بطارية السيارة الكهربائية.. أسطورة السنتين تنهار أمام عقدين من الأداء

رغم الشكوك القديمة حول عمر بطارية السيارة الكهربائية، تكشف دراسة حديثة أنها قد تدوم 20 عامًا بأداء مستقر، لتُسقط أسطورة "لن تدوم أكثر من عامين" التي طالما راجت بين المشككين.
هذه الفئة، التي تتشكل غالبا من أفراد لم يسبق لهم استخدام سيارات كهربائية، يرون أن بطاريات السيارة الكهربائية هي أكثر ما يضعفها كمنتج وأنها "لن تدوم أكثر من عامين"، وهي جملةٌ تتردد مرارًا وتكرارًا عند التحدث مع مُحبي السيارات الكهربائية.
وعلى الرغم من الكمّ الهائل من البيانات التي تُثبت عكس ذلك، لا يزال هناك من يعتقد أن السيارات الكهربائية الحديثة ستتعطل حتى لو نظرت إليها بطريقة خاطئة.
والآن، تتوفّر بياناتٌ أكثر حول قدرة البطارية على الحفاظ على صحتها على المدى الطويل، وهي أخبارٌ سارةٌ لكلٍّ من مالكي السيارات الكهربائية الحاليين ومن يتطلعون إلى اقتناء سيارتهم الأولى التي تعمل بالبطارية.
ووفقًا لشركة Geotab، وهي شركةٌ بريطانية تُقدّم خدمات الاتصالات عن بُعد للسيارات، فإنّ مُعظم بطاريات السيارات الكهربائية تدوم 20 عامًا مع أدنى حدٍّ من التدهور السنوي، وهذا يزيد بست سنوات عن متوسط عمر السيارة العاملة بوقود الاحتراق التقليدية في الولايات المتحدة.
وخلال هذه الفترة الزمنية الطويلة، تُعاني بطاريات السيارات الكهربائية من تدهورٍ بنسبة 1.8% تقريبًا سنويًا، هذا يعني أنك ستفقد 1.8% من المدى الأصلي سنويًا - ليس مثاليًا، ولكنه بالتأكيد ليس عائقًا.
وبعد 20 عامًا، إذا لم يحدث أي عطل كارثي، لا يزال بإمكانك الاستمتاع بـ 64% من المدى الأصلي للسيارة الكهربائية، وهذه البيانات مستمدة من تحليل لأكثر من 10,000 سيارة كهربائية.
ومع كل ما سبق، تجدر الإشارة إلى أن بطاريات السيارات الكهربائية عالية الجهد تتعطل، ولكن معدل التعطل ضئيل إحصائيًا.
ووفقًا لإحدى الدراسات، فإن معدل تعطل بطاريات السيارات الكهربائية المصنعة في العقد الماضي كان أقل من 0.5%.
وتكون مراحل التراجع في قدرات البطارية في السنوات القليلة الأولى من عمر البطارية، لكنها تتناقص تدريجيًا بعد ذلك لتستقر، وتعود لتشهد تأثرا جديدا مرة أخرى يظهر في المراحل الأخيرة من عمر البطارية.
وتدهور البطارية ليس أمرا ثابتا، بل يعتمد أيضًا على الموقع الذي تستخدم به السيارة، مع العلم أن المناخات الحارة تزيد من تدهور البطارية، لذا أبقِ سيارتك الكهربائية في الظل إن أمكن، وخاصةً عند شحنها.
وتتميز السيارات الكهربائية الحديثة بأنظمة تبريد وتدفئة فعالة للحفاظ على درجة حرارة البطارية، ولكن من الأفضل دائمًا إبقاء الأشياء باردة بدلًا من ساخنة في عالم السيارات عموما.
وهذا يؤدي أيضًا إلى مشكلة الشحن السريع بالتيار المستمر لما يتسبب به من ارتفاع بدرجة الحرارة في البطارية، لذا، هذا الأسلوب من الشحن يزيد بشكل طفيف من معدل التدهور مقارنةً بالشحن البطيء من المستوى 1 والمستوى 2.
ويُعد الحفاظ على نسبة شحن تتراوح بين 20% و80% في بطاريات النيكل والمنغنيز والكوبالت (NMC) والنيكل والمنغنيز والكوبالت (NCM) طريقة مضمونة لإطالة عمر البطارية.
ولا ينطبق هذا التقييد عادةً على بطاريات الليثيوم والحديد والفوسفات (LFP)، ولكن وجدت إحدى الدراسات أن إعادة تعبئة بطارية LFP باستمرار قد يُقلل من عمرها الافتراضي.
وحتى مع اتباع جميع هذه التوصيات البسيطة، لا مفر من حقيقة أن البطاريات تتدهور بمرور الوقت، سواءً استُخدمت أم لا.
فكما تتدهور خراطيم ومضخات السيارات التي تعمل بالبنزين إذا تُركت لسنوات، تفقد البطارية بعضًا من سعتها بمرور الوقت.