أوروبا محذرة أردوغان: ابتزازنا بورقة اللاجئين "مرفوض"
دونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي قال إن تحويل مسألة اللاجئين في تركيا إلى أشبه ما يكون بالسلاح لابتزاز أوروبا أمر مرفوض وغير مقبول.
حذر الاتحاد الأوروبي نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من استخدام اللاجئين الموجودين في بلاده كورقة للابتزاز، مشدداً على أن هذا السلوك "أمر مرفوض".
- أردوغان يهدد أوروبا: سنطلق عليكم اللاجئين السوريين
- ابتزاز أردوغان لأوروبا بملف المهاجرين يفجر غضب فرنسا
جاء ذلك التحذير على لسان دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي، رداً على قيام أردوغان، الخميس الماضي، بتهديد أوروبا بفتح الأبواب أمام اللاجئين، على خلفية رفض دول الاتحاد العدوان التركي على الشمال السوري.
وقال تاسك، الجمعة، في تصريحات أدلى بها على هامش زيارته لجزيرة قبرص، أوردها الموقع الإخباري التركي (تي أر 724): "تحويل مسألة اللاجئين في تركيا إلى أشبه ما يكون بالسلاح لابتزاز أوروبا أمر مرفوض مطلقاً وغير مقبول تماماً".
والخميس الماضي، وكعادته بين الحين والآخر، هدد أردوغان أوروبا بإطلاق اللاجئين صوب دول القارة، حال استمرار انتقاد الاتحاد الأوروبي عدوانه العسكري على الشمال السوري.
ووجّه الرئيس التركي تهديداته إلى الاتحاد الأوروبي عقب اجتماع موسع له مع رؤساء الولايات المنتمين لحزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة.
وقال أردوغان: "دول الاتحاد الأوروبي إذا واصلت رفضها العملية العسكرية في سوريا، ووصفها بعملية احتلال، سنفتح الأبواب للاجئين ونرسل لهم 3.6 مليون لاجئ موجودين بتركيا".
وتابع: "لم تكونوا يوماً صادقين.. الآن يقولون إنهم سيجمدون 3 مليارات يورو (وعدوا بها تركيا في إطار اتفاق حول الهجرة).. هل احترمتم يوماً وعداً قطعتموه لنا؟ لا".
وانتقدت دول أوروبية العدوان التركي الذي بدأ الأربعاء الماضي في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، لأنها كانت القوة الرئيسية التي حاربت تنظيم داعش الإرهابي.
ويُعد أردوغان ورقة اللاجئين فرصة مكنته بعض الوقت من الضغط على أوروبا، للحصول على مساعدات مالية، عبر إبرام اتفاق في مارس/آذار 2016، لوقف عبور المهاجرين من أراضيها إلى دول القارة مقابل مساعدات مالية كبيرة حصلت منها تركيا على 5,6 مليار يورو من أصل 6 مليارات.
كما وظف أردوغان ورقة اللاجئين من أجل تقليص الانتقادات الأوروبية لأنقرة، بفعل توجه السلطة نحو تكريس الممارسات السلطوية، والانخراط السلبي في أزمات الإقليم.
وعادت أزمة اللاجئين لتثير قلق أوروبا بعد تراجع سيطرة أنقرة على حدودها وتزايد أعداد المتدفقين من تركيا باتجاه الجزر اليونانية بشكل كبير، بينما لا تفي الحكومة التركية بالتزاماتها بموجب اتفاق اللاجئين.
والأربعاء الماضي، أعلن أردوغان شن عدوان على شمال شرقي سوريا أطلق عليه "نبع السلام"، وهو ما اعتبره مراقبون "انتهاكا" لسيادة ذلك البلد الذي يعاني ويلات الحرب منذ سنوات.
وحذرت العديد من الدول من عواقب هذه العملية العسكرية، وما يمكن أن تخلفه من مأساة إنسانية، لا سيما مع الكثافة السكانية التي تشهدها مدن الشمال السوري.
وأعلن عشرات من الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي "الكونجرس"، أنهم سيقدمون اقتراحاً بفرض عقوبات ضد تركيا رداً على العدوان في شمالي سوريا.
ووصلت حصيلة ضحايا اليوم الأول للعدوان التركي على شمالي سوريا إلى 30 قتيلاً بينهم 8 مدنيين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، كما قتل 7 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وأصيب 33 آخرون.
aXA6IDMuMTQ4LjEwNi40OSA= جزيرة ام اند امز