خبير فرنسي: الفائدة الأمريكية تضع الأسهم الأوروبية تحت ضغط
تشهد البورصات الأوروبية تذبذباً لافتاً في الأيام الأخيرة، إذ يترقب المستثمرون بقلق قرار الفيدرالي الأمريكي المنتظر بشأن أسعار الفائدة.
يأتي ذلك في وقت تراجعت فيه مؤشرات الأسهم مع تصاعد حالة عدم اليقين السياسي في بعض دول القارة، وتباطؤ النمو الاقتصادي.
وتعكس هذه الأجواء المالية قلقًا عميقًا من أن "قفاز الحرير" الذي يبدو أن الفيدرالي يلبسه قد يخفي "قبضة من حديد"، قادرة على قلب الموازين الاقتصادية، وفي هذه الأجواء، تستعد أوروبا، وبينها كبار أسواق مثل باريس وفرانكفورت، لاستقبال صدمة محتملة.
دوافع للتشكيك في مرونة الفيدرالي
من جانبه، قال الاقتصادي الفرنسي المتخصص في الأسواق المالية، وتقلبات البورصة، وسياسات البنوك المركزية كريستوف بلوت لـ"العين الإخبارية إن "المظهر الهادئ" للفيدرالي يخفي قواعد صارمة، وأن أي تراجع في دعمه قد يُحدث صدمة في أسواق الأسهم العالمية.
ولفت بلوت إلي أن ضعف أسواق الأسهم الأوروبية لا يضرب فقط القيمة السوقية، بل يُنعكس على ثقة المستثمرين، ما قد يحد من تدفقات رؤوس الأموال نحو أوروبا، خصوصًا من المستثمرين الدوليين.
وأشار الخبير الاقتصادي الفرنسي إلي أن الشركات الأوروبية الكبرى ترى تذبذبًا في أسعار أسهمها، وقد تواجه صعوبة في جمع تمويل أو جذب استثمارات في بيئة تميل نحو الحذر.

وأوضح بلوت أنه من جهة المستهلكين، قد يؤدي تراجع الأسهم إلى تقليل إنفاق الأفراد ذوي المدخرات المرتبطة بالأسهم، ما قد يفاقم البطء الاقتصادي ويؤثر على النمو.
واعتبر أنه في هذه المرحلة، أوروبا بحاجة إلى أن تستعد لعاصفة محتملة إذا ما تحرك الفيدرالي بشكل غير متوقع.
وأضاف أنه علينا أن نميز بين رد فعل سطحي، مثل قفزة الأسهم بعد قرار مؤقت، وبين تحول هيكلي يجعل من السوق الأوروبية أقل جاذبية، كما نصح المستثمرون بأن يهيئوا استراتيجيات تحوط مرنة، وأن لا يعتمدوا على انتعاش مؤقت".
ورأى أن تراجع البورصة الأوروبية، يعود إلي أزمة الثقة في السوق، بفعل تداخل عوامل سياسية داخلية وعدم يقين حيال السياسات الأمريكية.
وأشار إلي أن الفيدرالي يبقى محور الترقب، فقراراته القادمة قد تعيد صياغة خارطة الاستثمار العالمية، وأسواق الأسهم الأوروبية ستكون من أوائل المتأثرين.
ونصح الخبير الاقتصادي الفرنسي المستثمرون، ولا سيّما من خارج أوروبا، بتبني استراتيجية حذرّة ومرنة تشمل تنويع المحافظ، التحوط ضد مخاطر الفائدة، وتقليل الاعتماد على الأسهم الأوروبية فقط.
ورأى أنه على المدى المتوسط، أوروبا تحتاج إلى إصلاحات هيكلية لتحفيز النمو وثقة المستثمرين — وليس فقط الاعتماد على شروط بيئية أو سياسية، إذا أرادت استعادة توازنها المالي.
لماذا ترى أوروبا نفسها "في المنطقة الحمراء"؟
في الآونة الأخيرة، سجلت الأسهم الأوروبية انخفاضات طفيفة، مع تراجع مؤشرات رئيسية مثل STOXX 600 ومؤشر CAC 40 في فرنسا، بحسب صحيفة "ليزيكو" الاقتصادية الفرنسية.
كما أن المخاوف من الأوضاع السياسية في فرنسا أثّرت سلبًا على معنويات المستثمرين، ما دفع العديد نحو الأصول الأكثر أمانًا كالذهب وقد قلّ الإقبال على الأصول عالية المخاطر.
واستمرار حالة الضبابية السياسية في بعض الدول الأوروبية، إلى جانب التوقعات المتقلبة بشأن سياسات الفائدة الأمريكية، يزيد من المخاطر التي تجذب المستثمر بعيدًا عن الأسهم الأوروبية.
وهذا المناخ يجعل من الصعب على المستثمرين اتخاذ قرارات طويلة المدى، مما يؤدي إلى ضعف الطلب على الأسهم، وتأرجح في الأسعار.
ترقب لقرارات مصيرية
وقالت الصحيفة الفرنسية إن الأسواق الأوروبية ، مثل باقي الأسواق العالمية تراقب باهتمام كبير مواقف الفيدرالي الأمريكي وسيناريوهات رفع أو خفض الفائدة، لا سيما في ضوء تقلبات الاقتصاد الأمريكي، ما يزيد الضغط هو الطبيعة المتقلبة لتوقعات المستثمرين، فخلال فترة قصيرة جدًا، انخفضت ثم ارتفعت بشدة احتمالات رفع الفائدة، ما يعكس حالة من التردد والذعر في الأسواق.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز