صحراء المحيط الهادئ.. 37 مليون كيلومتر من المياه بلا حياة

منطقة جنوب المحيط الهادئ يطلق عليها "الصحراء المحيطية" أو "Point Nemo" ويعني "لا أحد"، وتندر بها الحياة البيولوجية

        على مساحة 37 مليون كيلومتر مربع، تمتد منطقة جنوب المحيط الهادئ حيث لا توجد حياة إلا فيما ندر، من كائنات عضوية قليلة جدا ومتباعدة، لذا أطلق عليها العلماء اسم "الصحراء المحيطية" أو "Point Nemo" وتعني "لا أحد".

وتشتهر تلك الصحراء من المياه بصعوبة دراستها نظراً لمساحتها الشاسعة، كما أنها أقل المناطق المائية نشاطا بيولوجيا في العالم.

وحسب موقع "ساينس أليرت"، فكّر العلماء منذ فترة طويلة أنه على الرغم من احتلالها 10% من سطح المحيط، فإن منطقة جنوب المحيط الهادئ (SPG) وهي أكبر أنظمة التيار العملاقة الخمسة التي تمتد عبر المحيط، تعتبر عموما "صحراء" شحيحة من حيث البيولوجيا البحرية، فهي تحتوي على كائنات عضوية قليلة جدا ومتباعدة. 

وكان طاقم من العلماء في معهد "ماكس بلانك" للميكروبيولوجيا البحرية بألمانيا، سافر لمدة 6 أسابيع في رحلة استكشافية للمنطقة على متن سفينة الأبحاث "FS Sonne"، قطع خلالها أكثر من 7 آلاف كيلومتر من تشيلي إلى نيوزيلندا، وفي الطريق، أخذوا عينات من الميكروبات في المياه النائية على عمق يتراوح بين 20 إلى 5 آلاف متر (65 قدما إلى 1640 قدما).

وباستخدام نظام تحليل جديد، قدم الباحثون لمحة عن الكائنات الميكروبية الموجودة في هذه المياه، حيث تتوزع مجتمعاتها الميكروبية حسب عمق المياه ودرجة الحرارة وتركيزات المواد الغذائية وتوافر الضوء، وبينها مجموعة "AEGEAN-169" التي عثر عليها بالقرب من المياه السطحية في منطقة جنوب المحيط الهادئ، خلافاً لما هو معروف عنها بأنها تتكاثر على عمق 500 متر. 

وتقول عالمة الأحياء المجهرية غريتا رينتجيس: "هذا يشير إلى تكيّف محتمل مثير للاهتمام مع المياه المنخفضة في الإنتاجية البيولوجية والإشعاع الشمسي العالي، إنه بالتأكيد شيء سنبحثه أكثر".

ويعود تاريخ اكتشاف هذه "الصحراء" لعام 1992، على يد مهندس المسح هيرفوي لوكاتيلا، الذي وضع حدود تلك المساحة الشاسعة من المياه والخالية تقريبا من أوجه الحياة.