ميركل تلمح: بوتين انتظر رحيلي للهجوم على أوكرانيا
فيما يبدو دفاعا عن إرثها السياسي، أوضحت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، ملابسات أبرز مواقفها في الحكم، مفجرة مفاجأة عن روسيا.
وتناولت ميركل في مقابلة مع صحف شبكة "دويتشلاند" الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم السبت، ملفات "نورد ستريم ٢" والأزمة في أوكرانيا، وسياسة اللجوء في 2015، وحساسية موقفها كمستشارة من الشرق.
وحول قرارها المضي قدما في مشروع "نورد ستريم ٢" مع روسيا، قالت ميركل "لم أكن أؤمن بالتغيير من خلال التجارة، ولكن أؤمن بتقوية الروابط عبر التجارة؛ خاصة مع ثاني أكبر قوة نووية في العالم."
وتابعت "لم يكن قرارًا سهلاً"، موضحة "كانت الفرضية في ذلك الوقت: إذا كان نورد ستريم 2 قيد التشغيل، فلن يقوم بوتين بمهاجمة أوكرانيا".
وأكدت أن روسيا "هاجمت" أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، عندما "لم يكن الغاز يتدفق بعد عبر نورد ستريم 2"، مضيفة "وبهذا المعنى، لم يكن الغاز سلاحًا".
تأثيرها على بوتين
حول تأثيرها على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إبان حكمها، قالت ميركل "كان من الواضح أنني لن أبقى في المنصب لفترة أطول، ولذلك علي أن أقول ببساطة أن المحاولات المختلفة خلال العام الماضي لم يكن لها أي تأثير".
وأوضحت "بوتين لم يعد على استعداد لعقد اجتماع قمة فيما يسمى بصيغة نورماندي مع ممثلي أوكرانيا وألمانيا وفرنسا، وهي الصيغة التي كانت ضامنة لاتفاقات وقف إطلاق النار بين أوكرانيا والانفصاليين الروس بشرق البلاد.
ولم تستبعد ميركل احتمال أن يكون بوتين انتظر حتى تغادر المستشارية لبدء الحرب في أوكرانيا، بل أضافت "ربما كان لرحيلي مساهمة مثله مثل الانتخابات الرئاسية في فرنسا وانسحاب القوات الغربية من أفغانستان وركود تطبيق اتفاق مينسك" لوقف إطلاق النار بشرق أوكرانيا.
سياسة الهجرة
ميركل انتقلت للحديث عن أن أزمة اللاجئين التي ضربت أوروبا في 2015، وقالت إنها كانت "المرحلة الأكثر عاطفية" خلال فترة توليها المستشارية.
ومضت المستشارة موضحة: "كانت فترة صعبة للغاية بين عامي 2015/2016، لكنني كنت راسخة للغاية من داخلي".
وذكرت أن قراراتها في عام 2015 توافقت مع مبادئ حزبها الديمقراطي المسيحي وكذلك مع المادة رقم واحد من الدستور الألماني، والتي تلزم بحماية كرامة الإنسان وتتضمن التزاما بحقوق الإنسان.
يُذكر أنه عندما جاء العديد من اللاجئين، معظمهم من السوريين، إلى ألمانيا عبر المجر والنمسا أواخر صيف 2015، قررت ميركل عدم إغلاق الحدود الألمانية، وقالت إحدى أشهر عباراتها في ذلك الوقت: "يمكننا فعلها".
وكان قرار ميركل مثيرا للجدل داخل التحالف المسيحي، وكذلك داخل المجتمع. ودخلت ميركل في خلافات مع رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري (الضلع الأصغر بالتحالف المسيحي) آنذاك هورست زيهوفر بشأن قضية اللاجئين.
وقالت ميركل عن تلك الخلافات "لا أرى ذلك على أنه نقطة عثرة على الإطلاق. بعض الخلافات حول كورونا تطلبت مني مجهودا أكثر من ذلك".
حساسية الشرق
وقوبلت سياسة ميركل تجاه اللاجئين بالنقد، خاصة في ولايات شرق ألمانيا، حيث نشأت المستشارة.
ومع ذلك تجنبت ميركل خلال فترة عملها كمستشارة إلى حد كبير الإشارة إليها كثيرا، وقالت ميركل: "ربما اتُهمت بالانحياز... كنت مستشارة لكل الألمان، بالطبع مستشارة من شرق ألمانيا لكل الألمان، وحاولت أن أكون موضوعية للغاية".
وفي خطابها في يوم الوحدة الألمانية العام الماضي، أشارت ميركل بشكل أكبر إلى سيرتها الذاتية في شرق ألمانيا.
وقالت ميركل في المقابلة المنشورة اليوم، إنها "ألقت ذلك الخطاب وهي تعلم أنها ستترك المنصب قريبا".
وأضافت: "لذلك أظهرت (خلال الخطاب) بعض الحساسية ... في السابق، كنت قلقة بالتأكيد بشأن التعرض لانتقادات بسبب ذلك".