تلوث إشعاعي في سماء أوروبا.. وشكوك حول روسيا
علماء أوروبيون يرصدون تلوث السحب بمادة مشعة، ويشتبهون في تسريب أو فعل عمد من روسيا أو كازاخستان.
عكف العلماء عبر دول أوروبا على حل ظاهرة محيرة بدت مثقلة بالغموض والتهديد لكن بنسب متفاوتة إلى حد ما بين الدول، وهي تركيز إشعاعي في سماء القارة العجوز نابع عن أنوية مادة تدعى "روثونيوم 106".
وخلص المراقبون الرسميون في فرنسا وألمانيا، استنادا إلى الأنماط المناخية، إلى أن التلوث الإشعاعي الذي تم رصده منذ آخر سبتمبر/أيلول الماضي انبثق من جنوب روسيا أو من كازاخستان.
مناورات روسيا العسكرية تثير مخاوف أوروبا
أوروبا تفرض عقوبات جديدة على أفراد وشركات روسية
وقال المعهد الفرنسي للحماية من الإشعاعات والسلامة النووية: إن "المنطقة الأكثر ترجيحا أن يكون صدر منها (التلوث الإشعاعي) تقع بين (نهر) فولجا و(جبال) الأورال" في روسيا، مشيرا إلى أن المنطقة الجيوجغرافية قد تشير إلى حدوث تسريب إشعاعي في روسيا أو كازاخستان.
وكان المكتب الفيدرالي الألماني للحماية الإشعاعية قد اعتبر أن "روسيا يفترض أنها المنطقة التي نبع منها هذا التلوث الإشعاعي"، وهو ما نفته "روزاتوم" الشركة الحكومية التي تدير الصناعات النووية الروسية، حسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقالت "روزاتوم" في بيان إنه "لا يوجد أي من شركات الصناعة النووية الروسية سجلت مستويات إشعاعية تتعدى المعدل الطبيعي"، مضيفة أن "أحد بلدان الجزء الشرقي من الاتحاد الأوروبي" هي الأكثر ترجيحا أن تكون مصدر التلوث، مشيرة إلى مستويات الإشعاع المرتفعة فوق إيطاليا ورومانيا وأوكرانيا.
وأثار رصد المادة المعروفة على نطاق ضيق عدم ارتياح بوجود تهديد متنامٍ محتمل على الصحة في أوروبا، وهو أمر مفاجئ في ضوء القائمة الواسعة من المخاوف الأوروبية تجاه النوايا الروسية، بما في ذلك أزمة القرم وخوض الكرملين في عالم الأمن الإلكتروني.
وبأخذ هذه المخاوف السابقة في الاعتبار، فإن رصد المستويات المتصاعدة وغير المفهومة لمادة "روثونيوم 106" من قبل مراكز المراقبة الرسمية في النمسا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وسويسرا، أثار قلقا في الاتحاد الأوروبي، لكن مع الانسحاب البطيء لتركيز التلوث الإشعاعي خف الانزعاج في دول أوروبا.
ومادة "الروثونيوم 106"، التي لا تنتج بشكل طبيعي لكن يتم تصنيعها، تستخدم عادة لعدة أغراض بما في ذلك العلاج الكيماوي لمرضى السرطان وكمصدر للطاقة في الأقمار الصناعية.
وطبقا للعلماء الأوروبيين والوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنه بعد التحقيق إذا كان التلوث الإشعاعي قد يكون نتج عن سقوط قمر صناعي على سطح الأرض، خلصوا إلى أنه لم يحدث شيء كهذا.
ورأت مراكز الحماية الإشعاعية في ألمانيا وفرنسا أن التلوث لا يمكن أيضا أن يكون نتج عن حادثة في مفاعل نووي، لأن مادة الرثونيوم 106 فقط هي التي تم التقاطها، ومثل هذا التسريب سيطلق مواد أخرى.
ويترك ذلك مصدرين محتملين آخرين، حسب المركز الفرنسي، إما منشآت معالجة دورة الوقود النووي أو مصانع إنتاج المصادر المشعة.
وأكدت هيئات الأمن النووي في فرنسا وألمانيا أن التلوث لم يهدد صحة الأوروبيين أو البيئة الطبيعية التي يعيشون فيها، موضحين أن هذه المستويات المنخفضة من الإشعاع لا تشكل خطرا صحيا على السكان.
aXA6IDE4LjIxNy4yNDYuMTQ4IA== جزيرة ام اند امز