في خضم ما يعيشه العالم من بارقة أمل كبيرة تكللت بالنجاح بعد الإعلان عن أهم اكتشاف طال انتظاره لمدة طويلة، وهو إعلان شركة "فايزر" الأمريكية عن نجاح لقاح فعال للتصدي لوباء العصر" كورونا المستجد"، ومن بعدها ظهرت عدة لقاحات فعّالة وبدأت دول العالم تطلبها.
أكدت النتائج المبهرة فاعلية اللقاح بنسبة ٩٠٪، وأن اللقاح يعطي مناعة ضد الإصابة بهذا المرض، ويعتبر اكتشاف اللقاح أحد أهم ما توصل إليه العلماء في التصدي لوباء العصر "كورونا المستجد"؛ حيث عاش العالم أجمع أصعب مرحلة من النواحي الصحية والاقتصادية كافة؛ وتسببت تداعيات جائحة كورونا المستجد في خسائر فادحة تكبدها الاقتصاد العالمي.
ومع الإعلان عن نجاح اللقاح بدأت تنتشر بعض الشائعات المغرضة عن خطورته، وأنه قد يتسبب بموت الكثير، وهذا الأمر غير صحيح إطلاقا، سابقا كان مطلقو الشائعات أنفسهم يتمنون أن يأتي ذلك اليوم الذي يسمعون فيه عن اكتشاف لقاح فعّال للتصدي لكورونا، وعندما تم اكتشافه أصبح هؤلاء يشككون في فاعلية اللقاح!
السؤال هنا.. ماالذي يستفيده هؤلاء من نشر خزعبلاتهم لتخويف الناس من أخذ اللقاح؟
هل يرغب مطلقو الشائعات في أن يستمر الوضع والإغلاقات، وأن نسمع -كل يوم- أن أعداد الإصابات والوفيات لا تتوقف؟
مثل هؤلاء ليس لديهم أدنى مسؤولية، ولم يراعوا مدى الأضرار التي ستلحق بكل مَن سمع لخزعبلاتهم وامتنع عن أخذ اللقاح، بل قد يصابون هم وعائلاتهم بالمرض، وقد يموت بعضهم جراء حملات تخويف الناس من أخذ اللقاح.
ليعلم الجميع أن أي لقاح حتى تتم الموافقة عليه يخضع لسلسلة متتالية من التجارب وعلى مراحل، ولن يعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية، إلا بعد أن تثبت فاعليته ضد وباء كورونا المستجد، وهذا ما تم حقيقة في لقاح "فايزر" الأمريكي ولقاحات أخرى، لقد سارعت دول العالم لطلب هذا اللقاح، ولو كان لهذا اللقاح أي أضرار على صحة الإنسان، لما شاهدنا قادة دول العالم في الخطوط الأولى لأخذ اللقاح.
من هنا، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة السعودية أنه في حالة حصل ٧٠٪ من المجتمع السعودي على لقاح كورونا المستجد فهو بمثابة نهاية مؤكدة بعد مشيئة الله من جائحة كورونا، وأضاف أيضا أنه يجب ألا ينشغل الناس بسلالات كورونا الجديدة، وأن اللقاح الحالي أكد فاعليته على السلالات الجديدة كافة.
لذلك ينبغي عدم الالتفات لمطلقي الشائعات السقيمة، والذين ليس لديهم أدنى مسؤولية أخلاقية في نشر سمومهم؛ حيث قد تؤدي تأثيراتها السلبية لفقدان حياة الكثير ممن سمع لخزعبلاتهم، وقد يموت جراء وباء كورونا المستجد.
إن اللقاح الحالي يقي بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى من شر الإصابة بوباء كورونا، وحال حصلت عليه شعوب العالم تكون قد انتهت أخطر جائحة مأساوية عاشها العالم أجمع، والتي تسببت بتداعيات صحية واقتصادية مؤلمة، لتفتح صفحة جديدة لمستقبل مشرق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة