إيطاليا تخطط للتخلي عن الغاز الروسي بأنابيب من أفريقيا
من المنتظر أن توقع إيطاليا عقودًا للغاز في الكونغو وأنجولا هذا الأسبوع ضمن خطط الاستغناء عن روسيا وتأمين إمدادات للصناعة.
غاز مسال
وسيزور وزير الخارجية لويجي دي مايو ووزير التحول البيئي روبرتو تشينجولاني أنجولا غدا الأربعاء والكونغو يوم الخميس لإبرام اتفاقات للغاز الطبيعي المسال.
وسيرأس الوزيران وفدا من المرجح أن يضم رئيس مجموعة إيني الإيطالية للطاقة، وهي أحد أكبر منتجي النفط والغاز الأجانب في أفريقيا.
وقال مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية الأمر "الهدف هو تأمين حوالي ستة مليارات متر مكعب من الغاز الجديد سنويا عندما تعمل المشاريع بكامل طاقتها بدءا من 2024".
وسيمثل ذلك حوالي ثمانية بالمئة من حاجات إيطاليا السنوية.
وتحصل إيطاليا على حوالي 40%من وارداتها من الغاز من روسيا وتتطلع لتنويع مصادرها للطاقة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الذي أعقبه عقوبات غربية.
ووقعت إيطاليا بالفعل اتفاقات مع الجزائر ومصر للمساعدة في استبدال بعض من التسعة والعشرين مليار متر مكعب التي تحصل عليها من روسيا وقالت إن ستوقع المزيد من الاتفاقات مع دول أخرى.
اتفاق طموح
وفي خضم الحرب الروسية الأوكرانية وما رافقها من تداعيات تهدد بحرمان الأوروبيين من الغاز الروسي، لمعت مصر وغازها بين الخيارات البديلة.
وبدا واضحًا أن القارة العجوز اتجهت فورا للبدائل المتاحة خاصة جنوب البحر المتوسط، للحصول على الغاز من الجزائر وليبيا وبالطبع مصر.
وتقدم مصر حلا نموذجيا للأوروبيين كونها محورا إقليميا للطاقة، وهي تنتج الطاقة وتبيعها وتستوردها من الجيران – بما في ذلك إسرائيل – وتعيد توجيهها إلى الدول الأكثر احتياجا.
واستفادت القاهرة بشدة من القلق الأوروبي حيث تتجه القارة العجوز ليس فقط نحو تكثيف وارداتها من مصر، بل أيضا التوسع في استكشاف الغاز الكامن بمصر وتفجير آباره.
وفي 13 أبريل 2022، قالت مجموعة إيني الإيطالية إنها وقعت اتفاقية لتعزيز إنتاج الغاز في مصر وزيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا.
وقالت إيني، التي اكتشفت في عام 2015 حقل ظهر العملاق للغاز في مصر، إنها اتفقت مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) على تعزيز إنتاج الغاز وتكثيف التنقيب في الحقول الحالية والجديدة.
وذكرت إيني أن الاتفاق قد يؤدي إلى شحن ما يصل إلى ثلاثة مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا هذا العام.
وتملك إيني، وأكبر مساهميها الدولة، حصة في محطة دمياط للغاز الطبيعي المسال التي تبلغ طاقتها الإنتاجية أكثر من 7.5 مليار متر مكعب سنويا.
الغاز الجزائري
وفي 11 أبريل 2022، وقعت الجزائر وإيطاليا، اتفاقية تعاون في المجال الطاقي تقضي بزيادة إمدادات الغاز الجزائري نحو روما.
وأوضح بيان للشركة النفطية الحكومية الجزائرية اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله، وأوضح بيان لسوناطراك أنها وقعت مع "إيني"اتفاقية بغرض تسريع وتيرة تطوير مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي) وزيادة حجم الغاز المصدّر باستخدام القدرات المتاحة لخط أنبوب الغاز ترانسمد". لكن لم تتكشف أي تفاصيل عن الكميات.
وتابع البيان: "تسمح هذه الاتفاقية للشركتين بتحديد مستويات أسعار مبيعات الغاز الطبيعي تماشيا مع معطيات السوق وذلك للسنة 2022-2023 وفقًا للبنود التعاقدية المتعلقة بمراجعة الأسعار".
وبحسب بيان لمجموعة "إيني" فإن الإضافات في كميات الغاز "ستزيد تدريجيا لتبلغ 9 مليارات متر مكعب في 2023-2024".
وأضاف أن "إيطاليا مستعدة للعمل مع الجزائر لتطوير الطاقات المتجددة واستغلال الهيدروجين الأخضر (كما) نسعى لتسريع الانتقال في مجال الطاقة وخلق فرص للتنمية والتوظيف".
وعن كميات الغاز التي تعتزم الجزائر إمداداها إلى إيطاليا استنادا إلى التقارير الإعلامية الدولية، "استبعدت المصادر الجزائرية أن تصل إلى 50 %"، وعللت ذلك بـ"عدم قدرة الانتاج الجزائري على توفير هذه الكميات الهائلة من الغاز الطبيعي"، والتي تحتاج إلى "نحو عامين إلى 3 أعوام".
الغاز الروسي
وتستورد إيطاليا نحو 95% من الغاز الذي تستهلكه. وهي من أكثر الدول الأوروبية اعتمادًا على الغاز الروسي بنحو 40% من احتياجاتها، بينما تزودها الجزائر بنحو 30%.
ودفعت الحرب في أوكرانيا وحزمة العقوبات الاقتصادية ضد موسكو، إيطاليا إلى نشاط دبلوماسي مكثف للبحث عن موارد أخرى خاصة أن الغاز يمثل 42% من استهلاك البلاد للطاقة.