رغم كل المجهودات التي يقوم بها مسلمو أوروبا واندماجهم الفعّال في الحياة الاجتماعية، فإن وتيرة الإسلاموفوبيا مازالت في تمادٍ وتزايد
المسلمون في أوروبا أكثر ثقة في المؤسسات الديمقراطية من المتوسط العام الأوروبي، على الرغم من التمييز العنصري الذي يواجهونه.. ورد هذا في تقرير لوكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية (فرا)، الصادر يوم الخميس 21 سبتمبر، بشأن إدماج المسلمين في جميع أنحاء القارة الأوروبية.
ووفقاً لدراسة استقصائية أجرتها وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية (فرا) نشرت يوم الخميس 21 سبتمبر، وهو الْيَوْمَ الأوروبي ضد الإسلاموفوبيا، "فإن الغالبية العظمى من المسلمين في الاتحاد الأوروبي لديهم شعور قوي بالثقة في المؤسسات الديمقراطية (القضاء- الشرطة- البرلمان) رغم التمييز الممارس عليهم على نطاق واسع".. تحقيق يستند إلى دراسة استقصائية مدتها سنة واحدة، أُجريت بين أكتوبر 2015 وسبتمبر 2016، وأُجريت على أكثر من 500 10 شخص، يعرفون أنفسهم بأنهم مسلمون في 15 بلدا.
على الرغم من كل المجهودات التي يقوم بها مسلمو أوروبا واندماجهم الفعّال في الحياة الاجتماعية ونجاح مشاركتهم السياسية والثقافية بمختلف دول الاتحاد الأوروبي، فإن وتيرة ظاهرة الإسلاموفوبيا والكراهية لهم ما زالت في تمادٍ وتزايد لتعم كل شرائح المجتمعات الأوروبية
ويتعارض التقرير مع الأطروحات الشعبوية للاتجاهات السياسية المناهضة للوجود الإسلامي بأوروبا، وفي طليعتها اليمين المتطرف، وهو ما يسلط الضوء على ارتياح مسلمي أوروبا وتناغمهم مع المكونات الدينية الأخرى.. «إن نتائج تحقيقنا تكذب الادعاء بأن المسلمين لا يندمجون في مجتمعاتنا.. على العكس من ذلك، نرى درجة ثقتهم في المؤسسات الوطنية والديمقراطية أعلى بكثير من باقي مكونات مجتمعاتنا»، يقول مايكل أوفلاهرتي مدير وكالة «فرا».
من بين المستجوبين في الدراسة، يشير 76٪ منهم إلى ارتباطهم القوي بالبلد الذي يعيشون فيه. كما أن 92٪ منهم لا يرون أي إزعاج في وجود الإعلان الأوروبي لحقوق الإنسان، وعندما سُئلوا عن موقفهم من «الاختلاف الديني»، فإن 48٪ من المسلمين «يسرون تماماً» فكرة زواج أحد أفراد أسرته مع شخص من دين آخر، ولكن 23٪ يشعرون بعدم الارتياح لفكرة وجود جيران مثليين أو ثنائيي الجنس، وكثيراً ما يواجه المسلمون مشاكل في البحث عن السكن أو العمل أو ممارسات عنصرية أحياناً في المستشفيات أو المطاعم بسبب اللون المختلف أو مظاهر التدين، وأن نحو 39٪ من النساء اللواتي يرتدين الحجاب واجهن «تحرش من خلال إيماءات أو ملامح في النظر إليهن». وثمة جانب آخر من جوانب التحقيق يتعلق بالتمييز. أربعة من أصل 10 مسلمين (39٪) يقولون إنهم شعروا بالتمييز في السنوات الخمس السابقة في المدرسة بسبب أصولهم أو دينهم. يقول أوفلاهرتي: «كل حالة من حالات التمييز تعرقل الاندماج في المجتمع».
وبالنسبة ل 27٪ من المسلمين الذين اُستجوبوا، اتخذ هذا التمييز شكل «مضايقات». وقد اشتكى أقل من 10% منهم من هذه الحقائق أو نددوا بها. وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانز «إنني أشعر بالتشجيع لأن الطوائف الإسلامية تثق بمؤسساتنا العامة وتؤمن بسيادة القانون، على الرغم من شهاداتهم حول التمييز العنصري الذي يؤثر عليهم بشكل فردي أو جماعي».
وفي الوقت نفسه، يلاحظ التقرير أن واحداً من كل ثلاثة مسلمين شعر خلال السنوات الخمس الماضية بالتمييز ضده، ولكن 12٪ فقط ممن شملهم الاستطلاع اشتكوا من التمييز، في حين قال 42٪ إنهم خضعوا للتفتيش من قبل الشرطة في السنة السابقة للمسح الاستطلاعي بسبب مظاهر التدين أو بسبب أصلهم..
وقال فرانس تيمرمانز «أريد أن أؤكد لمواطنينا المسلمين أن المفوضية الأوروبية لن تتسامح مع التعصب الذي يتنافى مع قيمنا وقوانيننا». «ويبين تقرير وكالة الحقوق الأساسية أن التمييز ضد المسلمين واسع الانتشار.. أجد التحديات التي تواجه النساء المسلمات في أوروبا مثيرة للقلق بشكل خاص»، وفقا لمفوض الاتحاد الأوروبي للعدالة والمستهلكين والمساواة بين الجنسين فيورا جوروفا. «من واجبنا على المستوى الأوروبي والوطني والمحلي ضمان احترام تدابير مكافحة التمييز، وأن الأقلية المسلمة تثق بالشرطة». أنه على الرغم من كل المجهودات التي يقوم بها مسلمو أوروبا من حسن اندماجهم في الحياة الاجتماعية ودورهم في التنمية الاقتصادية ونجاح مشاركتهم السياسية والثقافية بمختلف دول الاتحاد الأوروبي فإن وتيرة تمادي ظاهرة الإسلاموفوبيا والكراهية لهم ما زالت في تمادٍ وتزايد لتعم كل شرائح المجتمعات الأوروبية، الأمر الذي دفع بعض الشباب المسلم إلى الارتماء في أحضان جماعات العنف وأفكار التطرف والانعزالية.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة