موجة الحر الأوروبية.. فتش عن تأثير "الصوبة الزراعية"
مع موجة الحر الشديدة غير المسبوقة التي شهدتها أوروبا، بدأ العالم يلتفت بمزيد من الاهتمام لظاهرة الاحتباس الحراري، الناتجة عن التغيرات المناخية، والتي يتحدث الخبراء عنها، باعتبارها السبب الرئيسي لهذه الموجة غير المسبوقة من الحر.
وكما هو ثابت منذ عدة عقود، فإن المناخ العالمي يتغير، وهذا التغيير ناجما عن الأنشطة البشرية، وبحت أصوات العلماء للتنبيه لخطورة ما يحدث، ولكن قد تكون موجه الحر الأوروبية دافعا للفت انتباه الحكومات لهذا الخطر، كما يقول نبيل فوزي، أستاذ العلوم البيئية بجامعة الزقازيق "شمال شرق القاهرة".
ويوضح فوزي: "بتنا نعيش داخل صوبة زراعية، وهي أفضل تبسيط لمفهوم الاحتباس الحراري، المتسبب في موجة الحر الأخيرة في أوروبا.
وحول العلاقة بين الاحتباس والصوبة، يوضح فوزي أنه "عندما يتم حرق الوقود الأحفوري من أجل الطاقة أو استخدامه في النقل، فإنه يطلق ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد غازات الدفيئة، والذي يعد السبب الرئيسي للاحتباس الحراري، ويبقى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لعدة قرون، ومع إضافة المزيد من ثاني أكسيد الكربون، يعمل تركيزه المتزايد ما يشبه البطانية، حيث يحبس الطاقة بالقرب من سطح الأرض التي كانت ستهرب إلى الفضاء".
وعندما تتجاوز كمية الطاقة القادمة من الشمس كمية الطاقة التي تشع مرة أخرى في الفضاء، فإن المناخ يسخن، وبعض هذه الطاقة تزيد درجات الحرارة، وبعضها يزيد التبخر ويؤجج العواصف والأمطار.
وبسبب هذه التغييرات في تكوين الغلاف الجوي، ارتفعت درجة حرارة الكوكب بما يقدر بنحو 1.1 درجة مئوية (2 فهرنهايت) منذ حوالي عام 1880، وهو في طريقه إلى 1.5 درجة مئوية (2.7 فهرنهايت)، والذي تم تسليط الضوء عليه كهدف لا يمكن عبوره، بموجب اتفاقية باريس.
ومع الاحتباس الحراري العالمي والزيادات التدريجية في درجات الحرارة، جاءت الزيادات في جميع أنواع الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة من الفيضانات إلى الجفاف وموجات الحرارة، التي تسبب أضرارًا جسيمة وتعطيلًا وخسائر في الأرواح.
وتشير الدراسات إلى أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية ستحتاج إلى الوصول إلى صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول منتصف القرن للحصول على فرصة للحد من الاحترار حتى 2 درجة مئوية (3.6 فهرنهايت).
وحاليا، المصدر الرئيسي لثاني أكسيد الكربون هو الصين، لكن الانبعاثات المتراكمة هي الأكثر أهمية، والولايات المتحدة في الصدارة، تليها أوروبا والصين ودول أخرى.