أكبر شركة لبناء السفن في أوروبا تدعو لتعزيز صناعات الدفاع تحت الماء

دعا الرئيس التنفيذي لشركة فينكانتيري الإيطالية، أكبر شركة لبناء السفن في أوروبا، الدول الأوروبية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية تحت الماء في ظل تزايد التهديدات وتراجع النفوذ الأمريكي.
وصرح بيير روبرتو فولجييرو لصحيفة فايننشال تايمز: "لطالما كان البحر الأبيض المتوسط مليئًا بالغواصات الروسية والأمريكية، والآن يقع على عاتقنا وحدنا نحن الأوروبيين مسؤولية الدفاع عن أنفسنا تحت الماء".
وأضاف، "إذا كانت الدول الأوروبية ستنفق المزيد على الدفاع، فعلينا أن ننفق بشكل أفضل على قطاع الدفاع تحت الماء".
وأعلنت شركة بناء السفن الإيطالية المملوكة للدولة الأسبوع الماضي أنها تتوقع أن يتضاعف حجم قسمها للغواصات، الذي يركز على الغواصات وأنظمة الاتصالات والمركبات ذاتية القيادة، خلال العامين المقبلين ليصل إلى 820 مليون يورو (932.7 دولار أمريكي)، من الإيرادات في عام 2027، أي ما يعادل 8% من إيرادات المجموعة الحالية.
ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي لصناعة الدفاع والبنية التحتية تحت الماء بمقدار 50 مليار يورو (56.8 مليار أمريكي)، سنويًا مع زيادة استثمارات الدول في الدفاع والأمن تحت الماء.
وفي أعقاب الهجوم على خط أنابيب نورد ستريم عام 2022، عززت الحكومات قدراتها الدفاعية تحت الماء، مثل أنظمة الطائرات بدون طيار وتكنولوجيا مكافحة الغواصات.
وقال فولجييرو إنه من المرجح أن يزداد خطر الهجمات على الكابلات البحرية وغيرها من البنى التحتية البحرية الحيوية، وأن يرتفع الطلب على التكنولوجيا والبنية التحتية التي يمكن أن تمنع أو تقلل من تأثير الهجمات بشكل كبير.
وأضاف، "لقد تركز الاهتمام على بحر البلطيق بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، لكن البحر الأبيض المتوسط أكبر بمرتين من بحر البلطيق، ويمثل منعطفًا حاسمًا من منظور جيوسياسي، ولهذا السبب نراهن على الدفاع والتكنولوجيا تحت الماء، ونعزز قدراتنا الصناعية".
وارتفع سعر سهم شركة فينكانتيري بنحو 20% الأسبوع الماضي ليصل إلى 15 يورو للسهم بعد أن أعلنت عن عزمها توسيع قسمها للغواصات.
كما أعلنت عن شراكة مع شركة جرال تك، وهي مجموعة تقنية إيطالية، لتطوير مركبات غواصات ذاتية القيادة.
وصرح أنطونيو جيانفرانشيسكو، المحلل في بنك إنترمونتي الاستثماري، بأن "القطاع تحت الماء يُعد أحد أهم العوامل المحفزة على المديين المتوسط والطويل لمسار أسهم فينكانتيري".
وفي العام الماضي، أعلنت الشركة، المتخصصة في بناء السفن العسكرية والمدنية، عن صفقة بقيمة 415 مليون يورو (472.0 مليون دولار أمريكي) مع مجموعة ليوناردو الدفاعية للاستحواذ على قسم غواصات WASS التابع لها.
وفي عام 2023، استحوذت على شركة ريمازيل، وهي شركة هندسية إيطالية تُركز على تصنيع المعدات البحرية.
وشهدت فينكانتيري، التي فشلت في محاولتها للاندماج عام 2020 مع شركة شانتييه دو لاتانتيك الفرنسية وسط معارضة في فرنسا ومخاوف من المنافسة في الاتحاد الأوروبي، نموًا قويًا منذ الجائحة.
وتمتلك الشركة أحواض بناء سفن في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، وشهدت ارتفاعًا كبيرًا في طلباتها العالمية.
وأعلنت الشركة الأسبوع الماضي أن أرباحها في الربع الأول من عام 2025 ارتفعت بنسبة 35% لتصل إلى 2.37 مليار يورو (2.70 مليار دولار أمريكي) مقارنة بالعام الماضي.
وبلغت قيمة طلباتها المتراكمة رقمًا قياسيًا بلغ 57.6 مليار يورو (65.52 مليار دولار أمريكي)، أي ما يعادل سبعة أضعاف إيراداتها السنوية لعام 2024.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjQg جزيرة ام اند امز