أوروبا تنتظر بادرة من بريطانيا لإبرام اتفاق.. هل تقدمها؟
حذرت مصادر أوروبية الخميس، من بلوغها الحد الأقصى من التنازلات التي يمكن تقديمها في المفاوضات التجارية مع بريطانيا.
ويؤكد الطرفان بلوغ المرحلة النهائية من المحادثات، فيما ينتظر الأوروبيون، بادرة من قبل المملكة المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق.
فيما يرى وزير الخارجية الأيرلندي أن اتفاق بريكست ممكن "خلال الأيام المقبلة" بشرط "أن يحافظ الأوروبيون على هدوئهم".
وتتكدس شاحنات نقل البضائع المتجهة إلى بريطانيا من فرنسا في طوابير طويلة، مع اقتراب موعد بريكست، وجمع البريطانيون لمخزونات من كافة السلع، خوفا من الرسوم التي قد تفرض في حال عدم التوصل لاتفاق.
سقف التفويض
وحسب وكالة فرانس برس، قال دبلوماسي أوروبي كبير "وصلنا إلى نقطة صرنا عندها قريبين من سقف تفويضنا إلى حد نحتاج إلى بادرة من قبل المملكة المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق".
وأضاف أن الأوروبيين باتوا في بعض المجالات على مسافة "بضع مليمترات من خطوطهم الحمراء"، مستبعدا تقديم أي تنازل إضافي رغم ضغط الوقت المتزايد.
وبعد خروج المملكة المتحدة رسميا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني 2020، يتم الانفصال النهائي بين الطرفين في 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ويتوقف البريطانيون عندها عن تطبيق المعايير الأوروبية.
قواعد التجارة العالمية
وفي حال فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق، عندها تطبق قواعد منظمة التجارة العالمية، ما سيفرض تلقائيا رسوما جمركية على حركة البضائع بين لندن وأوروبا، ما يهدد بإثارة صدمة اقتصادية جديدة تضاف إلى التبعات الاقتصادية لأزمة تفشي وباء كوفيد-19.
غير أنه يتحتم التوصل إلى اتفاق في الأيام القليلة المقبلة حتى يتسنى للبرلمانين البريطاني والأوروبي المصادقة عليه في الوقت المناسب.
وقال الدبلوماسي الأوروبي "لا يتهيّأ لي أننا قريبون من اتفاق (...) الهوة التي يتحتم ردهما لا تزال كبيرة".
من جانبهم يقول البريطانيون "ثمة بالطبع الكثير من التطلعات، وإننا في نهاية المسار حقا، لكن لا تزال هناك تباينات فعلية".
وقال مصدر أوروبي آخر إنّ "لندن تتفهم ... الشعور الداهم" لدى الاتحاد الأوروبي و"كل شيء يمكن أن يتبدل" في أي وقت، فيما تتواصل المحادثات في العاصمة البريطانية بصورة مكثفة، وقد يتم تمديدها الجمعة.
وحذر المصدر بأنه "يجب التوصل إلى اتفاق الآن، لأنه إذا استمرت المفاوضات الأسبوع المقبل، فلن يكون بإمكان الاتفاق في حال التوصل إليه الدخول حيز التنفيذ".
الحفاظ على الهدوء
ورأى وزير الخارجية الإيرلندي سايمن كوفني، الخميس، أنه يمكن التوصل إلى اتفاق "في الأيام المقبلة" إذا حافظ الأوروبيون على "هدوئهم"، حسب وكالة فرانس برس.
وقد تجري رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين محادثات في عطلة نهاية الأسبوع مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لاستعراض آخر ما تم التوصل إليه.
3 نقاط
ولا تزال المفاوضات متعثرة عند 3 نقاط هي وصول الصيادين الأوروبيين إلى المياه الإقليمية البريطانية، والضمانات التي تطالب بها لندن على صعيد المنافسة، وسبل تسوية الخلافات في إطار الاتفاق المقبل.
وأعلنت الحكومة البريطانية الأربعاء أن رئيس الوزراء بوريس جونسون "متفائل" بنتائج المفاوضات، لكنه مستعد للقبول بالخروج بدون اتفاق في 31 كانون الثاني/يناير في حال أخفقت المحادثات.
طوابير شاحنات طويلة
وانتقد سائقو الشاحنات في شمال فرنسا الخميس "الإدارة الكارثية" لحركة مرور البضائع الثقيلة إلى المملكة المتحدة والتي تؤدي زيادتها الكبيرة إلى اختناقات مرورية مع اقتراب نهاية الفترة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال الأمين العام للاتحاد الوطني لسائقي الشاحنات في با-دو-كاليه سيباستيان ريفيرا لوكالة فرانس برس إن البريطانيين "يقومون بجمع مخزونات السلع كما لم يحدث من قبل" خوفا من الرسوم التي قد تفرض اعتبارا من الاول من يناير/كانون الثاني المقبل، موعد انتهاء الفترة الانتقالية.
وأضاف ريفيرا أن "خطة إدارة حركة المرور لا ترقى إلى مستوى المخاطر ونحن لم نصل بعد إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (...) الوضع كارثي منذ أسبوعين وسوف يستمر كذلك حتى نهاية العام".
وتابع: أن شركات النقل التي عملت مع بريطانيا لمدة ثلاثين عاما "لم تشهد مثل هذا الحجم من النقل من قبل".
وتشير إدارة المنطقة منذ أسابيع إلى ازدحام في المحاور المؤدية إلى منصات النقل - موانئ العبارات في كاليه والنفق تحت المانش في كوكيل - ولا سيما على الطريق السريع.
وكانت طوابير طويلة من شاحنات البضائع الثقيلة مصطفة على مشارف كاليه الأربعاء والخميس، وهما يومان يشهدان عادة مرور عدد أكبر من الشاحنات التي يسعى سائقوها إلى القيام برحلة ذهابا وإيابا قبل عطلة نهاية الأسبوع.
وتقول إدارة المنطقة إن نحو 9 آلاف شاحنة تعبر حاليا القناة كل يوم في كل اتجاه، مقابل 6 آلاف في الأوقات العادية.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA== جزيرة ام اند امز