المفوضية الأوروبية ترفض بحسم العقوبات الأمريكية ضد "نورد ستريم 2"
رئيسة المفوضية الأوروبية تنضم لروسيا وألمانيا في رفض العقوبات الأمريكية وتؤكد أنها قادرة على حماية مصالح دول الاتحاد الأوروبي الشرقية
انضم الاتحاد الأوروبي إلى ألمانيا وروسيا وصربيا في رفض العقوبات الأمريكية ضد الشركات المشاركة في مشروع نورد ستريم 2.
ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية، انتقدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين، العقوبات الأمريكية على شركات أوروبية تشارك في مشروع "نورد ستريم 2"، الذي سينقل الغاز الروسي مباشرة إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.
وقالت فون دير لاين في مقابلة مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية في عددها المقرر صدوره غدا السبت إن المشروع له بعد سياسي من ناحية، وإن المفوضية الأوروبية تحمي بوسائلها مصالح دول الاتحاد الأوروبي الشرقية".
وأضافت: "لكن من ناحية أخرى، ترفض المفوضية الأوروبية بحسم فرض عقوبات ضد شركات أوروبية تشارك في مشروعات وفقا للنظام القانوني".
ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة الماضي حزمة تشريعات متعلقة بميزانية الدفاع، تتضمن قانون العقوبات ضد "نورد ستريم 2" بغرض عدم إتمام المشروع.
وتبرر واشنطن هذه الخطوة بأن ألمانيا تعرض نفسها عبر هذا المشروع للاعتماد على روسيا.
ومن المقرر أن ينقل "نورد ستريم 2" الغاز الروسي العام المقبل إلى ألمانيا مباشرة بمنأى عن بولندا وأوكرانيا.
وقد تم الانتهاء من الجزء الأكبر من أعمال مد أنابيب الغاز.
وترفض بعض الدول في الاتحاد الأوروبي هذا المشروع، مثل بولندا. ورحبت أوكرانيا بالعقوبات، حيث تخشى على موقعها كونها الدولة رقم واحد في نقل الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي.
ومن جانبه قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الخميس، إن روسيا يمكنها الانتهاء من تشييد خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الذي يصل إلى ألمانيا في غضون شهرين.
ووفقا لرويترز، قالت صحيفة كوميرسانت اليومية نقلا عن مصادر لم تسمها الخميس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح بأن لدى بلاده "سفينة متخصصة في مد خطوط الأنابيب" يمكنها استكمال بناء خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" عقب عقوبات فرضتها واشنطن.
وأفادت كوميرسانت بأن بوتين تحدث عن السفينة أمام تجمع لكبار رجال الأعمال في روسيا في وقت متأخر من أمس الأربعاء. وقال الرئيس الروسي بحسب الصحيفة إن مدة تنفيذ المشروع "ستطول" لعدة أشهر بسبب العقوبات.
وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات الأسبوع الماضي على خط الأنابيب نورد ستريم 2 الذي تهدف موسكو من خلاله إلى تجنب مرور غازها بأوكرانيا وزيادة إمدادات الغاز عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا وهي أكبر عميل للطاقة الروسية.
وعلقت شركة أولسيز السويسرية الهولندية، التي تعمل في مد خط الأنابيب باستخدام سفينتين هما بايونيرينج سبيريت وسوليتير، العمل لتجنب العقوبات الأمريكية.
وفي 2016، اشترت شركة الطاقة الروسية العملاقة جازبروم سفينة متخصصة في مد خطوط الأنابيب اسمها أكاديميك تشيرسكي لاستخدامها كملاذ أخير إذا أوقفت شركات أوروبية العمل في نورد ستريم 2.
وقال مصدر في جازبروم إن متوسط سرعة تشيرسكي في مد خطوط الأنابيب أبطأ من بايونيرينج سبيريت، لكنه لم يقدم تقديرا محددا.
ووفقا لبيانات رفينيتيف، فإن تشيرسكي راسية حاليا في ميناء ناخودكا الروسي على المحيط الهادئ.
وقبل إعلان واشنطن عن عقوبات على الشركات التي تشيد نورد ستريم 2، قال مسؤولون روس إن خط الأنابيب سيعمل قبل منتصف عام 2020 أو قرب ذلك الموعد.