أوروبا تحاصر "الإخوان".. مداهمات واعتقالات وتصنيف إرهابي
خبراء ومحللون يؤكدون لـ"العين الإخبارية" أن الاتحاد الأوروبي توصل خلال الفترة الأخيرة إلى حقيقة تنظيم الإخوان في تمويل ودعم الإرهاب.
مظاهرات واحتجاجات وأعمال شغب وإرهاب؛ حال قارة أوروبا في ظل تغلغل تنظيم الإخوان داخل دولها، لكن القارة العجوز قابلت ذلك بضربات متتالية جعلت التنظيم في مرمي نيران أجهزة الاستخبارات الأوروبية للحد من تأثير هذا التنظيم الإرهابي.
وبحسب خبراء ومحللين فإن الاتحاد الأوروبي توصل خلال الفترة الأخيرة إلى حقيقة تنظيم الإخوان في تمويل ودعم الإرهاب على جميع المستويات بخلاف علاقات التنظيم بدول راعية للإرهاب.
والتقرير التالي يكشف ضربات أوروبا المتتالية لمحاصرة إرهاب الإخوان داخل أراضيها..
ألمانيا.. الإخوان أخطر من داعش
تلقى التنظيم الإرهابي ضربة موجعة، الثلاثاء، في ألمانيا، حيث أمرت النيابة العامة بتفتيش مسجد الصحابة بحي فدينج بالعاصمة برلين، حيث تمت عملية التفتيش نتيجة الاشتباه في قيام إمام المسجد المسمى "أبوالبراء" بدعم إرهابيين في سوريا بالأموال لتنفيذ "أعمال إجرامية إرهابية".
كما جاءت عملية المداهمة الأمنية بعد أيام من إطلاق جهاز المخابرات الداخلية الألماني تحذيرات من أن تنظيم الإخوان أخطر على البلاد والديمقراطية من تنظيمي داعش والقاعدة، الأمر الذي يستدعي تحركا سريعا لمواجهة هذا التهديد.
وقال الباحث في الشؤون الدولية محمد حامد إن تنظيم الإخوان في أوروبا أصبح محاصرا بعد أن انكشف دوره الحقيقي في دعم الإرهاب.
وأضاف حامد -خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية"- أن ألمانيا والنمسا أعلنتا بشكل صريح أن التقارب أو الانضمام إلى ذلك التنظيم فأنت على وشك أن تكون "إرهابياً".
- الشرطة الألمانية تداهم مسجدا في برلين بشبهة تمويل الإرهاب
- الإخوان "أفعى الإرهاب".. توقعات بتضييق ألماني على تنظيم الشر
وبحسب تقرير نشره موقع "فوكوس" الألماني فإن لتنظيم الإخوان الإرهابي تأثيرا ملحوظا على الجالية المسلمة في برلين.
وذكر التقرير أن "الجمعية الإسلامية" الممثل الرئيسي لشبكة الإخوان في ألمانيا ومقرها كولن تشكل خطرا على الديمقراطية، وأضاف أن سلطات الأمن الألمانية تعتبر حركة الإخوان على المدى المتوسط أخطر من تنظيم داعش الإرهابى والقاعدة على الحياة الديمقراطية في ألمانيا.
وكشف التقرير أن الإقبال على منظمات أو مساجد مقربة من تنظيم الإخوان أصبح ملموسا، خاصة في ولاية شمال الراين فيستفاليا، وينتاب السلطات الأمنية قلق من حصول تأثير كبير من قبل التنظيم على المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا.
كما أن المراكز الإسلامية والمساجد اتضح ضلوعها من خلال عناصر جماعة "الإخوان" في تجنيد المراهقين سواء ألمانا ذا أصول إسلامية أو ألمانا أصليين، لتحويلهم إلى مقاتلين في سوريا والعراق.
فرنسا تتخذ إجراءات احترازية
اتخذت فرنسا التي تعاني من أعمال عنف وإرهاب إجراءات وتشريعات للحد من نشاطات الجمعيات والمراكز التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، وذلك للحد من ممارساتها المتنوعة التي جعلتها أوكارا للفكر المتطرف.
وبدوره أكد هشام البقلي، مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سلمان-زايد لدراسات الشرق الأوسط، أن استراتيجية الإخوان التخريبية ظهرت بشكل قوي للحكومات الأوروبية، بخلاف العلاقات الوثيقة بين قيادات التنظيم داخل أوروبا وعدد من حكومات الدول الراعية للإرهاب مثل إيران وقطر وتركيا.
وأضاف البقلي - خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية"- أن الإجراءات المشددة الأخيرة التي قامت بها دول أوروبا وبينها فرنسا تهدف إلى تجفيف منابع التمويل وإغلاق ما يسمى "الجمعيات الإسلامية"، من أجل جمع تبرعات لتمويل العمليات الإرهابية، بخلاف نشر الفكر المتطرف.
وأكد البقلي أن تنظيم الإخوان والدول الموالية له تستغل الأوضاع المشتعلة في فرنسا أو دول أوروبا من أجل الابتزاز السياسي.
وأوضح أن الأوضاع داخل أوروبا أصبحت مثيرة للجدل خصوصا عقب مظاهرات"السترات الصفراء" التي اشتعلت في فرنسا ثم بلجيكا وعدد من دول القارة العجوز، مؤكدا أن الحكومات الأوروبية تعلم جيدا تاريخ تنظيم الإخوان الإرهابي في دعم الحركات الاحتجاجية والعنف وإثارة الشغب.
وتابع البقلي قائلاً: "استغل تنظيم الإخوان الحريات في أوروبا للتنقل والهروب من الملاحقات القضائية في الشرق الأوسط".
وأضاف أن "الضربات المقبلة من جانب الحكومات الأوروبية ضد التنظيم الإرهابي ومراكزه وقياداته ستكون قوية وسريعة، لأن الأوضاع أصبحت في الجانب الأوروبي خطيرة".
وكان تنظيم الإخوان تلقى قبل أيام ضربة قاسية باحتجاز القيادي الإرهابي عبدالرحمن عز الذي منعته الشرطة البريطانية من السفر إلى باريس بزعم تغطية مظاهرات السترات الصفراء.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه فرنسا وبقوة إلى استكمال منظومة أمنية معلوماتية تحمي الداخل الفرنسي من خطر التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان.
النمسا تحظر شعارات الإخوان
ومع توالي الضربات وافق برلمان النمسا مؤخراً على تعديل "قانون الرموز" الذي يمنع استخدام شعارات ورموز المنظمات المتطرفة، وبينها تنظيم "الإخوان" الإرهابي.
واعتمد البرلمان مشروع قرار حظي بمصادقة مجلس الوزراء لحظر استخدام شعارات ورموز المجموعات المتطرفة والإرهابية، ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين.
وأكد وزير الداخلية النمساوي هيربرت كيكل أن هذه المبادرة التشريعية "تستهدف مجموعات تقوم بممارسة وتطوير أنشطة على أراضي النمسا ضد الحقوق الأساسية وسيادة القانون".
وأضاف أن خبراء متخصصين في حماية الدستور يعكفون حاليا على وضع قائمة للشعارات والرموز المحظورة طبق القانون الجديد، قبل أن يدخل إلى حيز التنفيذ مطلع مارس/آذار المقبل.
السويد تشن حملة اعتقالات
في نهاية الشهر الماضي، اعتقلت الشرطة السويدية مجموعة من أعضاء المجلس التأسيسي لمؤسسة الأزهر الإخوانية بتهم تتعلق بارتكاب جرائم وغسل أموال.
وأكدت صحف سويدية محلية أن الشرطة ما زالت مستمرة في توقيف أعضاء المدرسة التي تمثل إحدى بؤر التطرف والإرهاب الإخوانية في السويد وأوروبا.
وتشير تفاصيل البلاغ إلى أن إدارة المؤسسة أقرضت مبلغ 10 ملايين كرونة سويدية بشكل غير قانوني، لتقوم بإعادة توزيع القرض على بعض الشركات الأخرى التي يسيطر عليها رئيسها السابق الإخواني الصومالي بشير آمان، وهو أمر غير مسموح به أيضا.
ويرأس المجلس التأسيسي للمدرسة الإخواني بشير آمان، صومالي الأصل، وعضو الرابطة الإسلامية ومجلس الأئمة، اللذين يتبعان التنظيم العالمي لجماعة الإخوان الإرهابية، كما يعد آمان عضواً بارزاً في إدارة اتحاد المدارس الإسلامية التابعة للرابطة الإسلامية أحد أوجه التنظيم العالمي للإخوان الإرهابية.
وتدير مؤسسة الأزهر، التي تعد إحدى أذرع التنظيم العالمي للإخوان الإرهابية في أوروبا، عدة مدارس تتولى مهمة زرع الإرهاب والتطرف في عقول أبناء الجاليات المسلمة بالسويد.