بالصور.. شاب إثيوبي يحول الخردة إلى تحف فنية
الشاب الإثيوبي هينوك تسجاي بدأ العمل مع أصدقائه كفني لحام، وفتح ورشة عمل صغيرة في منطقة "تشرقوس" بأديس أبابا.
باستخدام أدوات بسيطة من الخردة المعدنية، استطاع الشاب الإثيوبي "هينوك تسجاي" تصميم قطع فنية فريدة، حيث يستعين بأجزاء من السيارات والدراجات وأشياء معدنية أخرى غير مرغوبة ليحولها إلى تحف رائعة.
و"هينوك تسجاي" خريج هندسة ميكانيكية، وبدأ العمل مع أصدقائه كفني لحام، إلى أن أدرك ملكاته الفنية في التعامل مع الحديد، وفتح ورشة عمل صغيرة في منطقة "تشرقوس" بأديس أبابا.
الفن والتاريخ
وتُعرف منطقة "تشرقوس" بأنها احتضنت أول محطة قطار كانت تربط بين ميناء جيبوتي وأديس أبابا، وقام هينوك بتصميم القطار القديم الذي كان يعمل بالفحم ليجسد تاريخ هذه المنطقة من قطع معدنية بسيطة.
وصمم تسجاي تمثالا آخر للمناضل الإثيوبي الذي حارب المستعمرين الإيطاليين وسماه "أربنجا"، واستخدم فيه أجزاء من بقايا السيارات والدراجات النارية، وأشياء معدنية أخرى ليبدو الرجل يحمل درعاً وسهماً وملابس عسكرية قديمة.
ويقول هينوك: "لم أجد أحدا قبلي حتى أرى أعماله الفنية النموذجية لأقتبس منها، وأعتقد أنني الوحيد الذي يقوم بمثل هذا الفن من الخردة المعدنية، هذه هبة من الله وتدريجيا أدركت موهبتي، وحاليا حينما أجد أي قطعة من الحديد حتى المسمار أضعها في جيبي".
ويجمع "تسجاي" مواد عمله من محال صيانة السيارات، وفي أغلب الأحيان يقدمها له محبو هذا الفن كهدية، وينفق أمواله لشراء هذه الأجزاء من السيارات والدراجات وأشياء معدنية أخرى.
ولا يحبذ الشاب الإثيوبي تلوين أعماله إلا في أضيق الحدود مثل هذا الحصان الذي التقطت صورته كاميرا "العين الإخبارية"، حيث استخدم فيه اللون الأسود.
أعمال إنسانية
ويقول "تسجاي": "أحب التعديل والتفكير الجاد لإنشاء أشياء جميلة ولدي شغف بالفن المعدني، وأريد أن أضع بصمتي على العمل الفني الهادف، فمثلا عندما سمعت الخبر عن تجارة الرقيق في ليبيا ببنغازي، انتابني الحزن الشديد، وقُمتُ بصناعة مجسم لرجل أسود يركع وعلى عنقه سلاسل، وأمامه سيف حاد".
ويحكي قصة إنسانية أخرى عبر مجسماته تتكون من 3 قطع من الحديد تجسد طيورا مهاجرة، يسلط من خلالها الضوء على أزمة المهاجرين في العصر الحديث، وقال: "عندما تهب رياح الهجرة إلى أي بقعة من الأرض لا تفرق بين الصغير والكبير، ويمكن أن تهاجر الأسرة بالكامل ولا يخاف الجميع حتى من البحر".
الفكرة أولا
ويتابع تسجاي: "قبل جمع الخردة المعدنية من سلاسل ومحامل وأجزاء من محركات المركبات، تأتيني أفكار متكاملة للمجسمات، فمثلا تمثال الثور مصمم من قطع حديدية عدة من الدراجات وسكاكين، وقبل تجميع هذه القطع أرسم ما أردت تجسيمه على الورق".
مكان العرض
وحاليا أصبحت مجسمات "تسجاي" يتداولها كثير من رجال الأعمال، وبعضهم يطلب منه صناعة شعار لمؤسسته.
ويشارك الشاب الإثيوبي في معارض فنية مختلفة، كما يستخدم موقعه الإلكتروني لعرض مجسماته لمحبي الفن الذي يقدمه.