رفض أوروبي أمريكي ينسف أطماع تركيا.. أردوغان ينسحب من "المتوسط"
يبدو أن تركيا لمست حدة الرفض الأوروبي والأمريكي للتنقيب، وأثره المحتمل على مفاصل العلاقات المشتركة
بعد أسابيع صعبة واجهتها تركيا أمام رفض أوروبي وأمريكي لقيام أنقرة بخطوات فعلية تمهد لسرقة غاز شرق المتوسط، يبدو أن الأخيرة لمست حدة الرفض وأثره المحتمل على مفاصل العلاقات المشتركة خاصة في الشق الاقتصادي منها.
ونشرت وكالة رويترز للأنباء، الثلاثاء، عن إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية، قوله إن بلاده "قد توقف عمليات استكشاف الطاقة في شرق البحر المتوسط لبعض الوقت، انتظارا لمحادثات مع اليونان"، التي ترفض وبشدة خطوات تركيا الاستفزازية في المتوسط.
ويرى مراقبون أن الخطوة التركية بمثابة تراجع وهزيمة أمام الغضب اليوناني والأوروبي الواسع.
- بعد فشله في "المتوسط".. أردوغان ينقل أطماعه إلى نفط البحر الأسود
- عقوبات جديدة.. أوروبا تتحرك لردع أطماع تركيا في غاز قبرص
وقال كالين في مقابلة مع قناة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية، إن "الرئيس رجب أردوغان طلب تعليق العمليات كنهج بنّاء تجاه المفاوضات"، وهي لغة لم تعتد الرئاسة التركية إطلاقها، بعيدا عن أسلوب الانفراد والاستحواذ من طرف واحد الذي اتبعته سابقا.
وتصاعد التوتر القائم منذ فترة طويلة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي خلال الأسبوع الماضي، بعدما أصدرت البحرية التركية نشرة تحذيرية حول إجراء عمليات مسح زلزالي في المياه الواقعة بين قبرص وكريت اليونانية.
وتعود التدخلات التركية والتي تصاعدت حدتها في 2019 و2020، إلى فشل منصات وسفن التنقيب المحلية، عن إيجاد أية مصادر تجارية للغاز أو النفط في المياه الإقليمية التركية، في وقت تزداد فيه حاجة البلاد للطاقة.
وبدأت تركيا منذ 2019، عمليات تحريك لسفن التنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية في كل من البحر المتوسط من جهة، وفي المياه الإقليمية بالبحر الأسود من جهة أخرى.
ولمعرفة سبب أطماع تركيا في دول المتوسط، فإن فاتورة الطاقة تشكل سببا رئيسا أمام هذه التدخلات والأطماع، وفق بيانات هيئة الإحصاء التركية، وفي وقت تشهد فيه أنقرة تراجعا حادا في وفرة النقد الأجنبي.
وبحسب الهيئة، بلغت فاتورة الطاقة السنوية لتركيا قرابة 40 مليار دولار أمريكي، وهو مبلغ يمثل أحد قنوات خروج النقد الأجنبي من الأسواق المحلية إلى الخارج، في وقت تواجه في البلاد أزمة نقد أجنبي.
والأسبوع الماضي، حذرت الولايات المتحدة تركيا من المضي قدمها في خطط التنقيب عن النفط والغاز قبالة الجزر اليونانية، في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، من أجل تجنب زيادة التوتر بالبقعة الساخنة من العالم.
يأتي ذلك، بينما بدأ الاتحاد الأوروبي خلال وقت سابق من الشهر الجاري، بدراسة فرض عقويات جديدة على أنقرة، تُضاف إلى الخطوات التي اتُّخذت بسبب عمليات التنقيب التركية في المنطقة الاقتصادية التابعة لقبرص واليونان.
ويعتقد الخبراء أن المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية تحتوي على احتياطيات من الغاز الطبيعي تقدر بنحو 227 مليار متر مكعب تقريبا
aXA6IDMuMjEuMjQ2LjUzIA==
جزيرة ام اند امز