
حققت شركات الطاقة الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة أرباحًا تجاوزت 300 مليار دولار منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وفقًا لتحليل أجرته منظمة «غلوبال ويتنس».
واستند التحليل إلى تقارير أرباح الشركات ومدفوعات المساهمين خلال الفترة من الربع الثاني من عام 2022 وحتى نهاية الربع الرابع من عام 2023.
وخلال عامي 2022 و2023، استفادت أكبر شركات الطاقة في العالم -شل، بي بي، شيفرون، إكسون موبيل، وتوتال إنرجي- من ارتفاع أسعار الطاقة، حيث ضخت مبالغ غير مسبوقة للمساهمين بينما عانى الملايين في أوكرانيا وأوروبا.
وفي عام 2022، مع ارتفاع أسعار الغاز بالجملة إلى مستويات قياسية، سجلت الصناعة أرباحًا تاريخية. في ذلك العام، اتهم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن شركات النفط والغاز بـ"الاستفادة من الحرب"، بينما حذر السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن هذه الشركات "تمسك بخناق البشرية".
وفي عام 2023، وزعت الشركات الخمس الكبرى للوقود الأحفوري 111 مليار دولار على المساهمين.
وخلال عامي 2022 و2023 وزعت هذه الشركات ما مجموعه 200 مليار دولار على المساهمين بينما عانت ملايين الأسر في أوروبا من ارتفاع تكاليف الطاقة.
وحققت شركتا شل وبي بي، ومقرهما في المملكة المتحدة، أرباحًا بلغت 75 مليار جنيه استرليني (95 مليار دولار) خلال الحرب -وهو مبلغ يكفي لتغطية فواتير الكهرباء لجميع الأسر في بريطانيا لمدة 17 شهرًا متتالية، حتى يوليو/تموز 2025.
وأما شيفرون وإكسون موبيل، وهما أكبر شركتين نفطيتين أمريكيتين، فقد حققتا معًا أرباحًا بلغت 136 مليار دولار منذ فبراير/شباط 2022.
أما شركة توتال إنرجي الفرنسية، فقد كانت أيضًا من المستفيدين الرئيسيين من الأزمة، حيث وزعت 15 مليار يورو (16 مليار دولار) على المساهمين.
- لدعم الاستثمارات المشتركة.. الإمارات وإيطاليا توقّعان 3 مذكرات تفاهم
- إطلاق «مجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية».. للارتقاء بالمشهد الاستثماري
وقال باتريك غالي، كبير الباحثين في قطاع الوقود الأحفوري لدى "غلوبال ويتنس": "لقد كانت الحرب في أوكرانيا مدمرة لملايين الأشخاص، من الأوكرانيين العاديين الذين يعيشون تحت ظل الحرب، إلى الأسر في جميع أنحاء أوروبا التي تكافح لدفع فواتير التدفئة."
وأضاف غالي أن هذا التحليل يُظهر أن الفائزين الحقيقيين في الحرب هم عمالقة الطاقة، قائلًا:
"لقد جمعوا ثروات هائلة على حساب الموت والدمار وارتفاع أسعار الطاقة. وهم الآن ينفقون أرباحهم على مكافآت المستثمرين".
ووفقا لأرقام منصة الإحصاءات والاستشارات الألمانية "ستاتيستا"، تُظهر أرباح شركات النفط الفصلية في عام 2024 صورة مختلطة، حيث شهدت بعض الشركات الكبرى انخفاضًا بينما حققت شركات أخرى مكاسب. وأعلنت شركة شل عن أكبر زيادة فصلية بين شركات النفط الغربية.
وحافظت شل على أعلى قيمة للعلامة التجارية بين شركات النفط والغاز، والتي تُقدر بـ50.3 مليار دولار في عام 2024، جزئيًا بفضل تركيزها المتزايد على الاستثمارات ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة.
إكسون موبيل هي أكبر شركة نفط وغاز مقرها الولايات المتحدة. واعتبارًا من ديسمبر/كانون الأول 2024، بلغت إيرادات إكسون موبيل 339.88 مليار دولار. وكانت إيرادات إكسون موبيل أعلى بكثير من منافسيها، حيث حققت ما يقرب من 150 مليار دولار أمريكي أكثر من شركة شيفرون، التي احتلت المركز الثاني في نفس العام.