أوروبا تخاطر وتبدأ برفع إجراءات العزل لاحتواء كورونا
دول أوروبا تدرس تطبيق استراتيجية ألمانيا للخروج من الأزمة بعد بدئها تخفيف إجراءات العزل مع ورود مؤشرات إلى احتواء المرض
بدأت ألمانيا رفع إجراءات العزل، معتبرة أن وباء فيروس كورونا "كوفيد-19" بات "تحت السيطرة"، في عملية بطيئة وحساسة في قارة أوروبية مغلقة منذ أسابيع.
وذلك مع ورود مؤشرات إلى تباطؤ انتشار فيروس كورونا المستجد، لا سيما في إيطاليا والمملكة المتحدة.
وسمحت السلطات الألمانية صباح الإثنين، بإعادة فتح المحال التجارية التي لا تتجاوز مساحتها 800 متر مربع.
وتدرس دول أوروبا استراتيجية ألمانيا للخروج من الأزمة، وألمانيا القوة الاقتصادية الأولى في القارة العجوز، حيث تفرض تدابير عزل منذ قرابة شهر، فيما تستعد بعض الدول للشروع في رفع القيود مع ورود مؤشرات إلى احتواء المرض.
وحتى الإثنين، دفعت القارة الأوروبية الثمن الأكبر للوباء بتسجيلها قرابة ثلثي حصيلة الوفيات في العالم البالغة 165.216 ألف إنسان.
وإيطاليا هي الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في أوروبا (23.660 ألف وفاة) تليها إسبانيا (20.852 ألف) وفرنسا (20.265 ألف)، والمملكة المتحدة (16.060 ألف)، وفق التعداد الأخير الذي أعدّته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية.
لكن إيطاليا سجلت الإثنين لأول مرة تراجعا في الحصيلة اليومية للإصابات، وهو ما اعتبره رئيس جهاز الدفاع المدني انجيلو بوريلي "مؤشرا إيجابيا".
وفي بريطانيا، سجلت 449 وفاة الإثنين، وهي أدنى حصيلة يومية منذ 6 أبريل/نيسان.
من جهة أخرى، اعتبرت السلطات الألمانية أن الوباء بات "تحت السيطرة ويمكن إدارته" مع تسجيل 135 ألف إصابة ونحو 4 آلاف وفاة.
وسمحت السلطات الألمانية صباح الإثنين بإعادة فتح المحال التجارية التي لا تتجاوز مساحتها 800 متر مربع.
وبات بإمكان متاجر المواد الغذائية والمكتبات ووكلاء السيارات ومتاجر الألبسة ومحال بيع الزهور استقبال الزبائن من جديد
في مدينة لايبزيج، قالت مانويلا فيشر صاحبة محل ألبسة إنها "في غاية السعادة" لإعادة فتح محلها، وهي تخرج ألبسة لعرضها أمام المحل تحت شمس ساطعة.
غير أن المراكز الثقافية والحانات والمطاعم والملاعب الرياضية ستبقى مغلقةً. وستظلّ التجمعات الكبيرة كالحفلات الغنائية والمسابقات الرياضية ممنوعة حتى نهاية أغسطس/آب على الأقلّ.
أما المدارس والثانويات، فستفتح أبوابها تدريجياً اعتباراً من 4 مايو/أيار المقبل.
وتبقى التجمعات التي تضمّ أكثر من شخصين ممنوعة وينبغي أن تتمّ المحافظة على مسافة 1.5 متر بين الشخص والآخر في الأماكن العامة، كما أنه "يوصى بشدة" بوضع كمامات واقية.
وحذّرت المستشارة أنجيلا ميركل بأن الوضع لا يزال "هشاً"، وقالت: "نحن في بدايات الجائحة"، مؤكدة أن "المضي سريعا جدا سيكون خطأ، هذا ما يقلقني".
وأضافت أنه سيكون "من المؤسف جدا أن نشهد موجة جديدة".
تحدٍ كبير
والتحدي كبير، يقضي بإعادة تحريك النشاط تدريجيا، والحد من حماسة السكان المعزولين، مع التحذير من احتمال ظهور الفيروس مجدداً والحفاظ على الأنظمة الصحية التي باتت مستشفياتها مكتظة.
وفي مؤشر إلى حالة الطوارئ الاقتصادية، توقع بنك إسبانيا لعام 2020 انهياراً "غير مسبوق في التاريخ المعاصر" للناتج المحلي الإجمالي من 6.6% إلى 13.6% لدى القوة الاقتصادية الرابعة في منطقة اليورو بسبب الوباء.
وكانت النمسا سمحت الثلاثاء بإعادة فتح المتاجر الصغيرة والحدائق العامة. وبدأت النرويج الإثنين إعادة فتح دور الحضانة والمدارس الابتدائية، في خطوة أولى من عملية بطيئة وتدريجية لرفع القيود المفروضة منذ منتصف مارس/آذار.
وقالت سيليي سكيفييل بعدما أوصلت طفليها إلى دار الحضانة إن ابنها البكر "كان سعيدا جدا للقاء أصدقائه مجددا".
وتستعدّ فرنسا وإسبانيا وإيطاليا التي تسجّل تراجعاً في أعداد الإصابات والوفيات بعد أسابيع من الارتفاع، لأول تدابير رفع العزل في الأيام أو الأسابيع المقبلة.
واتّخذت فرنسا الإثنين، خطوة أولى في هذا الاتّجاه بإعادة السماح بزيارة دور رعاية المسنين، وفق شروط معيّنة.
وفي الدنمارك سمح للشركات الصغيرة بإعادة فتح أبوابها شرط التقيّد بتدابير نظافة صارمة وبقواعد التباعد، علما بأن دور الحضانة في البلاد عادت للعمل في 15 أبريل/نيسان.
وفي صربيا، سيتم تليين بعض التدابير اعتبارا من الثلاثاء، وسيكون بوسع الأشخاص ما فوق الـ65 من العمر الخروج في نزهة ثلاث مرات في الأسبوع بشرط أن يبقوا قرب منازلهم.
أما في إيطاليا، فلن تتخذ أول تدابير تخفيف العزل قبل 3 مايو/ أيار المقبل.
لكن الشركات تعيد فتح أبوابها شيئاً فشيئاً حتى ولو كان ذلك بشكل جزئي مترافق مع العديد من التدابير الوقائية.
وفي إسبانيا، سُجلت 399 وفاة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة مقابل 410 وفيات في اليوم السابق، في أدنى حصيلة منذ أربعة أسابيع، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الإثنين.
في المقابل، مددت المملكة المتحدة العزل المفروض منذ 23 مارس/آذار الماضي إلى ما لا يقلّ عن ثلاثة أسابيع.
وفي البرتغال التي بقيت حتى الآن بمنأى نسبيا عن الوباء، أصيب نحو 140 طالب لجوء يجري إيواؤهم في نزل في لشبونة، ووضعوا قيد الحجر الصحي في نهاية الأسبوع، بحسب ما أفادت البلدية.
وأكدت منظمة الصحة العالمية الإثنين ردا على اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها حذرت العالم "منذ اليوم الأول" و"لم تخف شيئا عن الولايات المتحدة" فيما يتصل بوباء كوفيد-19.
وتشهد أسعار النفط انهيارا، إذ أغلق سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو/أيار الإثنين لأول مرة دون مستوى الصفر، إذ بدا المستثمرون والمضاربون على استعداد لدفع ثمن التخلص منه بعدما استنفدت قدرات التخزين.