تسير اتفاقية السلام الإثيوبية التي وقعت في برتوريا في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بين الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بوتيرة جيدة ومتسارعة.
وبدأ الطرفان يوما بعد الآخر التعاون على تنفيذ الاتفاقية، والتي ما زال تأخير تنفيذ بعض بنودها يطرح تساؤلات في الداخل والخارج، على الرغم من أن البعض يراها مكسبا تاريخيا، وأدت لإيقاف اقتتال كاد أن يهلك البلاد والمنطقة المحيطة بإثيوبيا.
وفيما ينتظر المجتمع الإثيوبي أن تكون هنالك تحركات حكومية بالمثل للتفاوض والجلوس على طاولة حوار مع جيش تحرير أورومو المعروف اختصارا بـ"أونق شيني"، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أمام البرلمان الإثيوبي خلال تقييم أداء الأشهر الستة الماضية لحكومته، إن هناك مسارات وتحركات فيما يخص الحوار مع ثاني أكبر جبهة مسلحة في المنطقة جيش تحرير أورومو "أونق شيني".
ولم يكن رد الحركة بعيدا عن الاتجاه نفسه، فرغم الانتقادات التي وجهتها للحكومة الإثيوبية لكن يظل البيان الأخير للحركة يؤكد رغبتها في الجلوس على طاولة مفاوضات لحلحلة كافة الخلافات مع الحكومة التي يقودها حزب الازدهار بقيادة آبي أحمد، ويعتبر البيان الأكثر وضوحا مما كان عليه في السابق.
ويعد جيش تحرير أورومو "أونق شيني" ليس مجرد عناصر مسلحة عادية، بل مجموعات لها قواعد شعبية عدة في مناطق متعددة من إقليم أوروميا "أكبر الأقاليم الإثيوبية".
وتطالب الشعوب في الإقليم الحكومة بعقد حوار مع المجموعة أسوة بما حدث مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي دخلت في صراع مسلح مع الحكومة دام لأكثر من عامين، وأضر بالاقتصاد الإثيوبي واستقرار المنطقة.
فما تحقق من سلام وتحركات في إقليم تيغراي بشمال إثيوبيا آخرها إلغاء التهم الموجهة لقيادات جبهة تحرير تيغراي بأمر من وزارة العدل الإثيوبية، والاتفاق على استعادة ضخ الميزانية التي توقفت لعدة أعوام لحكومة الإقليم المؤقتة، التي يقودها قيتاجو ردا أحد القيادات السياسية في جبهة تحرير تيغراي، تعتبر أكبر مكاسب للعملية السلمية التي لعب فيها الاتحاد الأفريقي أدوارا إيجابية.
إلا أن تحركات جيش تحرير أورومو في الإقليم ومناطق أخرى متاخمة لبعض الأقاليم الإثيوبية المجاورة لإقليم أوروميا، ربما قد يكون لها تأثير سالب في المستقبل على تحركات المواطنين، فلهذا كانت هناك دعوات من سياسيين ومنظمات مجتمع مدني لإدراج الحركة ضمن التحركات الحكومية من أجل إحلال السلام في البلاد، ودعوتها للجلوس على طاولة المفاوضات قد يساعد على استقرار المنطقة ككل، وهي خطوة ينتظرها الجميع في ظل تعطش الإثيوبيين لعملية السلام في مرحلتها الثانية، جراء ما مروا به من حروب وصراعات خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة