"شكرا على خطابك الملهم".. أوروبا تشيد بسلطان الجابر وتعلن عن أهدافها في COP28
وجه الاتحاد الأوروبي الشكر للدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي والرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28، على جهوده في التمهيد لمؤتمر COP ناجح، كما كشف في الوقت نفسه عن أهدافه المأمولة في قمة المناخ المقبلة.
جاء ذلك خلال اجتماع لوزراء الطاقة والبيئة لدول الاتحاد الأوروبي، عقد الاثنين الماضي في مدينة بلد الوليد، بإسبانيا، التي تتولى رئاسة المجلس حالياً، ونوقشت خلاله خطط وأهداف أوروبا في مؤتمر الأطراف COP28 الذي يُعقد نهاية العام الحالي.
وحضر الدكتور سلطان الجابر الاجتماع بهدف تعزيز التعاون القائم مع الاتحاد الأوروبي. وكان من بين الحضور كلٌ من تيريزا ريبيرا، نائبة رئيس الحكومة الإسبانية وزيرة التحول البيئي، وفرانس تيمرمانس نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية ومفوضها لشؤون حماية المناخ.
وأعلن تيمرمانس خلال الاجتماع عن أن الاتحاد الأوروبي يريد من الحكومات والأطراف التي ستتفاوض في دبي نهاية العام، التوقيع على تعهد يتضمن ثلاثة عناصر رئيسية: مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، وتحسين كفاءة الطاقة، فضلا عن متطلبات ملف الوقود الأحفوري.
رسالة أوروبا لرئاسة COP28
ووجه فرانس تيمرمانس، في مطلع كلمته خلال الاجتماع، الشكر للدكتور سلطان الجابر، الرئيس المعين لـ Cop28، قائلًا: "شكرًا على خطابك الملهم وعلى قيادتك التي تمهد الطريق إلى COP28".
وأضاف: "أعتقد أنه من الواضح الآن لأولئك الذين شككوا في التزامك، أو وجهوا أي نقد لك، أن الأمور باتت في نصابها الصحيح".
وتابع: "أعتقد أنني أتحدث نيابة عن الجميع حول هذه الطاولة، وأكرر أن لدينا ثقة كاملة في قيادتكم لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرون COP28، ونتعهد أننا سنعمل معكم عن كثب للتأكد من أن ما تطمحون إلى القيام به، لطي صفحة الماضي وإحداث نقلة نوعية، سوف يتحقق بالفعل في COP28، ونحن بالفعل بحاجة إلى القيام بذلك لأن الوقت ينفد".
وشدد تيمرمانس على أن العالم يحتاج إلى المضي قدما من أجل تحقيق نتيجة قوية بشأن طموح التخفيف للحفاظ على حد درجة الحرارة البالغ 1.5 درجة على قيد الحياة.
وقال: "في بون، لم يدرج برنامج عمل التخفيف على جدول الأعمال، ولكن الخبر السار هو أن التحالف التدريجي بين البلدان المتقدمة النمو والبلدان النامية ظل موحدا ونحن بحاجة إلى الحفاظ على هذا الزخم".
أشار تيمرمانس إلى أن اجتماع مجموعة العشرين الوزاري، في وقت لاحق من هذا الشهر، يمثل لحظة مهمة أخرى لإظهار العزم والطموح، في ظل جهود بعض الدول لعرقلة أي تقدم.
وقال موجهًا خطابه للدكتور سلطان الجابر: "لذا مرة أخرى، نحن نعتمد حقًا على قيادتك القوية لتقديم رؤية واضحة لعملية التقييم العالمي كمعلم رئيسي لزيادة الجهود في السنوات القادمة بشأن التخفيف والتكيف وسبل التنفيذ".
تووقع تيمرمانس أن نتائج التقييم العالمي الأول لاتفاق باريس، والتي ستعلن في COP28، ستطلب من الأطراف تحولًا أساسيًا في جميع الاقتصادات، وتحولًا رئيسيًا في هيكل الاقتصاد العالمي والأسواق المالية والاستثمارات، وكذلك التدفقات المالية التي يمكن تعبئتها على نطاق غير مسبوق، ما يعني أن العالم سيحتاج إلى تحول كبير في هيكل الاقتصاد والأسواق المالية.
وختم خطابه للدكتور سلطان الجابر قائًلا: "نتطلع إلى التعاون معكم بشأن استنتاجات المجلس بشأن COP28 مع الافتراض الأساسي بأنه يجب على الاتحاد الأوروبي الاستمرار في إظهار القيادة على أساس أفضل العلوم المتاحة، ولا سيما أحدث تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ".
ثلاثة أضعاف مصادر الطاقة المتجددة
يتمثل الهدف الأول للاتحاد الأوروبي في COP28 في مضاعفة المعدل السنوي لنشر الطاقة المتجددة ثلاث مرات من الآن وحتى عام 2030.
وقالت مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي، كادري سيمسون، إن الاقتراح يتعلق "بتعهد طوعي غير ملزم" للدول الأخرى للتوقيع عليه.
ويعتمد الهدف على تقييم وكالة الطاقة الدولية التي قالت إن العالم لديه حاليًا حوالي 3300 غيغاواط من الطاقة المتجددة.
قالت الوكالة في أحدث تقاريرها إنه من أجل تحقيق هدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، يجب إضافة حوالي 1000 غيغاواط كل عام حتى عام 2030، لنصل إلى 10350 غيغاواط، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف الإجمالي الحالي.
جدير بالذكر أن الدكتور سلطان الجابر قد أعلن في يونيو/ حزيران الماضي هذا الاقتراح نصًا، كأحد أهداف رئاسة Cop28 خلال مفاوضات القمة المقبلة.
وحسب بيان صادر عن الأمانة العامة للأمم المتحدة للمناخ مطلع يونيو/ حزيران الماضي، لتدشين مؤتمر بون للمناخ، قال الدكتور سلطان الجابر: "بصفتنا الرئاسة القادمة، سنضمن رئاسة عادلة وشاملة وشفافة توفر مساحة لجميع الأطراف للتوصل إلى توافق في الآراء عبر جدول الأعمال بأكمله".
تابع: "هذا يشمل مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة العالمية ثلاث مرات بحلول عام 2030".
اجتذب اقتراح الدكتور سلطان الجابر، بمجرد إعلانه، دعمًا كبيرًا من الولايات المتحدة وتشيلي وكولومبيا وممثلي الدول الجزرية الصغيرة، والمجموعة الأفريقية، وأخيرًا، وضعه الاتحاد الأوروبي على رأس أهدافه لمفاوضات دبي المقبلة.
في هذا الصدد قال تيمرمانس: "بشأن أهداف الطاقة، يسعدني ما عرفته حول أن رئيس مؤتمر الأطراف يريد دعم جهود التعهد بتحويل الطاقة العالمي في COP28 والعمل معنا عن كثب في هذا الصدد".
أضاف: "وصلت الاستثمارات العالمية في مصادر الطاقة المتجددة إلى مستويات قياسية عالية تتجاوز التوقعات بكثير. لكننا نحتاج أيضًا إلى منح المستثمرين في قطاع الطاقة رؤية طويلة المدى. لهذا السبب، حان الوقت لترجمة أداء السنوات الماضية إلى أهداف في عام 2030. وهذا ضروري للغاية لتدفق الأموال إلى التحول إلى الطاقة النظيفة".
تحسين كفاءة الطاقة
فيما يتعلق بالهدف الثاني للاتحاد الأوروبي خلال قمة دبي المقبلة، والخاص بكفاءة الطاقة، ترى أوروبا أن العالم يحتاج إلى مضاعفة معدل التحسن السنوي خلال هذا العقد، مقارنة بالعقد السابق.
من خلال الصفقة الأوروبية الخضراء، يعمل الاتحاد الأوروبي على زيادة طموحه المناخي ويهدف إلى أن يصبح أول قارة محايدة مناخياً بحلول عام 2050.
لذلك قامت المفوضية بمراجعة توجيه كفاءة الطاقة، جنبًا إلى جنب مع قواعد الطاقة والمناخ الأخرى في الاتحاد الأوروبي، لضمان أن يمكن تحقيق هدف 2030 المتمثل في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55٪ على الأقل (مقارنة بعام 1990).
تدعو أوروبا العالم للالتزام بهدف عالمي يخص مضاعفة كفاءة الطاقة حتى 2030.
اتفقت رئاسة COP28 والمفوضية، في يونيو/ حزيران الماضي، على العمل معا في مجالات متعددة لدفع انتقال عادل للطاقة وتقديم إجراءات ملموسة لا تترك أحدا خلف الركب.
يشمل ذلك ضمان أقصى قدر من الدعم بين الأطراف في COP28 بشأن الأهداف العالمية لعام 2030 لمضاعفة كفاءة الطاقة، فضلا عن تعزيز مضاعفة الهيدروجين النظيف من خلال إطلاق التجارة العالمية عبر الحدود، وذلك تماشيا مع سيناريو 1.5 درجة.
ستكون تجربة دولة الإمارات في تحسين الطاقة حاضرة بقوة أيضًا في COP28.
أطلقت دولة الإمارات العديد من البرامج المبتكرة لزيادة كفاءة الطاقة وفعاليتها، أبرزها استراتيجية المدينة الذكية التي دشنتها دبي في 2014، معتمدةً على 1000 خدمة حكومية، وتطوير 6 مجالات رئيسة وهي: النقل ،والبنية التحتية، والاتصالات ،والخدمات المالية ،والتخطيط العمراني، والكهرباء.
الوقود الأحفوري
فيما يخص الهدف الثالث، المتعلق بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوي، أعلن تيمرمانس أن الاتحاد الأوروبي سيدفع باتجاه تعهد عالمي في COP28 من أجل التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري "قبل عام 2050".
وأضاف أن الالتزام سيعني وقف توليد الكهرباء من الفحم والقضاء على الانبعاثات من قطاع النفط والغاز، ومن المنتجات التي تبيعها شركات النفط والغاز، مع دور أقل لتقنيات احتجاز الكربون، التي يمكن الاعتماد عليها في القطاعات التي يصعب تخفيفها، على أن يتحمل القطاع عبء إثبات أن هذا يمكن تحقيقه، واقتراح استراتيجيات استثمار موثوقة في تقنيات الحد من الكربون.
يُظهر ما أعلنه تيمرمانس في هذا الصدد، أن موقف الاتحاد الأوروبي مشابهًا، لحد ما، لموقف رئاسة COP28 بشأن القضاء على "الانبعاثات"، ولكن مع علامات واضحة حول حدود استخدام تقنيات احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه.
وقال: "أعلم أن هذه مقترحات طموحة لكنها ضرورية. يمكن أن توفر إشارة قوية بشأن العمل المناخي لصناع القرار والمستثمرين والمجتمع المدني".
جدير بالذكر أن الدكتور سلطان الجابر قد أعلن، قبل أيام، أن "التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري أمر حتمي، وإنه ضروري في الواقع، لكن لا يمكن أن يكون ذلك على نحو غير مسؤول، وأن سرعة الانتقال ستكون مدفوعة بمدى سرعة رفع البدائل الخالية من الكربون ".
جاء ذلك في كلمته أمام مؤتمر رؤساء حكومات المجموعة الكاريبية بمدينة بورت أوف سبين، عاصمة جمهورية ترينيداد وتوباجو.
وقال الدكتور سلطان الجابر إن قطاع النفط والغاز يحتاج إلى تحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول 2050 أو قبله، وإن الالتزام على مستوى القطاع للوصول إلى انبعاثات قريبة من الصفر من الميثان بحلول 2030 يحتاج إلى تسريع الوتيرة.
ليست هذه المرة الأولى التي يصرح فيها الدكتور سلطان الجابر بذلك، ففي يونيو/ حزيران الماضي، قال خلال كلمته أمام مندوبين من مجموعات الناشطين إن "تقليص الوقود الأحفوري حتمي وسرعة حدوث ذلك تعتمد على مدى سرعة إيجاد بدائل عديمة انبعاثات الكربون، مع ضمان أمن الطاقة وسهولة الوصول إليها بتكلفة ميسورة".
aXA6IDMuMTM1LjIxNi4xOTYg جزيرة ام اند امز