انتخابات بولندا ما بين أوكرانيا واليمين المتطرف
هيمنت الحرب الأوكرانية على الانتخابات التشريعية التي جرت في بولندا اليوم فيما يقترب اليمين المتطرف من امتلاك مفاتيح اللعبة بالبلاد.
هيمنت الحرب في أوكرانيا على الانتخابات التشريعية التي شهدتها بولندا، الأحد، وسط مخاوف من العواقب الوخيمة لنتائج الانتخابات على دعم وارسو لكييف في حين يقترب اليمين المتطرف من امتلاك مفاتيح اللعبة في الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي.
ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 فتحت بولندا أبوابها أمام ملايين الأوكرانيين ورحب الكثير من البولنديين باللاجئين في منازلهم.
ومع اقتراب الحرب في أوكرانيا من عامها الثاني، أحدثت السياسة الداخلية ثغرات في التحالف الوثيق بين البلدين وهو ما يلقي بظلاله على الانتخابات التي جرت في ظل حالة من الانقسام.
ونقلت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية عن دانييل فرايد، السفير الأمريكي السابق لدى بولندا، قوله: "بعد مرور عامين على الحرب، بدأ بعض الدعم يتلاشى".
وفي الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي إلى عدم قدرة أي من الحزبين الكبيرين على الأغلبية يبدو أن الكرة ستصبح في ملعب حزب الاتحاد الكونفيدرالي اليميني المتطرف.
وبتحديد جهة تحالفه المقبلة إما مع الحكومة والمعارضة سيحدد الحزب هوية الحكومة الجديدة في بولندا.
ويريد الحزب القومي المناهض للاتحاد الأوروبي والهجرة التراجع عن دعم بولندا لجهود الحرب في أوكرانيا والحد من الهجرة.
وعلى الرغم من أن الحزب لم يحصل إلا على نسبة 10% فقط من الأصوات بحسب استطلاعات الرأي فإن النتيجة المتقاربة وغير المؤكدة للانتخابات قد تجعله يشارك في حكومة ائتلافية.
وتظهر استطلاعات الرأي حتى الآن سباقا متقاربا، لكن معظم الخبراء والمراقبين في المنطقة يعتقدون أن حزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا لن يحصل على أغلبية مطلقة.
وقال ديفيد فريد: "البولنديون قلقون.. هناك مخاوف بين بعض البولنديين بشأن حجم الدعم الاجتماعي في مجالات التعليم والإسكان والصحة".
وأضاف "إنهم قلقون بشأن الجمود الذي طال أمده في ساحة المعركة في أوكرانيا وما يعنيه ذلك بالنسبة للحرب.. إنهم قلقون بشأن النفقات وبشأن بقاء قوة الولايات المتحدة".
وتوقع السفير أن تكون فرصة حزب القانون والعدالة أكبر قليلا.
وكانت بولندا إحدى الدول الرائدة التي ساعدت أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد روسيا كما كان الرأي العام لصالح دعم كييف وقال 65% من الناس إن بولندا يجب أن تستمر في مساعدة جارتها.
لكن البيئة السياسية المنقسمة حاليا تظهر تصدعات طفيفة في دعم بولندا الثابت لأوكرانيا.
وبرزت واردات الحبوب من أوكرانيا كنقطة خلاف سياسية رئيسية في الخطاب الانتخابي، في ظل شعور المزارعين البولنديين بالتهديد بسبب تدفق الحبوب الرخيصة من أوكرانيا بعد قرار الاتحاد الأوروبي فتح الأسواق أمام الصادرات الأوكرانية وإلغاء جميع الرسوم الجمركية.
وفي انتقاد واضح لمعارضة بولندا لقرار الاتحاد الأوروبي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي إن "المسرح السياسي" فيما يتعلق بصادرات الحبوب ينحاز لموسكو فقط.
وأثارت تصريحات زيلينسكي استياء في بولندا وقال الرئيس البولندي أندريه دودا إن أوكرانيا "تتصرف مثل شخص يغرق"، وتجر بولندا معها إلى الهاوية.
وتشهد الانتخابات مواجهة بين حزب القانون والعدالة الحاكم بزعامة رئيس الوزراء السابق ياروسلاف كاتشينسكي وبين الائتلاف المدني الوسطي المعارض بقيادة رئيس الوزراء البولندي السابق ورئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك.
وتتطلع المعارضة إلى إزاحة حكم حزب القانون والعدالة واستعادة ما تقول إنه الطابع الديمقراطي لبولندا، في إشارة إلى تحركات الحكومة الإعلامية والقضائية التي تزعم أنها تؤدي إلى تآكل الديمقراطية.
ويتولى حزب القانون والعدالة المحافظ السلطة منذ ما يقرب من عقد من الزمن ويتطلع لولاية ثالثة.
ويستمد الحزب الدعم من المناطق الريفية في البلاد، مما يسلط الضوء على قضية الحبوب وما تتسم به من حساسية.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDEuMjUxIA== جزيرة ام اند امز