استعدادا لانتخابات البرلمان الأوروبي.. اليمين المتطرف يستعرض عضلاته
فيما بدا أنه استعراض للقوة، دشن زعماء اليمين المتطرف في أوروبا حملتهم الانتخابية استعدادا لانتخابات البرلمان الأوروبي 2024.
وشهدت مدينة فلورنسا الإيطالية تجمعا حاشدا لمجموعة الهوية والديمقراطية المتشددة الذي يضم 14 حزبا أوروبيا والذي تعهد زعماؤه بتغيير الديناميكية السياسية للاتحاد الأوروبي.
وجاء التجمع في أعقاب الفوز المفاجئ الذي حققه السياسي اليميني المتطرف غيرت فيلدرز في الانتخابات العامة الهولندية التي جرت الشهر الماضي، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وأمام نحو 2000 شخص من أنصار اليمين المتطرف، قال ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة الإيطالي "إن أوروبا أخرى بدون اشتراكيين في السلطة أمر ممكن، بل مطلوب".
وأكد سالفيني أنه وحلفاؤه يهدفون إلى جعل حزب "الهوية" ثالث أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي، بعد حزب الشعب الأوروبي الذي يمثل يمين الوسط وحزب الاشتراكيين والديمقراطيين الذي يمثل يسار الوسط.
ويعد حزب الهوية حاليًا سادس أكبر كتلة برلمانية أوروبية بـ 62 مقعدًا في البرلمان المكون من 705 أعضاء.
وادعى سالفيني أن أوروبا تشهد "موجة زرقاء" وهو اللون الذي يرمز إلى حزبه.
وأوضح أنه بعد الانتخابات الأوروبية في يونيو/حزيران المقبل يجب على المتشددين المناهضين للاتحاد الأوروبي الانضمام إلى قوى يمين الوسط في حزب الشعب أو المحافظين والإصلاحيين.
واعتلى المنصة في فلورنسا 17 متحدثا شكك معظمهم في أوروبا ووعدوا بالتحرر من "بيروقراطية بروكسل".
ومع ذلك، فقد غاب عدد من كبار قادة حزب الهوية بما فيهم الهولندي فيلدرز، واليمينية الفرنسية مارين لوبان، والنائب اليميني البرتغالي أندريه فينتورا.
واعتبرت وسائل الإعلام اليسارية أن هذا الغياب بمثابة ازدراء لسالفيني ونذير شؤم للحملة الانتخابية لحزب "الهوية".
وتعليقا على خطة بروكسل البيئية لحظر محركات الاحتراق اعتبارا من 2035، قال سالفيني "لا أريد أن يكون هذه الحظر قد اقترحه شخص صيني".
وكان رؤساء الصناعات اليدوية قد اعترضوا على الخطة، التي قالوا إنها ستلحق الضرر بالمناطق الصناعية في أوروبا وستفيد في النهاية الشركات الصينية المصنعة للسيارات الكهربائية.
وأدرج العديد من السياسيين المنتمين لليمين المتطرف الذين اعتلوا المنصة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ضمن أعداء حزب الهوية اللدودين.
واتحد المتحدثون جميعا في معاداتهم للإسلام والهجرة غير الشرعية لكنهم انقسموا بشأن الحرب في أوكرانيا.
وقال زعيم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، تينو شروبالا، إن العقوبات الغربية ضد روسيا أضرت باقتصاد الاتحاد الأوروبي أكثر مما أضرت باقتصاد موسكو، معتبرا أنه "لا يمكن لأوكرانيا أن تنتصر في الحرب".
وفي حديثه إلى "بوليتيكو"، اعترف النائب عن حزب "البديل من أجل ألمانيا" ونائب رئيس "الهوية"، جونار بيك، بأن الأساليب المختلفة تجاه روسيا تمثل "حجر عثرة في العلاقات مع المفوضية الأوروبية، وإلى حد ما داخل حزب الهوية".
وكان قرار تنظيم الحشد في فلورنسا، المدينة التي لها تاريخ طويل من يسار الوسط قد أثار غضب عمدة المدينة الاشتراكي داريو نارديلا، الذي تبادل الانتقادات اللاذعة مع سالفيني.
وبالتزامن شهدت فلورنسا احتجاجا لمئات اليساريين الذين تجمعوا في وسط المدينة، ولفوا تمثال دوناتيلو ديفيد الذي يعد أحد المعالم الأثرية الشهيرة بعلم الاتحاد الأوروبي.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4xNjQg جزيرة ام اند امز