اتفاق بكين وأوروبا يقفز بشهادات الإيداع الأمريكية للشركات الصينية
بعد إعلان الاتحاد الأوروبي والصين التوصل لاتفاق استثماري طال انتظاره، شهادات الإيداع الأمريكية للشركات الصينية ارتفعت بقوة الأربعاء.
ويكتسب هذا الاتفاق أهميته من كون الصين ثاني أهم شريك تجاري للاتحاد الأوروبي بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وارتفع مؤشر ناسداك جولدن دراجون تشاينا لشهادات الإيداع الأمريكية للشركات الصينية بنسبة 3.7%، وهو الأكبر منذ 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ومن بين الشركات التي حققت مكاسب كبيرة شركة بي.آي.تي ديجيتال المصدر للعملة المشفرة "بتكوين" حيث ارتفعت شهادات إيداعها بنسبة 39% في ظل ارتفاع شامل للأوراق المالية الخاصة بالشركات العاملة في تداول العملات المشفرة.
وارتفعت شهادات شركة بيلي بيلي بنسبة 12%، وشركة أوكسين ليمتد بنسبة 11%، مع صعود شهادات دادا نيكسوس بنحو 8.3%، وكذلك فيب شوب بمعدل 8.3%، وبيادو بنسبة 6.4%.
ويأتي هذا الارتفاع، بعد أن أعلنت أورزولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، ووسائل إعلام رسمية صينية، الأربعاء، توصل كل من الاتحاد الأوروبي والصين إلى اتفاق مبدئي بشأن معاهدة الاستثمار بين الجانبين.
وكتبت فون دير لاين على تويتر أن " العالم بعد الجائحة صار في حاجة إلى علاقة قوية بين الاتحاد الأوروبي والصين، لكن هذا مشروط بالتعاون والثقة أيضا في التجارة والاستثمارات".
وجاء الإعلان عقب إجراء فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، محادثات عبر الفيديو مع الرئيس الصيني شي جينبينج حول هذا الموضوع في وقت سابق من اليوم.
وتهدف الاتفاقية إلى تحسين الوصول إلى السوق في الصين بالنسبة للشركات الأوروبية، وتوفير شروط تنافس أكثر عدلا، وفتح إمكانيات جديدة للأعمال.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أن الاتفاق من المتوقع أن يستغرق إنجازه والمصادقة النهائية عليه أشهرا ويمثل أهمية اقتصادية كبرى.
وأكد أن الصين التزمت توفير مستوى غير مسبوق من الوصول إلى الأسواق لمستثمري الاتحاد.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية عن الرئيس الصيني قوله إن الاتفاق "يبرهن تصميم الصين وجديتها في إتاحة انفتاح واسع النطاق".
ووصف شي أوروبا والصين بأنهما "أكبر قوتين وسوقين وحضارتين في العالم".
تجدر الإشارة إلى أن قيمة التبادل التجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي بلغت في 1.5 مليار يورو يوميا عام 2019 في المتوسط.
ولطالما سعت أوروبا إلى إفساح المجال بشكل أكبر للشركات الأوروبية لدخول الأسواق الصينية، لكن عدم تقيّد بكين بالمعايير الدولية للعمالة شكّل حجر عثرة أمام إنجاز الاتفاق.
ولكن هذه المرة أكد الاتحاد الأوروبي أن الصين التزمت بالتنفيذ الفاعل لقواعد منظمة العمل الدولية التي سبق أن صادقت عليها والعمل من أجل المصادقة على الاتفاقات الأساسية لمنظمة، من بينها الخاصة بالعمل القسري.