أوروبا تقرع أجراس الأمل في وجه الألم
نسائم أمل هبّت من إيطاليا وإسبانيا مع تراجع العداد اليومي لضحايا كورونا
تخرج الملكة إليزابيث في خطاب تلفزيوني تاريخي تستذكر فيه تجربتها إبان الحرب لترفع فيه معنويات الشعب البريطاني.
وفي إيطاليا وإسبانيا البلدين الأكثر تأثرا بفيروس كورونا، تهب نسائم أمل مع تراجع عداد الضحايا اليومي.
ومن الفاتيكان يقرع البابا فرنسيس أجراس الشجاعة في قداس أحد الشعانين.
وعلى الطرف الآخر من الأطلسي يحذر المسؤولون الأمريكيون من "أسبوع صعب" أشبه بلحظة "أحداث 11 سبتمبر".
وفي النصف الثاني من الكرة الأرضية، يستعد الأردن لمرحلة ما بعد أزمة كورونا، في مؤشرات تحمل معها عودة تدريجية للحياة الطبيعية حتى وإن كانت على حذر.
جرعات الملكة
تفاصيل المشهد تبدأ من قصر وندسور في بريطانيا مع الملكة إليزابيث التي بدت أنها تعطي شعبها جرعات عالية من الإنسانية، في خطابها التاريخي الذي ألقته مساء الأحد.
وفي خطابها استندت الملكة البالغة من العمر 93 عاما إلى تجربتها إبان الحرب العالمية الثانية، موجهة رسالة أمل للأشخاص الذين اضطروا للانفصال عن عائلاتهم وأصدقائهم.
ورغم تحذيرها من قادم الأيام، فإن ملكة بريطانيا أكدت أن الجهد الجماعي في إطار "السعي المشترك" بما في ذلك التعاون العلمي سيهزم الوباء.
وقالت: "سننجح، وهذا النجاح سيكون ملكا لكل واحد منا".
وليس ببعيد عن الملكة، كانت رياح الأمل تهب على البريطانيين مع سماعهم أنباء إيجابية عن صحة رئيس وزرائهم بوريس جونسون المصاب بفيروس كورونا.
تراجع الألم الأكبر
رياح الأمل هبّت أيضا من إيطاليا وإسبانيا البلدين الأكثر تأثرا بفيروس كورونا، فالأولى بدت وكأنها تسير إلى نوع من الاستقرار في أزمة الوباء.
وسجّلت إيطاليا، الأحد، أدنى حصيلة يومية للوفيات الناجمة عن الفيروس، فضلا عن انخفاض في الحالات الحرجة لليوم الثاني.
وبلغ عدد المتوفين في الساعات الـ24 الأخيرة 525، وهي الحصيلة اليومية الأدنى منذ 19 مارس/آذار الماضي.
وتعليقا على هذه الأرقام، قال مدير الدفاع المدني في إيطاليا أنجيلو بوريلي: "هذه أخبار جيدة، لكن علينا ألا نتهاون".
أجراس الكنيسة تقرع أبواب الشجاعة
ومن هذا البلد، دعا البابا فرنسيس، الأب الروحي لـ1.2 مليار كاثوليكي حول العالم، الناس إلى الشجاعة لمواجهة الفيروس.
وأحيا البابا فرنسيس الذي خضع مرتين لفحص كورونا، قداس أحد الشعانين عبر بث مباشر من ساحة القديس بطرس التي غابت عنها الحشود الضخمة المعهودة خصوصا في هذه الفترة من العام.
وفي إسبانيا، تراجع عدد الوفيات لليوم الثالث على التوالي، ومع ذلك، أكدت الحكومة أنها ستمدد الإغلاق شبه التام حتى 25 من الشهر الجاري.
الأردن ما بعد الجائحة
وبعد نحو ثلاثة أسابيع من وقف عمل المؤسسات، دعا العاهل الأردني الملك عبدالله، حكومة بلاده إلى التحضير لمرحلة ما بعد "أزمة" فيروس كورونا.
دعوة العاهل الأردني تضمنت إمكانية التدرج في استئناف عمل القطاعات الإنتاجية و"المؤسسات الصغيرة والمتوسطة"، في مؤشرات توحي بعودة تدريجية للحياة الطبيعية حتى وإن كانت بطيئة.
وفي إطار جهودها لاحتواء الفيروس، قررت الحكومة الأردنية، الشهر الماضي، تعطيل عمل الوزارات والدوائر والمؤسسات والمدارس حتى منتصف أبريل/نيسان الجاري.
ثم عادت الحكومة وفرضت حظر تجول في إطار إجراءات اتخذتها لمواجهة الجائحة.
أمريكا والأسبوع الصعب
على وقع الارتفاع المتزايد في أعداد ضحايا فيروس كورونا بالولايات المتحدة، حذرت السلطات الأمريكية من أسبوع "صعب".
ويزداد عدد الوفيات في الولايات المتحدة، مع تسجيل نيويورك بؤرة الوباء في البلاد مئات الضحايا يوميا، في وقت تستعد فيه المستشفيات لاستقبال مد جديد من المصابين.
وخلال الـ24 ساعة الماضية، توفي أكثر من 1200 شخص جراء إصابتهم بفيروس كورونا في الولايات المتحدة خلال 24 ساعة، ليرتفع إجمالي الوفيات في هذا البلد إلى 9.633، والإصابات لـ337.072 .
في هذه الأثناء، هيّأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواطنيه لتوقع عدد "مروع للغاية" من الوفيات خلال الأيام المقبلة.
وقال ترامب: "سيكون الأسبوع الأصعب على الأرجح" و"سيموت كثيرون".
لكنه شدد على أنه لا يمكن لأكبر قوة اقتصادية في العالم أن تبقى في حال إغلاق إلى ما لا نهاية.
بحاجة إليك
وبنبرة مشابهة، حذر أندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك بؤرة الفيروس في الولايات المتحدة، من أن "الأسوأ لم يأتِ بعد، وأن المستشفيات التي تشهد في الأساس ضغطا لا تبدو جاهزة."
وناشدت سلطات مدينة نيويورك أي شخص يحمل شهادة طبية التطوع، وقال رئيس بلديتها: "أي شخص لم ينخرط في الصراع بعد، نحن بحاجة إليك".
قتامة الوضع في الولايات المتحدة ازدادت مع تصريح كبير العلماء الأمريكيين العاملين في مكافحة الفيروس أنطوني فاوتشي، محذرا فيه من "تفاقم" وشيك للوباء.
وبدا الجرّاح جيروم آدامز أكثر تشاؤما بقوله: "سيكون هذا أصعب أسبوع وأكثر الأسابيع حزنا في حياة معظم الأمريكيين، بصراحة".
وفي حديثه لقناة "فوكس نيوز" حذر من أن الأمر سيكون "أشبه بلحظة 11 سبتمبر/أيلول، إلا أنه لن يكون في مكان واحد".
وتخضع معظم الولايات المتحدة لإجراءات عزل، في حين لم تصدر 9 ولايات إجراءات مماثلة، ورفضت الحكومة الاتحادية فرض تدابير على المستوى الوطني.
وما بين الانفراجة القادمة من أوروبا و"الحزن" المخيم على الولايات المتحدة، يبقى الأمل هو سيد الموقف في هزيمة هذه الجائحة والقضاء عليها في أرجاء المعمورة.