دواعش أوروبا.. محاكمات مستمرة لدحر إرهاب "العائدين من سوريا"
لا تزال قضايا الدواعش العائدين من سوريا تؤرق أوروبا التي عانت من ويلاتهم، وتسعى جاهدة لدرء مخاطهم.
ومن فرنسا إلى ألمانيا، محاكمات مستمرة للدواعش تهدف إلى منع مخاطرهم ووقف مخططاتهم الإرهابية، ودمج من يثبت عدم تورطه بالإرهاب.
- ضربة جديدة لـ"داعش".. تفكيك خلية "إرهابية" في المغرب وإسبانيا
- إسبانيا تسجن زوجتي "داعشيين" بعد إعادتهما من "مخيمات سوريا"
محاكمة فرنسي وزوجته
وأمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس، انطلقت، الإثنين، محاكمة إرهابي فرنسي كان قد انضم إلى تنظيم داعش في سوريا في فبراير/شباط 2015 مع زوجته المغربية وطفلهما الذي كان يبلغ من العمر شهرين، آنذاك.
ويمثُل الإرهابي جوناتان جيفري، الذي تم اعتقاله قبل 6 سنوات وتحوّل إلى مصدر قيّم للمعلومات للسلطات الفرنسية، وزوجته التي تدعى لطيفة شادلي، البالغين من العمر 40 عاماً، أمام المحكمة بتهمة "المشاركة في تنظيم إجرامي إرهابي".
وكان جيفري قد تم ضبطه بعدما اتّصل بنفسه بأجهزة الاستخبارات الداخلية الفرنسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، بينما كان يحاول الفرار من سوريا مع زوجته وابنهما.
"أشبال الخلافة"
وكشف جيفري للمحقّقين بعد تسليمه إلى فرنسا في سبتمبر/أيلول 2017، أنّ تنظيم داعش كان يخطّط لإرسال أطفال جنود - "أشبال الخلافة" - إلى أوروبا "لتنفيذ عمليات انتحارية هناك".
وبحسب جيفري، فقد كان التنظيم يخطّط أيضاً لـ"بث الرعب في الأرياف الفرنسية" و"استهداف محطة طاقة نووية فرنسية". كما قدّم أسماء عشرات الفرنسيين الذين انضمّوا إلى التنظيم الإرهابي.
وكان جيفري، المتهم الوحيد قيد التوقيف، فيما لا تزال زوجته ووالدته طليقتَين بإشراف قضائي، يتحدّر من تولوز (جنوب)، قد توجّه إلى سوريا والتحق بصفوف تنظيم داعش في فبراير/شباط 2015 مع زوجته لطيفة شادلي وطفلهما الأول الذي كان يبلغ من العمر آنذاك شهرين فقط، وهو طرف مدني في محاكمة والديه بواسطة إحدى الجمعيات.
ويُحاكم الزوجان أيضًا بتهمة التخلي عن أسرتهما بسبب ذهابهما إلى سوريا في شباط/فبراير 2015 حين كان طفلهما الأول يبلغ من العمر شهرين فقط، كما رُزقا بطفل ثان وُلد في تركيا في يونيو/ حزيران 2017، بعد 4 أشهر من اعتقالهما أثناء محاولتهما الفرار من سوريا.
وتمثُل "دنيز. ب"، والدة جيفري البالغة من العمر 59 عاماً، أمام المحكمة، بتهمة "تمويل منظمة إرهابية لإرسالها آلاف اليوروهات لابنها عندما كان في سوريا"، لكنها قالت أمام المحكمة: "كنت أساعد ابني، وليس الإرهابي".
سجل إرهابي بسوريا والعراق
وفي سوريا، خدم جوناثان جيفري في صفوف كتيبة أنور العولقي التابعة لتنظيم داعش والتي كانت تضمّ بضع عشرات من الفرنسيين، وبينهما الأخوان جان ميشيل وفابيان كلين، اللذين كانا من مسؤولي الدعاية في التنظيم الإرهابي، كما أنهما تبنّيا اعتداءات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 في فرنسا.
وفي العراق، قاتل جيفري ضمن صفوف التنظيم في الرمادي ضمن كتيبة "طارق بن زياد" التي أنشأها عبدالإله حميش (أحد الإرهابيين الفرنسيين في التنظيم والمعروف باسم أبو سليمان الفرنسي) والتي جاء من صفوفها مهاجمو صالة باتاكلان.
ومن المتوقع استمرار المحاكمة حتى 23 يناير/كانون الثاني، ويواجه جيفري وزوجته 30 عاماً من الحبس الجنائي، بينما تواجه والدته 10 سنوات بالسجن.
محاكمة داعشي بألمانيا
ومن فرنسا إلى ألمانيا، التي من المرجح أن تبدأ قريبا محاكمة شاب اصطحبته والدته إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي عندما كان عمره (11 عاما).
ووجه مكتب المدعي العام الاتحادي ضد الشاب، الذي كان رهن الحبس الاحتياطي منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في المحكمة العليا الإقليمية في هامبورج، شمال ألمانيا، اتهامات بـ"الانتماء إلى تنظيم داعش والإيذاء البدني الخطير والإكراه".
وافترض المحققون أن المتهم كان يعيش مع تنظيم داعش منذ عام 2013، وعمل معهم كأحد عناصر التنظيم في وقت لاحق.
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjIwMSA= جزيرة ام اند امز