لا شيء كارثيا.. روسيا تعلق على إرهاب أمريكا في أزمة "نورد ستريم2"
وزير الخارجية الروسي قال إن أمريكا تعاقب أقرب حلفائها عندما يقومون بحل مشاكلهم الاقتصادية.
قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، الإثنين، إنه "لا شيء كارثيا" في عقوبات أمريكية على مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2"، بالنظر إلى اتفاق نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا.
ووفقا لرويترز، قال اتحاد الشركات الداعم لمشروع "نورد ستريم 2"، الذي تقوده شركة جازبروم الروسية المملوكة للحكومة وسينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا ودول أخرى في أوروبا، إن حوالي 160 كيلومترا من خط الأنابيب لم يتم إرساؤه حتى الآن.
وقال ميدفيديف: "بالطبع نحن سننتهي من بنائه.. جازبروم لديها خيارات بديلة لكيفية إرساء (خط الأنابيب). قد يستغرق الأمر وقتا إضافيا ضئيلا، لكن ذلك لا يشكل مشكلة كبيرة".
وأضاف: أن الانتهاء من بناء خط الأنابيب قد يستغرق شهرين إضافيين.
ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الإثنين، إن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول إرهاب حلفائها من خلال فرض عقوبات على مشاريع خطوط الغاز الطبيعي المرتبطة بروسيا.
كانت أمريكا قد أعلنت هذا الأسبوع فرض عقوبات على مشروع نورد ستريم 2، الممتد من روسيا إلى ألمانيا، وتورك ستريم، الممتد من روسيا إلى تركيا.
وأرجعت واشنطن قرارها إلى أن هذه المشاريع سوف تجعل الدول الأوروبية بحلف شمال الأطلسي (الناتو) أكثر اعتمادا على روسيا.
ورفضت روسيا هذه العقوبات، ووصفتها بمحاولة استمرار الهيمنة الأمريكية على أسواق الطاقة، وتعهدت بالرد.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن لافروف القول في البرلمان: "تتم معاقبة أقرب الحلفاء لأنها تقوم بحل مشاكلها الاقتصادية".
وأضاف: "أعتقد أنه لا يجب أن تشك أي دولة في العالم في أنه في حال تعهدت أمريكا بشيء، فإنها سوف تتخلى عنهم في أي وقت من الأوقات".
ومن جانبه، أكّد مسؤول ألماني كبير، الإثنين، أنّ العقوبات الأمريكية على الشركات المساهمة في بناء خط أنبوب الغاز الروسي "نورد ستريم 2" ستؤخر الانتهاء من المشروع على الأرجح لعدة أشهر حتى النصف الثاني من 2020.
ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، قال منسق الحكومة الألمانية للعلاقات عبر الأطلسي بيتر باير للإذاعة الألمانية إنّ العقوبات "ستؤجل إكمال" خط الأنبوب.
وتابع: "لكن أتوقع أن يتم الانتهاء من خط الأنابيب في النصف الثاني من عام 2020".
وكان من المقرر إنجاز بناء الخط بداية العام المقبل مع توقع أن يبدأ العمل في منتصف عام 2020.
وقال باير للإذاعة الألمانية إنّه رغم أن العقوبات "ستؤجل إكمال" الأنبوب، "فإنني أعتقد أنه يمكن الوصول إلى حلول بديلة ستكون رغم ذلك أغلى".
وكرّر باير انتقادات برلين للإجراء الأمريكي، قائلا: "ليس هكذا تعاملون الأصدقاء".
وندّدت أولريكه ديمر المتحدثة باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالعقوبات التي عدّتها "تدخلا في شؤوننا الداخلية".
وتعتزم الحكومة الألمانية فحص تأثيرات القانون الأمريكي الذي يتضمن عقوبات ضد خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2".
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية، أولريكه ديمر، الإثنين في برلين: "نفحص هذا القانون بدقة وسنقرر بعد ذلك كل الإجراءات اللاحقة".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع الجمعة الماضي في قاعدة جوية بواشنطن حزمة تشريعات متعلقة بميزانية الدفاع، تتضمن قانون العقوبات ضد "نورد ستريم 2" بغرض عدم إتمام المشروع.
ووقّع الرئيس الأمريكي القانون الذي ينص على فرض عقوبات على الشركات المساهمة في بناء خط أنبوب الغاز الروسي "السيل الشمالي 2" (نورد ستريم 2)، الذي يشكل محور معركة اقتصادية وجيوسياسية بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وتتضمن العقوبات الأمريكية تجميد أصول وإلغاء التأشيرات الأمريكية للمتعهدين المشاركين في المشروع، وهو ما دفع شركة "أول سيز" السويسرية لوقف عملها فورا.
وتبرر واشنطن هذه الخطوة بأن ألمانيا تعرض نفسها عبر هذا المشروع للاعتماد على روسيا.
ومن المقرر أن ينقل "نورد ستريم 2" الغاز الروسي العام المقبل إلى ألمانيا مباشرة بمنأى عن بولندا وأوكرانيا.
وترفض بعض الدول في الاتحاد الأوروبي هذا المشروع، مثل بولندا. ورحبت أوكرانيا بالعقوبات، حيث تخشى على موقعها كدولة رقم واحد في نقل الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي.
وتم الانتهاء بالفعل من أكثر من 80 % من نصف المشروع الذي يمول نصفه عملاق الغاز الروسي "غازبروم"، والنصف الآخر شركاؤه الأوروبيون: الألمانيتان فينترشال ويونيبر، والإنجليزية - الهولندية شل، والفرنسية إينجي والنمساوية أو إم في.
وانضم الاتحاد الاوروبي للإدانات المتتالية للعقوبات الأمريكية.
وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن "الاتحاد الأوروبي يعارض من حيث المبدأ فرض عقوبات على شركات أوروبية تمارس أعمالاً مشروعة".
لكن المشروع يثير انقساما داخل الاتحاد الاوروبي، وتعدّ بولندا ودول شرق أوروبا أكثر المعترضين على المشروع خشية أن تستخدمه موسكو لممارسة ضغوط سياسية.
وفي برلين، أوضحت ديمر المتحدثة باسم ميركل أن هناك محادثات مستمرة مع الأطراف المختلفة للتوصل إلى حل.
ورفض السفير الأمريكي في برلين ريتشارد جرينيل، الأحد، انتقاد الحكومة الألمانية لعقوبات بلاده المفروضة ضد مشروع إقامة خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2".
وقال جرينيل لصحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر الأحد: "15 دولة، والمفوضية الأوروبية، والبرلمان الأوروبي أبدوا جميعا مخاوفهم تجاه المشروع".
aXA6IDMuMTQ4LjEwNi40OSA= جزيرة ام اند امز