيرة، وتتزين المرأة بأجمل ماصنعت أيديها من بيئتها المحلية، مع تصفيفة شعر خاصة بهن.
الألوان الأخضراء لدى قومية هلابا لها أبعاد خاصة، إذ تجدهم يتفاءلون بها ويستخدمون اللون الأخضر في كل ما هو حولهم، ملابسهم ألوان الأثاث والمنازل حتي طرقات مدينة كوليتو يتم طليها باللون الأخضر.