وزير خارجية إثيوبيا لـ"العين الإخبارية": الإمارات بمقدمة داعمي الإصلاح ببلادنا
دعم إماراتي مباشر للتحول والإصلاح في إثيوبيا حظي بإشادة واسعة من صناع القرار فيه بينهم وزير الخارجية غدو أندرجاتشاو
حالة من التطور النوعي تشهدها العلاقات بين دولتي إثيوبيا والإمارات، تتوج مسارا مبنيا على رؤية طموحة لقيادتي البلدين، ويختزل عمق السياسات الخارجية ونجاحها في مد جسور التعاون والشراكة.
علاقات ثنائية استراتيجية، تتطور في إطار ديناميكية التفاعلات بين الدول الصديقة، تجلت ملامحها بشكل خاص في "الدعم اللامحدود" الذي ما فتئت تقدمه أبوظبي –ولا تزال- لأديس أبابا في شتى المجالات لمساندة الإصلاحات.
دعم إماراتي مباشر لعملية تحول وإصلاح استهلها البلد الأفريقي عامين، وحظي بإشادة واسعة من صناع القرار فيه، بينهم وزير الخارجية غدو أندرجاتشاو.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية" جرت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قال أندرجاتشاو إن "التحول والإصلاحات التي تشهدها بلاده دعمها الكثيرون، لكن دولة الإمارات وقيادتها كانت في مقدمة داعمي هذا التحول بشكل مباشر وغير محدود".
واعتبر أنه "لا يمكن حصر الدعم الذي قدمته دولة الإمارات لإثيوبيا وخصوصا في المجال الاقتصادي".
وفي توضيح للجزئية الأخيرة، قال: "الإمارات دعمتنا في هذا التحول ماليا، وخلقت فرص العمل للإثيوبيين، كما شجّعت المستثمرين الإماراتيين على بعث مشاريعهم في إثيوبيا، فضلا عن حرصها على متابعة نجاح عملية التحول والإصلاح الذي بدأه رئيس الوزراء آبي أحمد".
دعم عمّق أواصر العلاقات بين الجانبين، وجعل إثيوبيا "تنظر إلى العلاقات الإثيوبية الإماراتية على أنها استراتيجية، وتتطور يوما بعد يوم"، وفق الوزير الذي وصف العلاقات بأنها "تنمو بشكل ديناميكي وبسرعة أكثر في مختلف المجالات".فيديو | وزير الخارجية الإثيوبي لـ #العين_الإخبارية: التحول والإصلاح اللذان شهدتهما #إثيوبيا دعمهما الكثيرون لكن #الإمارات كانت في مقدمة داعمي التحول الإثيوبي@mfaethiopia pic.twitter.com/yT42CNPpcW
— العين الإخبارية (@alain_4u) April 5, 2020
وكشف أندرجاتشاو عن جهود تبذل لتهيئة المناخ للمستثمرين الإماراتيين في مختلف المجالات، معتبرا أن هذه الخطوة "ستكون دفعة ومساهمة كبرى في دعم عجلة الاقتصاد الإثيوبي، وستكون مدعومة دبلوماسيا وسياسيا من قيادة البلدين".
وأعرب الوزير عن توقعاته بتطور العلاقات الثنائية بشكل أكبر لتبلغ غايتها في تلبية تطلعات شعبي البلدين، وذلك لاستنادها إلى التفاهم التام والرؤية الطموحة للقيادة.
جسر العلاقات مع الشرق الأوسط
الوزير الإثيوبي تطرق أيضا إلى علاقات بلاده مع الشرق الأوسط، معتبرا أنها "تاريخية وعريقة".
وقال عن ذلك: "تربطنا العديد من القضايا فضلا عن الارتباط الجغرافي والتاريخي، وهذه العلاقات تمضي بمسارها الصحيح في مختلف المجالات بما فيها الدينية".
واستشهد بوصول الإسلام إلى إثيوبيا مباشرة بعد مكة، قبل أن ينتشر حول العالم، علاوة على "الدور الكبير" الذي لعبه البلد الأفريقي في "حماية نشر الدعوة الإسلامية من خلال استقباله الهجرتين الأولى والثانية للمسلمين من مكة (...)".
وفي هذا الصدد، أشاد أندرجاتشاو بالدور الإماراتي والسعودي في عملية الإصلاح والتحول ببلاده، وذلك منذ تولي آبي أحمد رئاسة الوزراء في أبريل/نيسان 2018.
واعتبر أن "السعودية والإمارات أسهمتا في دعم عملية الإصلاح والتحول بإثيوبيا، وهو ما وطد أكثر لهذه العلاقات بين البلد الأخير ودول الشرق الأوسط".
آفاق مستقبلية واعدة
منعطف مفصلي شكله تولي آبي أحمد رئاسة وزراء إثيوبيا في أبريل/نيسان 2018، بإطلاقه إصلاحات واسعة تشمل مختلف المجالات، وتفتح الطريق نحو تحول شامل يؤشر بدخول البلاد مرحلة جديدة سواء على الصعيد الداخلي أو على مستوى السياسة الخارجية.
ومنذ التاريخ المذكور، تشهد العلاقات بين أديس أبابا وأبوظبي تطورا في مختلف المجالات، خاصة على صعيد الاقتصاد وتدفق الاستثمارات الإماراتية.
زخم يأتي في إطار الرؤية الهادفة لقيادتي البلدين، ترجمتها زيارات متبادلة واتفاقيات ودعم منح البلد الأفريقي الوسائل المالية واللوجستية لتجسيد جزء مهم من إصلاحاته ومخططاته التنموية.
ففي 15 فبراير/شباط الماضي، استقبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، وأشاد بقوة العلاقة الثنائية بين البلدين، القائمة على الصداقة والتعاون والمصالح المشتركة.
كما أشاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بجهود رئيس الوزراء الإثيوبي الرامية إلى تحقيق السلام في القارة السمراء، بالتنسيق مع نظرائه والقادة الأفارقة، والتفرغ لتحقيق التقدم والتنمية والازدهار لشعوب القارة، مبديا استعداد الإمارات لتقديم المساعدة اللوجستية والخبرة لأديس أبابا، لتمكينها من تحقيق تطلعات وأهداف شعبها.
أما رئيس الوزراء الإثيوبي فأبدى سعادته بزيارة الإمارات، والصداقة التي تجمعه مع قيادتها، والتعاون المستمر والتنسيق في مجمل القضايا الإقليمية والسلام والتنمية في بلاده خصوصا، والقرن الأفريقي عموما.
كما عبّر عن إعجابه بالنهضة الشاملة التي تشهدها الإمارات، واهتمام قيادتها بتأهيل العنصر البشري الذي تبوأ مكانة عالمية في التحديث والإبداع والابتكار، ما جعلها نموذجاً ملهماً للعديد من دول المنطقة.
aXA6IDMuMTM5LjIzNC4xMjQg جزيرة ام اند امز