أوروبا في اختبار الحسم.. 10 خطوات للإبحار بدون القبطان الأمريكي

وضع خطاب فانس وخطة ترامب للتخلي عن النفوذ الأمريكي في أوروبا، قادة القارة أمام اختبار حاسم لرسم مسارهم الاستراتيجي المقبل.
فمباشرة بعد الهجوم اللاذع الذي شنه نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، على أوروبا، في مؤتمر ميونخ، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عقد قمة طارئة لقادة أوروبيين رئيسيين في باريس بهدف تنسيق استجابة القارة.
في تحليل لها طالعته "العين الإخبارية"، تقول مجلة "فورين بوليسي"، إن ماكرون أصاب جزئيا، من حيث إنه فهم أن هذه لحظة تتطلب من القادة اتخاذ القرارات، وليس بناء المؤسسات.
ورغم أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس أنطونيو كوستا، كانا هناك، وكذلك الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، إلا أن القمة نفسها لم تكن مكتملة، وسادت أجواء التردد في اتخاذ القرارات على الاجتماع.
فالمستشار الألماني أولاف شولتز، رفض التفكير في إرسال قوات إلى أوكرانيا أو المزيد من الأموال. كما رفضت بولندا إرسال قوات.
وفي هذا الصدد، لفتت المجلة إلى أن لكل دولة أسبابها لعدم القيادة بمفردها، مستعرضة 10 خطوات يمكن للقادة الأوروبيين اتخاذها على الفور.
أولا:
يتعين على أوروبا أن تشرك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في القمم مثل تلك التي عقدت في باريس.
وفي هذا الصدد، يتعين عليهم عقد قمة أخرى في 24 فبراير/شباط، وهو اليوم الذي من المقرر أن يسافروا فيه إلا كييف، لإحياء الذكرى السنوية الثالثة للحرب، وإظهار أن زيلينسكي يقود إحدى الدول الكبرى في أوروبا، وله الحق في أن يكون على الطاولة العليا، ولن يتم التخلي عنه.
ثانيا:
يتعين على الحكومات الأوروبية أن تستولي على الفور على 150 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة في البنوك الأوروبية. ووفقا للقانون الدولي، فإن هذه الأموال تخص أوكرانيا، كتعويض عن الأضرار التي سببتها الحرب، ويمكنها استخدامها بشكل جيد في صناعات الدفاع في كييف وأوروبا.
ثالثا:
يتعين على كافة الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي أن تزيد على الفور من إنفاقها الدفاعي إلى ما يعادل 3% من ناتجها المحلي الإجمالي إذا لم تكن قد فعلت ذلك بالفعل، وأن تضع خططاً لرفعه إلى 5% في غضون السنوات الثلاث المقبلة.
ولتيسير هذه الغاية، يتعين عليها أن تنشئ بنكاً حكوميا لإعادة التسلح ــ وهي الفكرة التي اقترحها مؤخراً الجنرال البريطاني نيكولاس كارتر، والصحفي إد لوكاس، وجاي دي سيلييه.
رابعا:
يتعين على الدول الأوروبية أن تزيد من إنتاجها من الأسلحة النووية. حيث تمتلك فرنسا وبريطانيا الأسلحة والتكنولوجيا اللازمة، ولكنهما لا تستطيعان تحمل تكاليف زيادة ترسانتيهما بمفردهما، وهنا لابد من الدول الكبرى الأخرى أن تساعد في دفع التكاليف.
وينبغي تخصيص بعض الجهود للأسلحة الاستراتيجية، التي تمتلكها فرنسا في هيئة صواريخ كروز تطلق من الجو. وإيجاد وسيلة لتمكين مجموعة الدول الثماني الكبرى وبولندا من المشاركة في الردع.
خامسا:
يتعين على السويد أن ترسل إلى أوكرانيا كل طائراتها المقاتلة من طراز "غريبن" التي يبلغ عددها نحو مائة طائرة، والتي تعتبر متطلبات صيانتها منخفضة مقارنة بمتطلبات طائرات إف-16.
كما يتعين عليها أن تحول الطلب الذي قدمته المجر على طائرات "غريبن" الخاصة بها لسد الفجوات التي قد تخلقها مساعدة أوكرانيا في قدرات السويد حتى تتمكن من تصنيع المزيد منها.
وفي الوقت نفسه، يتعين على بريطانيا- ربما بمساعدة من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا ــ أن تطير بالطائرات للدفاع عن المجال الجوي السويدي.
سادسا:
يتعين على النرويج أن تستخدم الأرباح الإضافية التي حققها صندوق النفط لديها من ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب لتمويل المجهود الحربي.
ومن شأن تعظيم مستوى إنتاج المدفعية عيار 155 ملم الحالي في أوروبا أن يكون استخداما جيدا لبعض هذه الأموال.
ووفقا لما نقلته "فورين بوليسي" عن مصادر مطلعة، فإن هناك طاقة احتياطية متوفرة في عدد من المواقع في بلدان الشمال الأوروبي وألمانيا.
سابعا:
يتعين على بريطانيا أن تعيد فتح مصنع لإنتاج قذائف المدفعية على نطاق واسع.
ثامنا:
إلى جانب ما سبق، تقترح المجلة فرض عقوبات ثانوية على الشركات التي تتعامل تجاريا مع روسيا.
تاسعا:
يجب على أوروبا توسيع منظمة التعاون التسلحي المشترك (OCCAR)، وهي المجموعة التي تُعد بريطانيا وعدة دول في الاتحاد الأوروبي أعضاء فيها بالفعل.
وهذا من شأنه أن يساعد في مركزية شراء الممكّنات الاستراتيجية التي تكون باهظة الثمن بالنسبة لأي دولة لشرائها (مثل الدفاعات الجوية ومعدات النقل الجوي الاستراتيجي وتكنولوجيا القيادة والتحكم، وما إلى ذلك) ولكنها ضرورية للعمليات العسكرية الحديثة واسعة النطاق.
عاشرا
وأخيرا، يجب على أوروبا أن تبدأ (إن لم تكن قد بدأت بالفعل) في التخطيط للطوارئ لكيفية قتال الجيوش الأوروبية لروسيا بدون الولايات المتحدة، والقيام بذلك تحت العذر الدبلوماسي المتمثل في الاستعداد للدفاع عن القارة في حالة انشغال واشنطن بصراع في آسيا.
aXA6IDMuMTQ3LjIwNS4zMCA=
جزيرة ام اند امز