أوروبا بين تطوير يوروفايتر ومقاتلات الجيل السادس.. رهانات القوة والردع

لا تزال طائرة «يوروفايتر» في الخدمة كشاهد على قدراتها، وسط تساؤلات حول جدوى برامج طائرات الجيل السادس الأوروبية.
وتُعدّ طائرة «يوروفايتر تايفون» جزءًا من الإرث الإيجابي القليل الذي رسّخ آمال مؤسسي المشروع الأوروبي فهي طائرة حربية من الجيل الرابع متقدمة تقنيًا، وقابلة للتكيف، تُضاهي في قدراتها أي طائرة أنتجتها الولايات المتحدة أو روسيا.
لكن المشروع الأوروبي اليوم لا يسير على نفس النهج الإيجابي في ظل صعود روسيا وتذبذب موقف الولايات المتحدة، وفقا لما ذكره موقع «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكي.
وأشار الموقع إلى أنه كجزء من الطبيعة الدائمة لهذه الطائرة الحربية عالية القيمة، يُشرف مسؤولو الدفاع الأوروبيون على عملية تجديد وتحديث مستمرة للمقاتلة لضمان بقائها صالحة للاستخدام لعقود قادمة.
ويُعد برنامج التطور طويل الأمد لـ«يوروفايتر تايفون»، والذي يُشار إليه أحيانًا باسم «الترقية في منتصف العمر»، جهدًا شاملًا للتحديث يُركز على تحسين بنية إلكترونيات الطيران للطائرة، وقوتها الحاسوبية، وقدراتها التسليحية بشكل عام.
ماذا نعرف عن «يوروفايتر»؟
- الإنتاج: 2003
- عدد الطائرات بالخدمة: 609 طائرة مصنعة منها إلى جانب 7 نماذج أولية
- طولها: 15.96 مترا
- باع الجناح: 10.95 مترا
- أقصى وزن للإقلاع: 23500 كيلوجرام.
- تعمل المقاتلة بواسطة محركين «توربوفان» من طراز «يوروجيكت إيي جيه 200» باحتراق لاحق.
- السرعة القصوى: 2495 كيلومتر في الساعة (2.35 ماخ). 27
التسليح:
- بإمكانها حمل أسلحة بإجمالي وزن 9000 كيلوجرام
- تتضمن مدفع رشاش "ماوزر بي كيه-27 عيار 27 مم" و13 نقطة تثبيت.
- يضم طاقم الطائرة طيار أو اثنين حسب الطراز.
- يركز برنامج تطوير الطائرة الذي أطلقه اتحاد «يوروفايتر» المكون من شركات «إيرباص»، و«بي إيه إي سيستمز»، و«ليوناردو»، على تطوير المقاتلة للتعامل مع كميات هائلة من البيانات بسرعات أعلى، ودمج أجهزة الاستشعار والأسلحة المتقدمة، وضمان التوافق التشغيلي مع أنظمة مستقبلية مثل المسيرات وطائرات الجيل السادس.
وتشمل الترقيات الرئيسية:
- قمرة قيادة مُعاد تصميمها مع واجهة مُحسّنة بين الإنسان والآلة
- حوسبة أسرع للمهام والتحكم في الطيران
- اتصالات وروابط بيانات مُحسّنة
- تحسينات على نظام المساعدات الدفاعية البريتوري للحرب الإلكترونية
- إمكانية دمج البيانات بمساعدة الذكاء الاصطناعي والبنى المعيارية لتعزيز القدرات بسرعة.
وتنطبق هذه التغييرات على كلٍّ من طائرات الإنتاج الجديدة وعمليات التحديث للأساطيل الحالية في الدول الشريكة الرئيسية الأربع وهي: ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة.
وتستند هذه المبادرة أيضًا إلى تحسينات سابقة، كما تهدف إلى إطالة العمر التشغيلي للطائرة حتى ستينيات القرن الحادي والعشرين.
وإذا تخلى القادة الأوروبيون الآن عن خططهم لإنتاج طائرة حربية من الجيل السادس، وضخوا مواردهم في تحسين طائرة «يوروفايتر»، فقد يعزز ذلك القوة العسكرية المتعثرة للقارة حيث تُمثل المقاتلة حاليًا أكثر من 80% من القوة الجوية التشغيلية للدول الشريكة.
وسيؤدي تحديث أساطيل طائرات تايفون لمواجهة التهديدات الناشئة، مثل أنظمة الحرب الإلكترونية المتقدمة، والأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والأسلحة الأسرع من الصوت إلى تعزيز السيادة الأوروبية بشكل كبير، ويقلل الاعتماد على الطائرات الأمريكية الصنع، مما يسمح باستقلالية استراتيجية أكبر في الدفاع.
توازن القوى
ويمكن أن يحافظ هذا الأمر على توازن القوى لصالح دول أوروبا الغربية والحلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو يميل لصالحهم، ضد خصوم محتملين مثل روسيا، التي تضم قواتها الجوية منصات مثل "سو-57"، من خلال تحسين القدرة على البقاء، وقدرات الحرب القائمة على الشبكات، والتنسيق بين الطائرات المأهولة وغير المأهولة.
والأهم من ذلك، ستوفر طائرات "يوروفايتر" المُحسّنة كتلة قتالية مستدامة أساسية وتفوقًا تكنولوجيًا يُساعد في تأمين الجناح الشرقي لحلف الناتو المُهدد بشكل متزايد.
وفي حين أن الجداول الزمنية الدقيقة تختلف باختلاف الدولة ومرحلة الترقية، فقد بدأ برنامج التطوير بعقد جرى توقيعه في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عقب استكمال جهود تعريف النظام بحلول منتصف عام 2025.
ومن المقرر نشر القدرات الأولية، مثل تحسينات القتال الإلكتروني لأسطول ألمانيا، بحلول 2030 ومن المتوقع أن تصل الترقيات الأوسع نطاقًا في أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، في حين أنه من المتوقع نشر الأسطول بالكامل في الدول الشريكة بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.
وبالنظر إلى إمكانية ترقية طائرة «يوروفايتر» لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بتكلفة زهيدة مقارنةً ببرامج طائرات الجيل السادس الحربية الجارية في بريطانيا وأوروبا، لا بد من التساؤل عما إذا كانت هناك حاجة فعلية لهذه البرامج المكلفة والمعقدة خاصة في ظل سجل حافل بالإنجازات لـ«يوروفايتر».
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTYg جزيرة ام اند امز