"يورو فتوى" الإخواني بأوروبا.. "الإرهاب" عبر الهاتف
التطبيق يحض على عدم الالتزام بالقانون في الدول الغربية ويستهدف الشباب والمراهقين
عبر تطبيق للهواتف الجوالة، يتسلل الإخوان إلى أوروبا لنفث سموم تطرفهم، أملا باختراق مجتمعات القارة العجوز، والعبث بأمنها عن طريق التكنولوجيا الحديثة.
"الفتوى"، التطبيق الذي اتخذه الإخوان حجر أساس مشروعهم لنشر التطرف في أوروبا، بات يطرح إشكالا جديا بعد أن فشلت شركات الهاتف المحمول في الاستجابة لمطالب الحكومات بإزالته من منصاتها.
المعضلة تكمن في أن التطبيق يحتل مراكز متقدمة من بين أكثر التطبيقات استخداما في عدة دول أوروبية، وهذا ما يفسر التحذيرات المتواترة لوكالات الأمن والاستخبارات بعدة دول أوروبية بشدة منه.
تحذيرات
وقبل أشهر، حذرت هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ألمانيا من التطبيق الذي يحمل اسم "الفتوى في أوروبا" أو ما يعرف بـ"يورو فتوى آب" الذي يقف وراءه تنظيم الإخوان الإرهابي.
ولفتت الهيئة إلى أن التطبيق يقدم محتوى دينيا واستشارات فقهية تحض على التطرف، ويمثل حجر أساس في نشره.
وفي كشف لحجم تغلل الإخوان في المجتمع الأوروبي ومحاولات نشر التطرف، ذكرت دراسة اطلعت عليها صحيفة "ذا ناشونال" الناطقة بالإنجليزية، أن التطبيق يحتل المرتبة الـ34 بين التطبيقات الأكثر تحميلا من متاجر الهواتف بفنلندا في سبتمبر أيلول الماضي، والمرتبة الـ45 في أيرلندا الأسبوع الماضي.
ومؤخرا، ظهر التطبيق في المرتبة 55 من بين التطبيقات الأكثر تحميلا في ألمانيا، فيما احتل المرتبة 59 في السويد، ما يثير مخاوف لدى الأجهزة الأمنية في تلك البلدان من تغلل الإخوان ونشر التطرف في تلك المجتمعات.
الدراسة ذاتها أفادت بأن التطبيق جرى تحميله بشكل كبير خلال فترة الإغلاق المدفوعة بتفشي فيروس "كورونا" المستجد، وسط تحذيرات من وكالات الاستخبارات من استغلال المتطرفين للجائحة من أجل تجنيد الشباب، ودفعهم للتطرف.
وفي تصريحات للصحيفة، قال السياسي البريطاني إيان بيزلي، الذي دعا المملكة المتحدة مرارًا وتكرارًا إلى حظر تنظيم الإخوان، إنه "غاضب تمامًا" من فشل شركات الهواتف والإنترنت في إزالة التطبيق من منصاتها.
وأضاف بيزلي أن "الجماعات المرتبطة بالإخوان تستغل نقاط الضعف في وسائل التواصل الاجتماعي"، معتبرا أنه من الواضح أن هناك فشلًا تامًا من جانب الحكومات في اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد هذا التطبيق.
وتابع "إذا كان عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي لا يريدون التصرف، فمن مسؤولية الحكومات التدخل من خلال تنظيم وفرض غرامات ضخمة على هذه المنصات".
ومضى قائلا "حكومة المملكة المتحدة يجب أن تعقد مؤتمرا مع الدول التي تتصدر هذه القائمة "قائمة الأكثر استخداما لتطبيق الفتوى"، وتحديد طريقة مشتركة لفضح هذه الجماعات المتطرفة وتقويضها".
بدورها، انتقدت الحكومة البريطانية "أولئك الذين يجعلون التطبيق متاحًا للتحميل"، قائلة إنها "ستتخذ إجراءات صارمة ضد شركات التواصل الاجتماعي التي تساعد في الترويج للكراهية".
ويمكن للدول فرض عقوبات على الشركات التي تتيح التطبيق على منصاتها.
خطر التطرف
من جانبه، قال غانم نسيبة، رئيس منظمة "مسلمون ضد معاداة السامية"، لصحيفة "ذا ناشيونال" إن التطبيق يظهر بوضوح أن عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي لا يأخذون خطر التطرف على محمل الجد.
وحذر من أن " تنظيم الإخوان الذين يقف وراء التطبيق، هو أكثر من ينشر التطرف بين المجتمعات الإسلامية في أوروبا".
ومن بين الأفكار التي يروج لها التطبيق، أنه لا يجب الالتزام بالقوانين الأوروبية إذا اعتقد الشخص أنها تتعارض مع الإسلام، كما يحث عناصر الجيش البريطاني على عصيان الأوامر، وعدم أداء قسم الولاء لملكة بريطانيا.
وقال هانز جاكوب شندلر، مدير مشروع مكافحة التطرف في المملكة المتحدة، إن شركات التكنولوجيا فشلت في معالجة المحتوى المتطرف.
وتابع في تصريحات لـ"ذا ناشونال" أن مشروع مكافحة التطرف ينتقد بشدة صناعة التكنولوجيا لفشلها في مراقبة منتجاتها وتعديلها بشكل مناسب حتى لا تسبب أي ضرر"، مضيفا أنه من الواضح أن التنظيم الذاتي فشل ويجب تعديل القوانين القائمة.
مغالطات
صحيفة "دي فيلت الألمانية"، ذكرت من جانبها أن مطوري التطبيق يزعمون أنه يضم ثروة من الآراء الفقهية التي صدرت في العقدين الأخيرين.
ووفق ما نشرته الصحيفة، فإن مبرمج تطبيق الفتوى هي منظمة تتخذ من دبلن بإيرلندا مقرا لها، وتحمل اسم "مجلس الفتوى والبحث".
وأضافت الصحيفة أن هذه المنظمة تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي.
ويتوفر التطبيق بثلاث لغات أساسية هي العربية والإنجليزية والإسبانية، فيما تقول المنظمة التي تقف وراء تطويره إنها ستطلق 6 لغات أخرى قريبا أبرزها الألمانية.
وبعيد إطلاقه، تسبب التطبيق في مشاكل كبيرة، حيث اضطر متجر جوجل للتطبيقات لحظره بسبب مقال لصحيفة "صنداي تايمز "البريطانية اتهم التطبيق بنشر محتوى معادٍ للسامية.
كما تصنف المنظمة التي طورت التطبيق، على نطاق واسع بين أجهزة الاستخبارات، بأنها تضم باحثين متهمين بدعم الإرهاب، ما دفع عددا من الدول إلى حظر التطبيق أبرزها بريطانيا، وفق دي فيلت.
وفي رد للصحيفة، قال فرع شركة جوجل في ألمانيا إن نسخة جديدة من التطبيق باتت تظهر في الوقت الحالي في متجر الشركة، بعد أن قام مالك التطبيق بتطويره ليتماشى مع قواعد الشركة، دون ذكر تفاصيل أخرى.
وعلى خلاف جوجل، تضع شركة أبل الأمريكية التطبيق على متجرها الإلكتروني منذ صدوره نهاية أبريل نيسان الماضي.
ورغم ذلك، يواصل التطبيق نشر محتوى يحرض على الكراهية والتطرف، ويعادي حقوق المرأة، والغرب، وفق الصحيفة ذاتها.
وقالت "دي فيلت" إن التطبيق يحض المسلمين على عدم الالتزام بالقانون في الدول الغربية، ما جعل هيئة حماية الدستور الألمانية تحذر، في رسالة للصحيفة، من التطبيق، ووصفته بأنه "حجز زاوية في عملية نشر التطرف في أوروبا".
وأضافت أن "الإخوان تستهدف الشباب والمراهقين الذين يستخدمون الانترنت بكثافة، بهذا التطبيق".
وبمجرد اقتناء التطبيق، يظهر في شاشته الرئيسية صورة للمسجد المركزي في مدينة كولونيا غربي ألمانيا، وهو تابع لحركة ديتيب التركية، ذراع أنقرة في ألمانيا.
بدوره، قال المحامي سيريان اتيس، أحد مؤسسي المسجد الليبرالي في برلين، للصحيفة الألمانية، إن "التطبيق يخدم أعداء الديمقراطية في أوروبا".
ووفق الصحيفة الألمانية، فإن من بين الباحثين الذين قدموا التطبيق في فعالية باريس نهاية أبريل/نيسان الماضي، هو المصري خالد حنفي، والذي يعتبر من أهم قيادات الإخوان الرئيسية في أوروبا، ويقيم في ألمانيا، وتضعه هيئة حماية الدستور تحت رقابتها.
aXA6IDMuMTM5LjIzOS4xNTcg جزيرة ام اند امز