مستقبل قاتم لأوروبا بعد تكتيكات "داعش"
جهود تنظيم داعش الجديدة لزرع الرعب في أوروبا ضغطت سلطات مكافحة الإرهاب إلى أقصى حدودها بعد أن أصبحت الهجمات واقعا وليس استثناء
حذرت صحيفة "واشنطن بوست" من أن أوروبا ربما تواجه مستقبلًا قاتما إذا أصبح الإرهاب أحد وقائع الحياة، لا سيما في ظل محاولات تنظيم "داعش" الإرهابي لبث الرعب في القارة العجوز بالتزامن مع احتفالات الكريسماس.
وقالت الصحيفة إن جهود التنظيم الجديدة لزرع الرعب في أوروبا ضغطت سلطات مكافحة الإرهاب إلى أقصى حدودها، ما اضطر المواطنين وقادتهم إلى الإذعان أمام حقبة جديدة ربما أصبحت فيها الهجمات إحدى حقائق الحياة، وليست مجرد استثناء.
وأشارت إلى أن زعماء الاتحاد الأوروبي أزالوا الحواجز بين الأجهزة الأمنية، وعززت الرقابة على الحدود في أعقاب عام من الهجمات الإرهابية اختتم بهجوم، الإثنين، على أحد أسواق الكريسماس المزدحمة في برلين.
لكن الصحيفة اعتبرت أن الإشارات المتضاربة قبل وبعد هجوم الاثنين تثير تساؤلات حول ما إذا كانت التغييرات أو أية تغييرات تكفي لمنع تكرار ما حدث في العام الذي شهد تفجيرًا مزدوجًا في بروكسل، ومذبحة باستخدام شاحنة في نيس الفرنسية، وإطلاق نار في مركز تجاري بميونيخ، سبق هجوم برلين، الذي أسفر عن مقتل 12 وإصابة العشرات.
وتوقعت الصحيفة أن دعوة، قادة التنظيم الإرهابي لأتباعهم لتخطيط وتنفيذ ضربات مستقلة ضد أوروبا، لا تبشر بالخير للجهود الرامية لوقف العنف، وفقا لآراء مسؤولين ومحللين، بالنظر إلى عقبات عملية تواجه مراقبة مجموعة كبيرة من المهاجمين المحتملين على نحو مستمر.
غير أنها رجحت أن تغيير التكتيكات الإرهابية يشير إلى أن سلطات مكافحة الإرهاب ربما تحبط بنجاح هجمات أكبر، كما يقول المحللون، ويعطي نظرة إيجابية إزاء الواقع المرير بأن العنف على نطاق محدود ربما يكون أمرًا لا مفر منه.
وفي هذا السياق، قال محمد محمود ولد محمدو، نائب مدير مركز جنيف للسياسات الأمنية: "نرى كيف تواجه الشبكات الإرهابية صعوبات أكبر بكثير في التخطيط للعمليات على نطاق واسع"، لافتًا إلى أن هجوم برلين "ليس بالضرورة فشلا استخباراتيا، لأنه ما لم تبدأ في مراقبة الجميع، يمكن أن تحدث هذه الوقائع في كل مكان".
وأشارت إلى الهجمات على غرار ما حدث في برلين، تتطلب القليل من التخطيط المسبق أو الدعم اللوجستي، افتقار السلطات إلى فرص تعقب الجناة سلفًا، حتى عندما يتم إبلاغهم عن الاشتباه في نشاط إرهابي كما حدث مع مهاجم برلين التونسي أنيس العامري الذي رصدته السلطات الألمانية، قبل وقوع الحادث، ولكنها توقفت عن ملاحقته بعد أن خلصت إلى أنها لا تملك أي أدلة لتوجه إليه اتهامات تتعلق بالإرهاب.
وأوضحت الصحيفة أن حدود أوروبا المفتوحة، وهي أحد المحاور التي طالما اعتز بها الاتحاد الأوروبي، تجعل أيضًا المهاجمين المحتملين أكثر قدرة على الحركة من السلطات الأمنية، وهو أمر أكده نجاح العامري في الفرار بالقطار من ألمانيا بعد الهجوم، ليبعد أكثر من 500 ميل على الرغم من كونه أكثر الرجال المطلوبين في أوروبا قبل مقتله في تبادل لإطلاق النار في ميلانو يوم الجمعة.
ولفتت إلى أن بعض الدول الأوروبية أغلقت مؤقتا حدودها هذا العام بسبب الهجرة والإرهاب، قبل أن تسارع لإعادة فتحها بسبب المطالب الاقتصادية واللوجستية المرتبطة، وهو ما دفع السلطات الأمنية العليا لتحذير المواطنين على نحو متزايد من أن أوروبا لن تكون أبدا بمأمن من التعرض لخطر الإرهاب تمامًا.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز