برنامج أوروبي يسمح للاجئين بالتدريس في الجامعات
جامعة كليرمون-أوفيرنيه الفرنسية تتيح الفرصة لبعض اللاجئين بالتدريس في إطار برنامج أوروبي يشمل أيضا لندن وروما وبروكسل
في بلدانهم كانوا أساتذة جامعيين وكوادر أرغمتهم الحرب على سلوك طريق المنفى، بيد أن جامعة كليرمون-أوفيرنيه الفرنسية أتاحت الفرصة لبعض اللاجئين بالتدريس في إطار برنامج أوروبي، يشمل أيضا لندن وروما وبروكسل.
وتقول سوزان عدلو، كردية "33 عاماً" من منطقة حلب في شمال سوريا: "هذه مرحلة تطور جديدة بالنسبة لي، ففي وسعي أن أقول الآن إن بإمكاني الحصول على المنصب نفسه كأي فرنسي آخر حتى لو أنني لم أولد هنا".
وبات 4 أساتذة جامعيين آخرين في المنفى مثلها يدرسون لساعات قليلة منذ أكتوبر/تشرين الأول في جامعة كليرمون-فيران في وسط فرنسا، في إطار برنامج "كو-لاب".
ويشارك 23 أستاذاً من 19 اختصاصاً يراوح بين الصحافة والتصميم في هذا المشروع الأوروبي في 5 جامعات، في لندن وروما وبروكسل (جامعتان) وكليرمون فيران في فرنسا.
واضطرت سوزان عدلو إلى هجر بلدها في يوليو/تموز 2014 مع زوجها، وعادت إلى كليرمون حيث تابعت دراستها، وهي مكلفة منذ يناير/كانون الثاني، بتقديم حصة دراسية من 20 ساعة بعنوان "من الهجرة إلى الاندماج".
وتطعّم الطالبة السابقة في الأدب الفرنسي تفسيراتها النظرية حول سياسات الاستقبال، بأمثلة مستمدة من تجربتها الخاصة.
وتسأل سوزان في الصف: "هل تعرفون من هم الأشخاص المشمولين بقانون دبلن؟"، في إشارة إلى القانون الذي يحدد الاختصاصات في مجال اللجوء في الدول الأوروبية.. وقلة من الطلاب ترفع يدها.
وتقول سوزان عدلو، التي تدرس الفرنسية كلغة أجنبية: "الطلاب الفرنسيون يتمتعون بالثقافة والفضول، هذا مثير للاهتمام لأن بإمكانهم المناقشة وطرح معلوماتهم في هذا المجال".
وتؤكد ديلفين أورتو، طالبة أخرى في السنة الثالثة بكلية إعلام: "التجربة مثيرة جداً.. فمع الاعتداءات تمرر صورة سلبية للمهاجرين الذين أتى بعضهم بسبب المصلحة أيضاً، توفر سوزان نظرة أخرى، فهي شابة لا تفارقها الابتسامة مع أنها هجرت كل شيء وانطلقت إلى عالم مجهول، هذا يتطلب شجاعة".
وتوضح رباب خضير، البالغة من العمر 46 عاماً، من حلب أيضاً: "نريد أن نظهر أن المرأة الشرقية ليست فقط خاضعة وفقيرة، لكنها مثقفة أيضاً".
وقد درست رباب اللغة الإنجليزية في الجامعة، قبل أن يطلب منها الحلول مكان مدرس في مدرسة تكميلية وأخرى ثانوية في المدينة، فالتدريس في الجامعة يعطي دفعاً في مجال العمل.
وتقول سيسيليا براسييه-رودريجيس، التي تقف وراء البرنامج في جامعة كليرمون: "لا يمكن تأمين لقمة العيش مع 20 ساعة تدريس فقط، لكن هذا قد يسهم في الدمج في المجتمع من خلال دخولهم سوق العمل".
واختارت هي المرشحين مع فرض شروط صارمة، وتوضح: "لا يحصلون على العمل فقط لأنهم لاجئون، فكان ينبغي أولاً أن يتمتعوا بالمؤهلات الكافية للتدريس"، مشيرة إلى أن ذلك يجعل التلاميذ يكتشفون "بعداً دولياً".
وتضيف: "هم يتوجهون إلى الخارج لاكتشاف الآخر، في حين أن لديهم الموارد في ديارهم، للعمل في بيئة متعددة الثقافات ينبغي تعلم العمل مع أشخاص مختلفين، وهنا سيوفر الأساتذة هؤلاء نظرتهم الخاصة".
وفي ختام هذه التجربة الأولى ستضع الجامعات المشاركة "دليلاً بالممارسات الفضلى" للسماح بتوسيع هذا البرنامج العام المقبل ليشمل مؤسسات أوروبية أخرى.
aXA6IDMuMTM4LjEzNS40IA== جزيرة ام اند امز