الصين تتمركز في حقول النفط الروسية
بدأت شركات النفط الصينية عمليات متتالية للاستحواذ على حصص الأوروبيين المنسحبين من حقول النفط الروسية.
وتعد خطوة انسحاب شركات النفط الأوروبية مثل شل و"بي بي" و"إكوينور" من السوق الروسية، بداية للتغيرات الجذرية في موازين القوى الاقتصادية بشرق أوروبا، وتعظيم التحالف الاقتصادي بين تنين الصين والدب الروسي.
وحسب وكالة رويترز تصدر الصين إلى روسيا منتجات بلغت في عام ما قبل وباء كورونا نحو 50 مليار دولار، ويمكنها الآن الاستفادة من بيع المزيد من السلع والخدمات مع توقف الشركات العالمية عن توريد المنتجات التكنولوجية والاستهلاكية لروسيا بسبب العقوبات الأمريكية والأوروبية.
شل تبيع حصتها للصين
وذكرت صحيفة تليجراف البريطانية مساء الخميس أن شركة الطاقة العملاقة شل تجري محادثات مع بعض الشركات الصينية لبيع حصتها في مشروع غاز روسي كبير في ظل العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
وقالت الصحيفة إن الشركة المدرجة في بورصة لندن تجري محادثات مع المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري ومؤسسة البترول الوطنية الصينية وشركة البترول والكيماويات الصينية (سينوبك) الحكومية بخصوص شراء حصتها البالغة 27.5% في مشروع سخالين-2 للغاز الطبيعي المسال.
وأشارت الصحيفة إلى أن المناقشات مع الشركات الصينية تشمل بيع حصة شل المحتمل إلى شركة أو اثنتين منها أو الثلاث شركات مجتمعة، مضيفة أن شل منفتحة بخصوص مشترين محتملين من خارج الصين.
وقال متحدث باسم سينوبك إنه ليست لديه معلومات بشأن المناقشات وامتنع عن ذكر المزيد.
وامتنعت شل عن التعقيب في حين لم ترد المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري ومؤسسة البترول الوطنية الصينية على طلبات من رويترز للتعقيب.
"بي بي" تتخلى عن "روسنفت"
وأعلنت شركة "بي بي" (BP)، وهي أكبر مستثمر أجنبي في روسيا، يوم 27 فبراير/شباط الماضي أنها ستتخلى عن حصتها البالغة 20% في شركة النفط الروسية "روسنفت" التي تسيطر عليها الدولة، وهي خطوة قد تؤدي إلى شطب 25 مليار دولار، وخفض ثلث إنتاج الشركة من النفط والغاز عالمياً.
انسحاب "إكوينور"
وقالت شركة "إكوينور" (Equinor)، عملاقة الطاقة النرويجية المملوكة للدولة، إنها ستبدأ في الانسحاب من مشاريعها المشتركة في روسيا، والتي تبلغ قيمتها حوالي 1.2 مليار دولار. وبالتوازي مع ذلك، قال "صندوق الثروة السيادية النرويجي"، وهو الصندوق الأكبر في العالم، إنه سيجمد أصولاً روسية تبلغ قيمتها حوالي 2.8 مليار دولار وسيتوصل إلى خطة للخروج من روسيا بحلول 15 مارس.
الشركات الصينية تفضل روسيا
وتحظى العديد من الشركات الصينية بروابط تجارية مع روسيا ومنها "على بابا" عملاق التكنولوجيا وأكبر شركة للتجارة الإلكترونية في الصين وآسيا والتي تهيمن على نحو 10% من التجارة الإلكترونية في روسيا وتأمل في زيادتها إلى 20% بحلول 2025 كما أن حصة شركة "تشاومى" للموبايلات السمارت بلغت 25% من سوق الهواتف الذكية في روسيا.
وتخاطر شركات صينية بفقدان أسواقها في آسيا ومنها "ديدي" عملاق تطبيقات سيارات الأجرة بتطبيقات الموبايلات والتي ألغت قرارها بالانصياع للعقوبات الغربية بعد أن اتهمتها مواقع التواصل الاجتماعي الصينية بأنها لا تدعم حكومة بكين.
ورضخت الشركات الصينية للعقوبات الأمريكية ومنها شركتا "لينوفو" لأجهزة الكمبيوتر و"هواوي" اللتين تعرضتا لهجوم من الصين وواشنطن لعدم اتخاذهما أي موقف تجاه الغرب أو روسيا.
أما شركة "تيك توك" للتواصل الاجتماعي المملوكة لمجموعة "بايت دانس" الصينية فقد تعاونت مع قوانين الرقابة الجديدة في روسيا بدلًا من الخروج منها، ما يعنى المخاطرة بخسارة السوق الأمريكية الأكثر أهمية لها حيث يشعر الساسة الأمريكيون بمخاوف من تأثير تطبيقات "تيك توك" الداعمة لروسيا على الشباب الأمريكي الذي قد يساند الحرب على أوكرانيا.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuMjQwIA== جزيرة ام اند امز