قادة أوروبا يجتمعون وسط آمال التوصل لـ"خطة تعافٍ" من كورونا
القادة الأوروبيون يبدون منقسمين أكثر من أي وقت مضى فيما يبحثون الخميس الحلول لإخراج الاتحاد الأوروبي من الركود الناجم عن وباء كورونا
يعقد قادة دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، محادثات قمة عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة مالية مشتركة للتعامل مع الركود الاقتصادي الناجم عن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذي يلوح في الأفق، في ظل آمال ضعيفة في التوصل إلى اتفاق.
وقال أحد المسؤولين الأوروبيين إن أفضل سيناريو لنهاية القمة الأوروبية المقبلة هو أن تتفق الدول المشاركة بشأن الخطوط العريضة لتمويل الدول المتضررة من الجائحة، ثم يترك القادة صياغة المقترحات التفصيلية للمفوضية الأوروبية.
- 1.63 تريليون دولار.. مقترح إسباني لتعافي أوروبا من كورونا
- أوروبا تخاطر وتبدأ برفع إجراءات العزل لاحتواء كورونا
ومن المتوقع أن يقر قادة الاتحاد خطة الإنقاذ قصيرة المدى التي أقرها وزراء مالية الاتحاد قبل أسبوعين بقيمة إجمالية تصل إلى نحو 540 مليار يورو (548 مليار دولار) للمحافظة على الوظائف ودعم الشركات في دول الاتحاد.
وحذر مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، من أن الأمر يحتاج إلى المزيد من الوقت للوصول إلى اتفاق، مشيرين إلى أن الاحتمال الأقرب هو التوصل إلى اتفاق خلال يونيو/حزيران أو يوليو/تموز المقبلين.
وقال مسؤول أوروبي، إنه من غير الممكن التوصل لاتفاق مالي يكفل المواجهة المشتركة لفيروس كورونا خلال قمة زعماء دول الاتحاد الأوروبي المقررة اليوم الخميس.
ويرغب شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي في موافقة قادة الاتحاد على تكليف المفوضية الأوروبية بوضع مقترحات تفصيلية بشأن خطة التعافي الاقتصادي من تداعيات فيروس كورونا المستجد.
من ناحيتها تعتبر المفوضية الأوروبية أن مشروع موازنة الاتحاد طويلة المدى للسنوات السبع المقبلة مفتاح إعادة بناء اقتصاد أوروبا، والذي يعاني حاليا من تداعيات جائحة كورونا.
وترغب أوروسولا فوان دير لين رئيسة المفوضية وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي في أن يفوض قادة الاتحاد اليوم المفوضية بوضع مقترح تفصيلي بشأن التعامل مع الأزمة.
ومن المتوقع بحسب أرقام صندوق النقد الدولي أن يسجل الاتحاد الأوروبي الذي يخضع معظم سكانه للحجر الصحي، تراجعاً بنسبة 7,1% في إجمالي ناتجه الداخلي هذا العام، وقد تكون الأزمة التي تهدد دول منطقة اليورو الـ19 الأسوأ منذ اعتماد العملة الموحدة عام 1999.
ويبدو القادة الأوروبيون منقسمين أكثر من أي وقت مضى فيما يبحثون الخميس الحلول الهادفة لإخراج الاتحاد الأوروبي من الركود الناجم عن وباء "كوفيد-19"، ما سيرغمهم على إرجاء أي قرار هام بهذا الصدد.
وتطالب دول الجنوب المتضررة بشدة من الوباء مثل إيطاليا وإسبانيا بمزيد من التضامن المالي من جيرانها في الشمال.. في المقابل، تتمنع دول الشمال الأقل تأثرا بالوباء وفي طليعتها ألمانيا وهولندا، عن دفع فاتورة دول تأخذ عليها عدم إظهار انضباط مالي خلال سنوات النمو.
ولخص مسؤول أوروبي كبير الأمر بالقول إن "بلدان الجنوب لديها انطباع بأن بعض الدول، وهي أقوى اقتصاديا في الوقت الحاضر، ستستغل هذه الأزمة لتعزز قوتها أكثر. أما دول الشمال فتعتقد أن جيرانها في الجنوب يريدون اغتنام الوباء لينقلوا إليها أعباء الديون التي اقترضوها في الماضي".
aXA6IDMuMTQyLjI0OS4xMDUg جزيرة ام اند امز