أوروبا تنحني أمام وحشية كورونا.. قيود جديدة بعد تضاعف الإصابات
الإصابات تتزايد باطراد في معظم أنحاء أوروبا على مدى الشهرين الماضيين. كما بدأت حالات الدخول إلى العناية المركزة والوفيات في الارتفاع
من الدنمارك وأيسلندا شمالا إلى اليونان جنوبا، أعلنت دول أوروبية عن قيود جديدة اليوم الجمعة لإبطاء وتيرة تفشي فيروس كورونا المستجد في بعض من أكبر مدنها، فيما تدرس بريطانيا معاودة فرض إجراءات العزل العام.
وزادت الحالات في المملكة المتحدة إلى المثلين تقريبا، وبلغت 6000 إصابة يوميا في الأسبوع الأخير، فيما ارتفعت أعداد من يتلقون العلاج بالمستشفيات، وقفزت معدلات الإصابة في أجزاء من شمال إنجلترا ولندن.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن حدوث موجة ثانية من فيروس كورونا أمر لا مفر منه، وإنه لا يرغب في معاودة فرض إجراءات العزل العام، لكن ربما يتعين على الحكومة فرض قيود جديدة.
وقال "نشهد الآن قدوم موجة ثانية... من المؤسف أنه شيء لا مفر منه.. في هذا البلد".
ودفعت الزيادات الحادة في الإصابات الحكومة إلى وضع كل شيء قيد المراجعة.
وقال "لا أريد على الإطلاق إجراءات عزل عام للمرة الثانية"، لكنه أضاف "عندما تنظر إلى ما يجري، يلح عليك السؤال عما إذا كنا بحاجة للذهاب إلى مدى أبعد".
وفرضت بريطانيا قواعد جديدة فيما يتعلق بكوفيد-19 في الشمال الغربي وميدلاندز ووست يوركشير اعتبارا من يوم الثلاثاء.
وتزايدت الأعداد باطراد في معظم أنحاء أوروبا على مدى الشهرين الماضيين. كما بدأت حالات الدخول إلى العناية المركزة والوفيات في الارتفاع، خاصة في إسبانيا وفرنسا.
وفي إسبانيا، التي تقع في صدارة دول القارة من حيث عدد الإصابات، سيفرض الإقليم الذي تقع فيه العاصمة مدريد قيودا على التنقل بين المناطق المتضررة بشدة من الزيادة الجديدة وداخله، لتؤثر هذه القيود على أكثر من 850 ألف شخص.
وقالت زعيمة الإقليم إيزابيل دياز أيوسو، الجمعة، إن السلطات ستفرض قيودا على دخول المتنزهات والأماكن العامة، وستقتصر التجمعات على ستة، لكنها لن تمنع الناس من الذهاب إلى أعمالها في المنطقة الأشد تضررا من البلاد.
وأضافت في مؤتمر صحفي "يجب أن نتجنب العزل العام... نحتاج لأن نتفادى كارثة اقتصادية".
وحظرت السلطات في مدينة نيس بجنوب فرنسا التجمعات لأكثر من 10 أفراد في الأماكن العامة وفرضت قيودا زمنية على العمل في الحانات، بعد فرض قيود جديدة في وقت سابق من هذا الأسبوع في مرسيليا وبوردو.
وسجلت فرنسا، الجمعة، 13200 إصابة جديدة، وهو أعلى معدل يومي منذ بدء التفشي.
وفي الدنمارك، التي اقتربت فيها الإصابات الجديدة وعددها 454 اليوم الجمعة من الرقم القياسي الذي بلغ 473 في أبريل نيسان، قالت رئيسة الوزراء مته فريدريكسن إن السلطات ستخفض الحد الأقصى المسموح به للتجمعات العامة إلى 50 نزولا من 100 وأصدرت أمرا بإغلاق الحانات والمطاعم مبكرا.
وأمرت أيسلندا بإغلاق أماكن الترفيه والحانات في نطاق العاصمة لمدة أربعة أيام من 18 إلى 21 سبتمبر أيلول.
وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن حكومته تقوم بتحضير إجراءات "على مستوى الأقاليم" لمكافحة التفشي بعد أن سجلت البلاد رقما قياسيا بلغ 1972 حالة في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وسيتم ذكر الإجراءات بالتفصيل في وقت لاحق اليوم الجمعة، ومن المتوقع أن تشمل قيودا أشد صرامة على التجمعات العامة، وإغلاق الحانات والمطاعم في وقت أبكر. ومن بين النقاط الساخنة للتفشي المدن الرئيسية مثل أمستردام وروتردام ولاهاي.
وفي اليونان، التي يمكن القول إنها خرجت سالمة إلى حد كبير من الموجة الأولى من كوفيد-19 التي ضربت أوروبا في مارس أذار وأبريل نيسان، قال رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس إن الحكومة مستعدة لتشديد القيود في منطقة أثينا الكبرى مع تسارع وتيرة الإصابات.
وقال ميتسوتاكيس إن لجنة خبراء الصحة في اليونان أوصت بزيادة القيود على التجمعات العامة وتعليق الفعاليات الثقافية 14 يوما وإجراءات أخرى "يمكن اتخاذ قرارات بخصوصها اليوم... على أن تدخل حيز التنفيذ يوم الاثنين".
ولا تزال أوروبا تأمل في ألا تسير على نفس خطى إسرائيل، التي دخلت الإغلاق الثاني اليوم الجمعة في بداية موسم الأعياد اليهودية، بعد طفرة في أعداد الإصابات الجديدة.
aXA6IDMuMTM3LjE5MC42IA== جزيرة ام اند امز