أوروبا تفشل في إقناع ترامب بعدم إلغاء اتفاق إيران النووي
قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا يركزون جهودهم على الكونجرس الذي سيتولى الاتفاق النووي إذا لم يصدق دونالد ترامب على التزام إيران به
بدأت الحكومات الأوروبية في البحث عن طرق أخرى لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، وسط مخاوف في الأوساط السياسية الأوروبية من فشل دبلوماسييهم في إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاستمرار في التصديق على الاتفاق قبل الموعد المحدد 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
- ترامب: "قريبا جدا" قرار بشأن الاتفاق النووي الإيراني
- ترامب والاتفاق النووي الإيراني: المناورة بديلا عن الإلغاء
ويركز الأوروبيون حالياً جهودهم على الكونجرس والذي سيحظى بمدة شهرين في حال لم يصدق ترامب على التزام طهران ببنود الاتفاق لاتخاذ قرار بشأن إعادة فرض العقوبات المتعلقة بتطوير الأسلحة النووية على إيران، والتي كانت مفروضة قبل الاتفاق النووي الموقع في 2015.
وقال عدة دبلوماسيين مطلعين على القضية إنه مع تهديد ترامب المستمر بعدم التصديق قبل الموعد المحدد من قبل الكونجرس، كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي تعتبر آخر فرصة للموقعين الأوروبيين على الاتفاق، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، لإقناع ترامب بمخاطر إلغائه، لكن حسب هؤلاء الدبلوماسيين فشلت تلك الجهود.
ونظراً لأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في المراحل الأخيرة من الانتخابات العامة لم تستطع حضور الجمعية العامة، وهو ما ترك الأمر بين يدي رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإقناع ترامب خلال اجتماعاتهما على هامش القمة بإبقاء الاتفاق النووي الإيراني.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير خاص إن ماكرون لم يحرز أي تقدم، حيث استمر ترامب في تكرار مخاوفه من أن إيران في ظل الاتفاق ستمتلك قنبلة نووية خلال 5 سنوات، وأنه لا يوجد شيء يمكن أن يقوله الرئيس الفرنسي لإقناعه بغير ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن اجتماع ماي مع ترامب لم يكن مثمراً كذلك، حيث استغرقت نصف مدة الاجتماع التي بلغت 50 دقيقة، في محاولة لإظهار منافع الاتفاق النووي الإيراني، لكنه رد عليها بأنه قرر بالفعل خطوته القادمة رافضاً مشاركة قراره معها، مغلقاً المناقشة بقوله لها: "اتخذي قراراتك وأنا سأتخذ قراراتي"، وهو ما وصفه دبلوماسي بريطاني لاحقاً بمناقشة "غليظة".
ويحتمل أن يكون عدم تصديق ترامب على التزام إيران بالاتفاق النووي مجرد جرح للاتفاقية بدون الدفع نحو استعادة العقوبات الدولية مرة أخرى، خاصة أن هناك تقارير تشير إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية تتحدث مع الكونجرس بشأن تعديل التشريع الخاص بالاتفاق حتى لا يتعين على ترامب التصديق كل 90 يوماً.
ويرى مراقبون أن مثل هذه المناورات تتيح فرصاً أمام المناهضين لاتفاق إيران النووي في الكونجرس إدخال بنود قد تؤدي في النهاية إلى إلغائه تماماً.
وحتى الآن، يبدو مجلس الشيوخ الأمريكي متوازناً لدرجة كبيرة حول القضية، حيث تقريباً كل الجمهوريين والديمقراطيين يرجح أن يصوتوا حسب سياسة الحزب.