سياسة
الإخوان وأمن أوروبا.. أخطر من "القاعدة" و"داعش"
دراسة حديثة تحذر من تغلغل نفوذ الإخوان في أوروبا، مشيرة إلى أن التنظيم يعد أخطر من "القاعدة" و"داعش" على أمن القارة العجوز.
دراسة أصدرها، مؤخرا، المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، قدرت أن الإخوان وتنظيمات الإسلام السياسي أخطر من التنظيمين الإرهابيين على أمن أوروبا.
اختراق ناعم
الدراسة التي تلقت "العين الإخبارية" نسخة منها، أوضحت أن الإخوان وجماعات الإسلام السياسي على اختلاف أنواعها تبنت سياسات ناعمة لاختراق المجتمع والاقتراب من مؤسسات الدولة، حيث يقدمون أنفسهم على أنهم ممثلون للجاليات المسلمة في أوروبا؛ لتحقيق مصالح سياسية ونشر أيديولوجيتهم المتطرفة بدلاً من تقديم الخدمات للمجتمعات المسلمة.
واستعرضت الدراسة أبرز الاستراتيجيات والإجراءات التي تنفذها عدد من الدول الأوروبية في مقدمتها ألمانيا والنمسا، لمواجهة خطر الإخوان.
وقالت إن هيئة حماية الدستور في ولاية "بادن فورتمبيرغ" الألمانية، أصدرت تقريرا في 18 فبراير/ شباط الماضي، يحذر من نوايا الإخوان الخفية التي تدير مخططات سرية لزرع الإيديولوجية المتطرفة في عقول الأطفال والمراهقين من خلال دورات تدريبية، ونماذج محاكاة تعمل على نشر التطرف بين الأجيال الجديدة للسيطرة عليهم مستقبلًا.
كما حذرت هيئة حماية الدستور في 28 أكتوبر/ تشرين أول الماضي أن ألمانيا تواجه خطراً متزايداً من المتطرفين السياسيين والمجرمين وغيرهم، ونقلت عن رئيس الهيئة توماس هالدنفانغ قوله أمام البرلمان الألماني إن "مستوى التهديد الذي تتعرض له ألمانيا من الإرهاب والتطرف والتجسس، خصوصاً الهجمات الإلكترونية، لا يزال مرتفعاً للغاية ومتزايداً".
وأشارت دراسة المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب إلى أن تقديرات جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني في 13 يوليو/ تموز الماضي، تفيد بأن الخطر الذي يمثله تنظيما القاعدة وداعش لم يتراجع، حتى بعد مضي ما يقرب من 20 عاماً على هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
ولفتت إلى أن المجلس الوطني في النمسا أقر في 8 يوليو/ تموز المنقضي قانونا جديدا لمكافحة الإرهاب والتطرف يستهدف تعزيز جهود الدولة لحظر نشاطات التنظيمات الإرهابية وملاحقة مموليها.
وقالت الدراسة إن التشريعات الجديدة تتيح تغليظ العقوبات على البيئات الحاضنة للمتطرفين، وتسهل عملية مراقبتهم وكذلك مراقبة خطاب الكراهية والتشدد الديني واستغلال شبكة الإنترنت في هذه الأغراض.
ورصدت الدراسة أبرز الجمعيات والجماعات التي تم حظرها في ألمانيا خلال عام 2021، وأبرزها: جماعة توحيد برلين، ومنظمة أنصار الدولية، ومنظمة دبليو دبليو آر-هيلب، والناس من أجل الناس، وأعط السلام، وحركة حماس، إضافة إلى حزب الله في النمسا.
يقظة أوروبية
في حديث سابق لـ"العين الإخبارية"، تحدث الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ومقره ألمانيا، إلى وجود "يقظة أوروبية مؤخرا ضد جماعات الإسلام السياسي".
يقظة قال إنها تتمثل في فرض حكومات بعض الدول الأوروبية مثل فرض النمسا مؤخرا رقابة على نشاط جماعة الإخوان داخل البلاد عن كثب، ووضع قيود على تحركات أعضائها، وإغلاق مؤسسات مشتبه في تمويلها للإرهاب ونشر الأفكار المتطرفة.
وأوضح جاسم محمد أن "الإجراءات والتحركات النمساوية والألمانية الأخيرة ضد أنشطة الإخوان تمثل خطوة في طريق طويل لمكافحة التطرف والإرهاب".
ووفقا لمعلوماته، أشار رئيس المركز الأوروبي إلى أنه من بين الإجراءات الحكومية التي جرى اتخاذها؛ منع التمويل الخارجي الذي يصل للجماعة، إضافة إلى إجراءات أخرى بينها تدريب الأئمة في البلاد، وعدم استقدامهم من الخارج، علاوة على تشديد القبضة الأمنية وملاحقة الإرهابيين.
وفي تقرير صدر مؤخرا، قال المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات إن الحكومة النمساوية تراقب عن كثب نشاط جماعة الإخوان داخل البلاد، ووضعت قيودا على تحركات أعضائها، كما أغلقت عدة مساجد ومؤسسات مشتبه في تمويلها للإرهاب ونشر الأفكار المتطرفة.
ويملك تنظيم الإخوان وجودا كبيرا في النمسا، خاصة في فيينا وجراتس، ويتمثل ذراعها الأساسية فيما يعرف بـ"رابطة الثقافة"، والعشرات من الجمعيات والمساجد والمراكز الثقافية.