"الحلم الأوروبي".. كيف انعكس على العمليات العسكرية بأوكرانيا؟
بعد ساعات من دفعة أوروبية تلقتها أوكرانيا، كانت العمليات العسكرية الجارية منذ قرابة 4 أشهر، على موعد مع تطورات ميدانية جديدة.
وكان الاتحاد الأوروبي عبر الجمعة عن دعمه لترشح أوكرانيا وجارتها مولدوفا إليه حتى "تعيشا الحلم الأوروبي"، بحسب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فيما من المتوقع أن يصادق زعماء دول التكتل على قرار الترشح للعضوية في قمة الأسبوع المقبل.
وما إن منح الاتحاد الأوروبي مباركته لانضمامها إليه، واصلت أوكرانيا القتال، اليوم السبت، مع صمود قواتها ضد هجوم روسي على مدينة محورية في شرق البلاد.
ساحة القتال
وفي ساحة القتال، قال الجيش الأوكراني اليوم السبت إن مدينة سيفيرودونتسك الصناعية، التي كانت هدفا رئيسيا في هجوم موسكو للسيطرة الكاملة على منطقة لوهانسك الشرقية، استمرت في التعرض لقصف مدفعي وصاروخي روسي.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في تحديث يومي "من أجل تحسين وضعها التكتيكي، حاولت وحدات العدو شن عمليات هجومية خارج المدينة لكنها لم تنجح"، على حد قولها.
وقالت السلطات المحلية إن مواقع متعددة في المناطق الشرقية من لوهانسك وخاركيف وفي بولتافا ودنيبروبتروفسك غربا تعرضت لقصف خلال الليل.
وقال حاكم إقليمي إن صواريخ روسية سقطت أيضا على ضاحية في خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، في ساعة مبكرة من صباح السبت، وأصابت مبنى بلدية وأدت إلى اندلاع حريق في مبنى سكني ولكن دون سقوط ضحايا.
من جانبها، أكدت السلطات المحلية الموالية لروسيا، مقتل خمسة مدنيين وإصابة 12 آخرين السبت جراء قصف أوكراني في دونيتسك بشرق أوكرانيا الانفصالي.
وتنفي موسكو استهداف المدنيين خلال ما تطلق عليه "عملية عسكرية خاصة" لنزع أسلحة أوكرانيا وتخليصها من القوميين الذين يهددون السكان الناطقين بالروسية، فيما ترفض كييف وحلفاؤها ذلك باعتباره ذريعة لا أساس لها للحرب.
دفعة معنوية
وفي محاولة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لإعطاء دفعة معنوية لجنوده، زار اليوم السبت الجنود الأوكرانيين على الجبهة الجنوبية خلال رحلة عمل إلى إقليم ميكولايف.
وفي مقطع مصور نُشر في حسابه الرسمي على تليجرام سلم الرئيس الأوكراني، الذي كان يرتدي قميصه العسكري المميز، الجنود أوسمة والتقط معهم صورا شخصية في داخل ما بدا أنه مخبأ تحت الأرض، قائلا: "هؤلاء رجالنا الشجعان. كل واحد منهم يقدم كل ما لديه.. بالتأكيد سنصمد! بالتأكيد سنكسب".
ووصلت القوات الروسية إلى ضواحي مدينة ميكولايف عاصمة الإقليم في أوائل مارس/آذار، لكن القوات الأوكرانية أجبرتها على التراجع في ذلك الوقت إلى الحواف الشرقية والجنوبية للمنطقة حيث يدور القتال.
وقال مكتب زيلينسكي، إن الرئيس زار المدينة أيضا وتفقد مكتب إدارة الإقليم حيث لقي 37 شخصا حتفهم في أواخر مارس/آذار، بعد أن أصاب صاروخ روسي المبنى.
وزار زيلينسكي مستشفى في ميكولايف ومنح كلا من رئيس البلدية أولكسندر سينكيفيتش وحاكم الإقليم فيتالي كيم نوط الشجاعة لعملهما خلال العملية الروسية الخاصة المستمرة منذ أربعة أشهر.
دعم أوروبي
من المتوقع أن يمنح زعماء الاتحاد الأوروبي أوكرانيا وضع المرشح خلال قمة تعقد هذا الأسبوع بعد توصية يوم الجمعة من رئيسة المفوضية الأوروبية، ما يضع كييف في طريقها لتحقيق طموح كان ينظر إليه على أنه بعيد المنال قبل الحرب حتى وإن كانت العضوية الفعلية قد تستغرق سنوات.
وشدد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم السبت، على ضرورة مواصلة دعم كييف وتجنب "إرهاق أوكرانيا" بعد قرابة أربعة أشهر من الحرب. وكان جونسون قد قام بزيارة مفاجئة إلى كييف يوم الجمعة وعرض القيام بتدريب القوات الأوكرانية.
وقال جونسون للصحفيين لدى عودته إلى بريطانيا من كييف "يتقدم الروس ببطء شديد ومن الضروري بالنسبة لنا أن نظهر ما نعلم صحته وهو أن أوكرانيا يمكنها الفوز وستفوز"، مضيفًا: "عندما ينال التعب من أوكرانيا، من المهم جدا أن نظهر أننا معها على المدى الطويل".
وتحدث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بنبرة مماثلة في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي أمس الجمعة، داعيا الغرب إلى مواصلة مساعدة بلده بتزويده بالأسلحة الثقيلة وبالضغط المستمر على موسكو عن طريق العقوبات.
تأثير عكسي
كان أحد أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما أمر آلاف الجنود بدخول أوكرانيا في 24 فبراير/شباط هو وقف توسع حلف شمال الأطلسي العسكري باتجاه الشرق وإبقاء جارته الجنوبية خارج دائرة نفوذ الغرب.
لكن الحرب التي أودت بحياة الآلاف وحولت مدنا إلى ركام ودفعت الملايين إلى الفرار كان لها أثر عكسي؛ فقد أقنعت فنلندا والسويد المحايدتين بالسعي للانضمام إلى الحلف وساعدت في تمهيد الطريق أمام محاولة أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أمس الجمعة، لدى إعلانها قرار المفوضية التوصية بترشيح أوكرانيا وجارتها مولدوفا لعضوية الاتحاد الأوروبي، إن "الأوكرانيين مستعدون للموت من أجل المنظور الأوروبي".
وأضافت فون دير لاين، التي كانت ترتدي ملابس بلوني علم أوكرانيا الأصفر والأزرق، "نريدهم أن يعيشوا معنا الحلم الأوروبي".
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuNTIg جزيرة ام اند امز