العلاقات التجارية بين أوروبا وبريطانيا تقترب من فخ "القطيعة"
بوريس جونسون، يرجح سيناريو عدم التوصل لاتفاق، في ضوء التقدم الضئيل بالنسبة لاتفاق تجاري بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي سيكثف مفاوضات التجارة مع بريطانيا، فيما توقع بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، سيناريو عدم التوصل لاتفاق بشأن بريكست ما لم يجر الاتحاد الأوروبي تغييرات جوهرية.
ورجح بوريس جونسون، الجمعة، سيناريو عدم التوصل لاتفاق، في ضوء التقدم الضئيل الذي يتم إحرازه بالنسبة لاتفاق تجاري بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" لكنه ترك الباب مفتوحا أمام استمرار المحادثات مع الاتحاد الأوروبي.
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، فإنّ قطيعة حادة ستعصف بالتبادلات بين الطرفين، مزعزعة في شكل إضافي اقتصادات تعاني حالياً من تداعيات الأزمة الوبائية.
تغييرات جوهرية
وأضاف جونسون، أن بريطانيا ستغادر النظام التنظيمي للتكتل في نهاية العام بدون تطبيق اتفاق تجاري شامل "ما لم يكن هناك بعض التغييرات الجوهرية في النهج" من جانب الاتحاد الأوروبي.
وأوضح "لقد خلصت إلى أنه يتعين أن نكون في حالة استعداد في الأول من يناير/ كانون الثاني المقبل بترتيبات مماثلة أكثر لترتيبات أستراليا، اعتمادا على مبادئ بسيطة للتجارة الحرة العالمية" وذلك في إشارة إلى الحد الأدنى للقواعد في منظمة التجارة العالمية.
وصدر في وقت مبكر صباح الجمعة، عن وزير الخارجية، دومينيك راب، وهو حليف مقرب من جونسون "أن من غير المحتمل أن ينهي رئيس الوزراء المحادثات".
وقال راب لقناة "سكاي" التلفزيونية في مقابلة إن هناك قضيتين فقط تعرقلان التوصل لاتفاق وهما الوصول إلى مصايد الأسماك وما تعرف بضمانات "تكافؤ الفرص" التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي حول المعايير البريطانية المستقبلية، مضيفا بقوله"نحن قريبون".
وكان بوريس جونسون، قد حدد أمس الخميس، كمهلة قصوى للتوصل إلى اتفاق.
المحادثات مستمرة
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي سيكثف مفاوضات التجارة بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) الأسبوع المقبل.
وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية بذلك بعد وقت قصير من إعلان رئيس الوزراء البريطاني، أن بلاده تستعد لسيناريو عدم التوصل لاتفاق.
وكتبت في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) "يواصل الاتحاد الأوروبي العمل للتوصل لاتفاق، لكن ليس بأي ثمن".
وأضافت "كما كان مقررا، سيتوجه طاقمنا التفاوضي إلى لندن الأسبوع المقبل لتكثيف تلك المفاوضات".
اتفاق بعيد المنال
ورغم مرور 8 أشهر على خروج بريطانيا بشكل رسمي من التكتل الأوروبي، فإن إحراز تقدم بشأن التوصل لاتفاق تجاري بنهاية العام لا يزال بعيد المنال.
وخرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، ولكنّها لا تزال خاضعة إلى القوانين الأوروبية حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، في فترة انتقالية تأمل خلالها لندن وبروكسل التوصل إلى اتفاق تجاري يرعى العلاقة المستقبلية.
ويدور الخلاف بين الجانبين في المحادثات بشأن العلاقات التجارية والاقتصادية المستقبلية حول مصايد الأسماك، وتوفير ضمانات بشأن المعايير البيئية والاجتماعية، وإدارة النزاعات المحتملة.
وقد أعرب الجانبان عن خيبة أملهم في نتائج المحادثات في الأيام القليلة الماضية، لكن كل الدلائل تشير إلى إطالة أمد المفاوضات بعد الموعد النهائي أمس الخميس الذي وصفته لندن ذات مرة بأنه آخر فرصة واقعية للتوصل إلى اتفاق.
وأثار بيان لزعماء الاتحاد الأوروبي تم التوقيع عليه في قمة بروكسل مساء أمس الخميس، غضب كبير المفاوضين البريطانيين ديفيد فروست.
ودعا بيان زعماء الاتحاد الأوروبي، بريطانيا إلى "اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل التوصل لاتفاق" قد أثار غضب كبير المفاوضين البريطانيين ديفيد فروست.
ونشر فروست تغريدة على موقع "تويتر" بعد ساعات من صدور بيان قمة الاتحاد الأوروبي: "فوجئت بالاقتراح الذي يشير إلى أنه من أجل الوصول لاتفاق، يجب أن تأتي جميع التحركات المستقبلية من جانب المملكة المتحدة.. إنه نهج غير مألوف للمفاوضات".