الشركات الأوروبية تتسابق للاستفادة من طفرة الإنفاق الدفاعي

تستعد شركة "إينرايد"، وهي شركة سويدية ناشئة متخصصة في الشاحنات ذاتية القيادة، لإحداث نقلة نوعية في قطاع الخدمات اللوجستية، عبر إدراج محتمل في سوق الأسهم الأمريكية.
ولجذب المستثمرين، تتجه الشركة نحو القطاع الأكثر رواجًا في الوقت الحالي، قطاع الدفاع، وفق ما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وتجري الشركة محادثات مع قوات دفاعية لم تذكر اسمها، لتوفير تقنية القيادة الذاتية لنقل المعدات العسكرية إلى خطوط المواجهة، وفقًا لأشخاص مطلعين على خططها.
وتُعدّ "إينرايد" أحدث شركة أوروبية تسعى لاستغلال أحد أكبر اتجاهات الأعمال في القارة الأوروبية في عام 2025، ألا وهو الزيادة الهائلة في الإنفاق الدفاعي.
طريقين للاستفادة
ويتجلى ذلك بطريقتين على الأقل للشركات الداخلة إلى هذا القطاع، إما مثل "إينرايد" التي تكتشف أن تقنيتها الحالية يمكن أن تكون ذات استخدام عسكري إلى جانب استخدامها الأساسي، أو مثل بعض شركات صناعة السيارات من ألمانيا وفرنسا إلى إيطاليا التي تسعى إلى تحويل خطوط إنتاجها إلى قطاع الدفاع.
ويقول ميكائيل كارلسون، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إم دبليو"، وهي شركة سويدية مستثمرة في قطاع الدفاع، "إنه تحول كبير. فجأةً، أصبح الجميع مهتمًا بالدفاع والأمن".
والسؤال هو ما إذا كان هذا التحول سيُساعد أوروبا في إعادة تسليح نفسها ضد روسيا المتزايدة الحزم، التي تُدير بالفعل اقتصادًا حربيًا تُركز فيه معظم صناعاتها على الدفاع.
وهل تمتلك الشركات الأوروبية الإلحاح، بل الصبر أيضًا، لإنجاح هذا التوجه؟
ويقول كارلسون: "يعتقد الكثيرون أن الإنفاق الدفاعي سيكون بمثابة كنز ثمين سيُحل جميع المشاكل، يجب أن يكون حقيقيًا أولا، فهناك المزيد من الجهات الفاعلة غير الجادة التي تنضم إلينا، والتي تعتقد أنها قادرة على جني الكثير من المال في السنوات الخمس المقبلة".
من السيارات للدفاع
وربما يكون التركيز المفاجئ على الدفاع أكثر وضوحًا في أكبر الدول المُنتجة للسيارات في أوروبا، التي تُواجه انتقالًا مُكلفًا نحو الكهربة وضعفًا في الطلب.
وعرضت شركة راينميتال الألمانية للصناعات الدفاعية العمل في مصنع ذخيرة على 100 عامل في مصنع فرامل غير مُربح تابع لشركة كونتيننتال.
وترغب شركة هينسولدت الألمانية للصناعات الدفاعية في توظيف عمال من شركة كونتي ومنافستها بوش، مُورّد قطع غيار السيارات، ممن سرحوا من عملهم في هذه الشركات.
وأعلنت شركتا شيفلر وترامبف، وهما من أكبر شركات الصناعات المتوسطة التي تُشكل العمود الفقري للصناعة الألمانية، عن تطلعهما إلى التوسع في قطاع الدفاع.
وتدرس راينميتال أيضًا الاستحواذ على أحد مصانع فولكسفاغن التي ستُغلق قريبًا، قائلةً إن المصنع في أوسنابروك سيكون "مناسبًا" وأقل تعقيدًا من بناء مشروع جديد.
وأعلنت عائلة بورش- بييش أنها تدرس الاستحواذ على شركة دفاعية كجزء من خطط جديدة لاستثمار ما يصل إلى ملياري يورو وتنويع استثماراتها خارج فولكسفاغن وشركة صناعة السيارات الفاخرة بورش.
وفي إيطاليا، صرّح وزير الصناعة أدولفو أورسو لصحيفة فايننشال تايمز بأن موردي قطع غيار السيارات بحاجة إلى التنويع لضمان البقاء، وأن قطاع الدفاع مرشح واضح في ظل نقل الولايات المتحدة أصولها العسكرية بعيدًا عن أوروبا.