أوروبا تلتف حول عقوباتها.. محنة "إدمان الغاز الروسي"
"الغاز قبل العقوبات" بهذا المبدأ تعاملت بريطانيا مع العقوبات التي فرضتها على روسيا جراء الحرب الأوكرانية، حيث التفت عليها مقابل الغاز.
وأصدرت السلطات البريطانية ترخيصا مؤقتا يسمح بتحويل قيمة مشتريات الغاز الطبيعي الروسي إلى بنك روسي خاضع للعقوبات الدولية التي تم فرضها على روسيا بسبب غزو أوكرانيا.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن السلطات البريطانية سمحت بتحويل قيمة مشتريات الغاز إلى مصرف جازبروم بنك الروسي حتى نهاية أيار/مايو المقبل.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أصدر الشهر الماضي أمرا بتولي جازبروم بنك إدارة كافة صفقات الغاز الروسي مع الدول التي يسميها بوتين "غير الصديقة" والتي تشمل أغلب دول أوروبا.
ولم تشر وزارة الخزانة البريطانية التي أصدرت الترخيص إلى اسم الشركة الأوروبية التي طلبت السماح لها بتحويل الأموال إلى البنك الروسي الخاضع للعقوبات.
وبحسب وثيقة وزارة الخزانة البريطانية، فإنه يتم السماح بإجراء التعاملات المالية المتعلقة بمشتريات الغاز الطبيعي الروسي للاستخدام في الاتحاد الأوروبي مع مصرف جازبروم بنك وفروعه. ويتضمن الترخيص فتح وإغلاق الحسابات المصرفية حتى انتهاء فترة الترخيص.
حائط برلين "ينهار" أمام الغاز الروسي
وصرح المستشار الألماني أولاف شولتز بأن حظرا مفاجئا على الغاز الروسي لن يؤدي إلى إحلال سلام سريع في أوكرانيا، ومن المهم بالنسبة لألمانيا تجنب حدوث أزمة اقتصادية خطيرة.
وقال شولتز في مقابلة نشرت اليوم الجمعة في صحيفة دير شبيغل الأسبوعية: "أولا، لا أرى مطلقا أن حظر الغاز سيوقف الحرب. ثانيا، تتحدثون كما لو أننا نكسب المال من هذا الأمر. لكن النقطة المهمة هي أننا نريد تجنب أزمة اقتصادية خطيرة، فقدان ملايين الوظائف، المصانع التي لن تفتح مرة أخرى. ستكون لذلك عواقب وخيمة على بلدنا وأوروبا بأكملها".
وشدد المستشار الألماني على أن ذلك بدوره سيؤثر بشكل خطير على تمويل إعادة بناء أوكرانيا، مضيفا قوله: "يجب أن أقول: لا يمكننا السماح بذلك".
يذكر أن خبراء ألمانا صرحوا مرارا بأن الامتناع الشديد عن الغاز من الاتحاد الروسي سيضر بشدة بالصناعة الألمانية وينطوي على مشاكل اقتصادية خطيرة، وتعمل برلين في الوقت نفسه، على التخلص التدريجي من إمدادات الطاقة الروسية بمرور الوقت.
استبدال النفط الروسي "سيناريو مستبعد"
واستبعد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن تنجح دول الاتحاد الأوروبي في استبدال إمدادات النفط والغاز من روسيا بشكل كامل في السنوات 5 - 10 المقبلة.
وجاء ذلك في مقال نشر لنائب رئيس الوزراء الروسي في مجلة "إنرغي بوليسي"، التابعة لوزارة الطاقة الروسية. وأشار إلى أنه من المستحيل الحديث عن ضمان أمن الطاقة في أوروبا بدون موارد الطاقة الروسية.
وقال نوفاك: "يشير قرار البرلمان الأوروبي حول حظر استيراد موارد الطاقة الروسية إلى أن الخطوة يجب أن تكون مصحوبة بخطة عمل تهدف إلى ضمان أمن إمدادات الطاقة في الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك يتفق اللاعبون الرئيسيون في الصناعة على أنه من غير المحتمل أن يكون من الممكن استبدال النفط والغاز الروسيين بالكامل في السنوات الخمس أو العشر القادمة".
ووفقا لكلمات نوفاك تبلغ حصة إمدادات النفط لدول الاتحاد الأوروبي من روسيا 30% أما الغاز فتصل إلى 40%، فيما تبلغ حصة الفحم الروسي في إجمالي واردات أوروبا حوالي الثلث.
وأشار المسؤول الروسي إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى للتخلي عن مصادر الطاقة الروسية من خلال تنويع إمدادات الغاز وتسريع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة واستبدال الغاز في أنظمة التدفئة بأنواع أخرى من الوقود.. كل هذه الإجراءات وفقا للمفوضية الأوروبية ستخفض الطلب على الغاز الروسي بمقدار الثلثين بحلول نهاية هذا العام.
وبحسب نوفاك فإن الاتحاد الأوروبي يعتبر أن دولا مثل قطر والجزائر والسعودية والكويت هم موردين محتملين للهيدروكربونات وذلك إلى جانب الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن منظمة "أوبك" أعلنت أنها لن تكون قادرة على تعويض انخفاض إمدادات النفط الروسية إلى السوق العالمية.
عودة "زارا" و"بيرشكا" و"إيكيا"
أفادت وزارة الصناعة والتجارة الروسية بأن شركة "إيكيا" السويدية تتطلع إلى إعادة فتح متاجرها في روسيا، وذلك بعد تعديل لوجستيات سلسلة التوريد لضمان مجموعة كاملة من المنتجات.
كذلك أشار نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي فيكتور يفتوخوف، إلى أن سلسلة الملابس الإسبانية "إنديتيكس"، التي تمتلك علامتي "زارا" و"بيرشكا"، تسعى أيضا لحل مشاكل مرتبطة باللوجستيك لاستئناف الأنشطة في روسيا.
وقال المسؤول الروسي، اليوم الخميس: "من المهم بالنسبة لشركة "إيكيا" أن يتم ملء رفوف المتاجر بمجموعة من السلع المطلوبة، والآن من الصعب عليهم القيام بذلك. عندما تجد الشركة مخرجا ستفتح أبوابها".
وأضاف نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي، أن شركة "إيكيا" قامت ببناء متاجرها الخاصة في روسيا، لذلك تخلي الشركة السويدية عن الأنشطة في روسيا يعد خطوة غير فعالة. وأشار إلى أن "إيكيا" تمتلك سوقا جيدة جدا في روسيا، وأن العملية التجارية مبنية بطريقة تجعل الشركة السويدية تجلب منتجات من دول أخرى بالإضافة لوجود مصانع إنتاج في البلاد.
وأمس أشارت سلسلة الملابس الإسبانية "إنديتيكس"، إلى إمكانية استئناف الأنشطة في روسيا، وقالت السلسلة، التي تعد إحدى أكبر بائعي الملابس بالتجزئة في العالم، إنها تتوقع استئناف عملياتها في روسيا عندما يكون ذلك ممكنا.
وكانت شركتا "إيكيا" و"إنديتكس" قد أعلنتا في وقت سابق تعليق الأنشطة في روسيا، وجاء ذلك بسبب الأحداث المرتبطة بأوكرانيا وفي ظل ضغط العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا على خلفية العملية العسكرية في أوكرانيا.
aXA6IDMuMTQuMTMyLjQzIA== جزيرة ام اند امز