أوروبا تنحي خلافاتها وتتوحد في مواجهة أزمات كورونا الاقتصادية
قادة الاتحاد الأوروبي اتفقوا على ضرورة العمل معا لإنشاء صندوق من أجل المساعدة على التعافي من تداعيات جائحة فيروس كورونا
قال رئيس الوزراء الإيطالي جيسيبي كونتي، الخميس، إن قادة الاتحاد الأوروبي أحرزوا "تقدما عظيما" صوب استجابة اقتصادية مقبولة لأزمة فيروس كورونا.
وأضاف كونتي عقب مؤتمر بالفيديو لزعماء دول الاتحاد، إن "صندوقا للتعافي الاقتصادي" ستقيمه المفوضية الأوروبية يجب أن يكون كبيرا بما يسمح للدول الأشد تضررا من جراء الجائحة "بحماية نسيجها الاجتماعي والاقتصادي".
وتابع كونتي: "حققنا تقدما عظيما، لم يكن متصورا قبل أسابيع قليلة".
فيما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن قادة الاتحاد الأوروبي اتفقوا على ضرورة العمل معا لإنشاء صندوق من أجل المساعدة على التعافي من تداعيات جائحة فيروس كورونا وإن كانوا مازالوا مختلفين حول بعض النقاط.
وأضافت ميركل، إن مثل هذا الصندوق سيعود بالنفع أيضا على ألمانيا وإنه سيتعين على برلين أن تزيد حجم مساهمتها في ميزانية الاتحاد الأوروبي في المستقبل.
وأبلغت الصحفيين: "كان من الواضح للجميع أننا نحتاج لمثل صندوق التعافي هذا، أود أن أقول بوضوح كبير إن مثل هذا الحل المشترك ينسجم مع مصالح ألمانيا، لأنه لا يمكن لألمانيا أن تكون على ما يرام إذا لم تكن أوروبا على ما يرام".
وعقب الاجتماع، قال شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي، إن زعماء دول الاتحاد الأوروبي طلبوا من الذراع التنفيذية للاتحاد الإسراع بوضع خطة تمويل مشترك لجهود التعافي الاقتصادي عقب جائحة فيروس كورونا.
وأضاف ميشيل، أن القادة يريدون من المفوضية الأوروبية أن تربط خطة التعافي بالميزانية طويلة الأجل التالية للاتحاد والتي تغطي الفترة من 2021 إلى 2027.
وقال "عبرنا عن رغبة قوية في المضي قدما سويا".
وكانت باريس، الأربعاء، كشفت أن الدول الـ27 الأوروبية لن تتوافق قبل بضعة أسابيع على خطة الإنعاش الأوروبي الواسعة النطاق التي تطالب بها خاصة فرنسا وإسبانيا.
ومنذ تفشي فيروس كورونا، ظهرت خلافات عديدة بين الدول الأوروبية، كان أبرز تلك الخلافات الاتفاق على إصدار السندات بما يعرف بـ"سندات كورونا" التي ستسمح للبلدان الأكثر تأثراً بفيروس كورونا المستجد بجمع التمويل عبر أسواق المال تحت مظلة الاتحاد الأوروبي، لكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي شددت على الحاجة لضبط الموازنات رفضت هذه المقترحات بشدة.
كما ظهرت خلافات داخل الاتحاد الأوروبي خلال الفترة الماضية، في الوصول إلى اتفاق بشأن وضع خطة لمواجهة تداعيات كورونا التي تستهدف مساعدة الدول المتضررة من جائحة كورونا، إلى جانب دعم الشركات والمحافظة على الوظائف من الشطب.
وكان آخر تلك الخلافات، اعتراض المفوضية الأوروبية على قرار رومانيا المتعلق بحظر الصادرات الزراعية؛ حيث أعربت المفوضية الأوروبية عن رفضها القرار، وقالت إنها تقيّم مدى تأثير هذه الخطوة على التجارة داخل السوق الأوروبية الموحدة.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuNjEg جزيرة ام اند امز