إثيوبيا تعلن عن إنتاج قريب للطاقة من سد النهضة "مع استمرار المفاوضات"
أعلنت إثيوبيا، اليوم الخميس، أنها ستبدأ قريبا إنتاج الطاقة من سد النهضة الذي لا يزال محل خلاف مع دولتي المصب مصر والسودان، وهذه الخطوة أكدت أديس أبابا أنها لا تعني "توقف المفاوضات الثلاثية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي إن بلاده ستبدأ قريبا في إنتاج الطاقة من سد النهضة "وعلى السودان أن يحتفل بهذا الحدث لأنه المستفيد الأكثر".
وأضاف، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم بمقر الوزارة وحضرته "العين الإخبارية"، أن "إنتاج الطاقة من سد النهضة لا يعني توقف المفاوضات الثلاثية (مصر وإثيوبيا والسودان) بشأن القضايا العالقة، المفاوضات ستتواصل للتوصل إلى حل مربح للجميع".
ودعا مفتي دول المصب إلى "التأقلم مع ما وصل إليه سد النهضة حيث أصبح اكتماله أمرا واقعا".
والأسبوع الماضي، عقدت الحكومة الإثيوبية برئاسة رئيس الوزراء آبي أحمد أول اجتماع لها بموقع سد النهضة، وذلك في إطار إجراء تقييم للمائة يوم لجميع الوزارات والمؤسسات الحكومية.
ومن المتوقع أن تعلن إثيوبيا خلال الأيام المقبلة عن إنتاج أول طاقة كهربائية من سد النهضة الذي بلغ فيه نسبة البناء 82% وفق تصريحات لكبار المسؤولين الحكوميين بطاقة إنتاجية قدرها 700 ميجاوات من توربينتين تغطيان 20% من احتياجات البلاد من الكهرباء.
والمفاوضات المرتبطة بسد النهضة متوقفة رسميا منذ أبريل/نيسان الماضي بعد فشل مصر والسودان (دولتي المصب) وإثيوبيا (دولة المنبع) في التوصل لتفاهمات قبل بدء الملء الثاني للسد الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق.
وترفض القاهرة والخرطوم إصرار إثيوبيا على ملء السد قبل التوصل لاتفاق ملزم حول الملء والتشغيل.
وتقلل أديس أبابا من مخاوف الخرطوم والقاهرة، وتتعهد بمراعاة هواجس دولتي المصب، كما تأمل أن "يلبي السد حاجة البلاد من الكهرباء".
العلاقات الإثيوبية الأمريكية
وفي ملف منفصل، تطرق مفتي خلال مؤتمره، للمحادثات الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن برئيس الوزراء الإثيوبي الإثنين الماضي.
وأوضح أن المحادثات الهاتفية "لها دلالات كبيرة وتمهد لتفاهم بين البلدين حول مختلف القضايا"، مؤكدا على أن "الجانبين سيواصلان في المناقشات حول مختلف القضايا الراهنة".
وأشار إلى أن "الخطوة (المحادثات بين آبي أحمد وبايدن) تعتبر تطورا بالنظر إلى الموقف الأمريكي السابق فيما يتعلق بالصراع وجبهة تحرير تجراي".
والإثنين الماضي، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي أنه اتفق مع الرئيس الأمريكي على التعاون المشترك بين البلدين والاحترام المتبادل.
آبي أحمد قال: "أجريت محادثة هاتفية صريحة مع الرئيس الأمريكي حول القضايا الحالية في إثيوبيا والعلاقات الثنائية وكذلك الشؤون الإقليمية".
وتابع: "نتفق كلانا على أن هناك قيمة كبيرة في تعزيز تعاوننا من خلال المشاركة البناءة القائمة على الاحترام المتبادل".
وفي بيان منفصل، أكد البيت الأبيض أن "الرئيس بايدن أكد التزامه بالعمل مع الاتحاد الأفريقي والشركاء الإقليميين لحل النزاع الإثيوبي سلميًا".
وجاءت المحادثات الهاتفية بين آبي أحمد وبايدن في وقت شهدت فيه علاقات أديس أبابا وواشنطن توترا جراء الصراع الذي يشهده شمال إثيوبيا بين الحكومة وجبهة تحرير تجراي.
وحملت واشنطن الحكومة الإثيوبية المسؤولية عن الأوضاع الإنسانية المترتبة على الصراع، فيما عدته أديس أبابا دعما لجبهة تحرير تجراي.
وضمن سياق التوتر بين الجانبين كانت إثيوبيا قد اتهمت سفارة واشنطن بأديس أبابا بتأليب السفارات الأخرى لمغادرة إثيوبيا.
ودأبت السفارة الأمريكية على إصدار تحذيرات شبه يومية، عن الوضع في إثيوبيا واحتمال وقوع تفجيرات بجانب إعلانها الدوري عن تحذير رعاياها وطلب مغادرتهم البلاد.
ووصلت العلاقات إلى حد اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية قرارا بإزالة إثيوبيا من امتيازات قانون الفرص والنمو الأمريكي المعروف بـ"اغوا".
وكانت الحكومة الإثيوبية، أعلنت فتح حوار مع شخصيات من المعارضة السياسية, في خطوة تعتبرها "مفتاح للسلام الدائم".
كما أصدرت قرارا بإطلاق سراح سجناء معارضين، من أبرزهم جوهر محمد، الناشط السياسي الأورومي ومؤسس جبهة تحرير تجراي "سبحت نغا" المعروف بـ"أبوي سبحت"، وآخرين في خطوة لاقت ترحيبا دوليا واسعا.