عودة شبح الحرب.. أوروبا تدعو للتهدئة في "قره باغ" وأرمينيا تندد
وسط توتر شديد في إقليم ناغورني قره باغ، واندلاع مواجهات بين أذربيجان وانفصاليين أرمن، دعا الاتحاد الأوروبي الأربعاء، للحد من التصعيد.
ودعا المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان، الأربعاء إلى "الوقف الفوري" للقتال بين القوات الأذربيجانية والأرمينية، مؤكدًا أنه "من الضروري الحد من التصعيد والاحترام الكامل لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات للبحث عن حلول تفاوضية".
ودعت أرمينيا الأربعاء المجتمع الدولي إلى وقف تصرفات أذربيجان التي وصفتها بـ"العدوانية" في جيب ناغورني قره باغ المتنازع عليه حيث أدى تصعيد لأعمال العنف إلى سقوط ثلاثة قتلى، ما يعيد شبح حرب العام 2020.
أعمال "عدوانية"
وقالت وزارة الخارجية الأرمنية في بيان "تدعو يريفان الأسرة الدولية لاتخاذ تدابير لوقف التصرف والأعمال العدوانية لأذربيجان وتفعيل الآليات لتحقيق ذلك".
واتهمت روسيا أذربيجان الأربعاء بانتهاك وقف إطلاق النار في جيب ناغورني قره باغ المتنازع عليه، مضيفة أن جنودها لحفظ السلام المنتشرين في المنطقة يحاولون "تحقيق استقرار" الوضع.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان "في منطقة ساريبابا انتهكت القوات المسلحة الأذربيجانية وقف إطلاق النار" مضيفة أن "قيادة قوة حفظ السلام الروسية تتخذ مع ممثلين عن أذربيجان وأرمينيا خطوات لتحقيق الاستقرار".
وقتل جندي أذربيجاني ومقاتلان أرمنيان الأربعاء في أعمال عنف قرب ناغورني قره باغ، الجيب الانفصالي المدعوم من أرمينيا، والمتنازع عليه منذ الحرب في عام 2020، فيما أعلنت أذربيجان أنها سيطرت على مرتفعات استراتيجية عدة في إقليم ناغورني قره باغ.
وقال الجيش الأذربيجاني إنه شن عملية اطلق عليها اسم "انتقام" ردا "على التحركات الإرهابية غير المشروعة للمجموعات الأرمنية المسلحة في أراضي أذربيجان".
محادثات السلام
وقد تؤثر هذه الحوادث على محادثات السلام التي تجري منذ عدة أشهر بين أذربيجان وأرمينيا الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين في القوقاز بوساطة من الاتحاد الأوروبي.
وقالت السلطات في الجيب الأربعاء إن عنصرين من القوات الانفصالية الأرمينية قتلا وجرح 14 في غارة جوية من مسيرة أذربيجانية، مستنكرة "الانتهاك الصارخ لوقف إطلاق النار".
في الجانب الآخر، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية مقتل مجند إثر "إطلاق نار كثيف" استهدف موقعًا للجيش الأذربيجاني في منطقة لاتشين العازلة بين الحدود الأرمنية وناغورني قره باغ.
الدليل على التوتر الشديد، وقع زعيم الانفصاليين في ناغورني قره باغ أرايك هاروتيونيان الأربعاء مرسوماً يعلن تعبئة عسكرية جزئية في هذه المنطقة، بحسب موقع الرئاسة.
بعد حرب أولى في التسعينيات، تواجهت أرمينيا وأذربيجان في خريف العام 2020 للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الجبلية التي انشقت عن أذربيجان بدعم من يريفان. وأسفرت الحرب الأخيرة عن مقتل حوالى 6500 شخص وانتهت بهدنة تم التوصل إليها بوساطة روسية.
اتفاق الهدنة
في إطار اتفاق الهدنة، تخلّت أرمينيا عن مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها، ونشرت روسيا قوة لحفظ السلام قوامها نحو ألفي عسكري مكلفين مراقبة التقيّد بالهدنة الهشة.
واعتبرت أرمينيا اتفاق وقف إطلاق النار إهانة وطالبت العديد من أحزاب المعارضة باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان لتقديمi الكثير من التنازلات لباكو.
ورغم الهدنة الدبلوماسية الخجولة بين أرمينيا وأذربيجان، لا يزال التوتر على أشده بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين. ويبلغ كلا البلدين بانتظام عن اندلاع أعمال عنف وسقوط ضحايا في صفوف الجنود. وبوساطة من الاتحاد الأوروبي تجري الدولتان مفاوضات للتوصل إلى معاهدة سلام.
وأجرى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف محادثات في بروكسل في أبريل/نيسان ومايو/أيار مع باشينيان. وبحسب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال يمكن أن يجتمع الزعيمان مرة أخرى هذا الصيف.
كذلك التقى وزيرا خارجية البلدين الشهر الماضي في جورجيا لإجراء أول محادثات مباشرة بينهما منذ نهاية حرب 2020.
aXA6IDMuMTQ3LjEzLjIyMCA= جزيرة ام اند امز