"سجن إيفين".. مقبرة إيرانية للمحبوسين
السجن بُني في 1972، وأدارته الأجهزة الأمنية للشاه، وتوسع عدة مرات، ويُعد الآن مركز الاعتقال الرئيسي للسجناء السياسيين في إيران.
إذا أطل نزلاء فندق بارسيان أزادي الإيراني –شمال طهران- من نوافذ الفندق تجاه جبال ألبرز ربما سيلاحظون مجموعة مبانٍ وراء جدران على بعد مسافة، وليست هذه المباني سوى سجن إيفين المنزل الحالي لعاملة الإغاثة البريطانية نازانين زاجاري – راتكليف المحتجزة منذ أبريل/نيسان 2016.
- معارضة إيران: تجاهل جرائم طهران ضد الإنسانية يعزز بطش الملالي
- إيران.. تزايد القلق مع وصول البطالة لـ60%
سلطت صحيفة "التلجراف" البريطانية، الضوء على هذا السجن الموصوم بتعريض سجنائه للتعذيب والمعاملة غير الإنسانية، مشيرة إلى أن هذا السجن يقع في ضاحية للأثرياء على بعد شوارع قليلة من مطاعم راقية يتردد عليها أغنياء العاصمة الإيرانية، وعلى مقربة من المقاهي حيث يجتمع فيها طلاب جامعة شهيد بهشتي المجاورة.
بُني السجن في 1972، وأدارته الأجهزة الأمنية للشاه، وتوسع عدة مرات منذ الثورة في 1979، ويُعد الآن مركز الاعتقال الرئيسي للسجناء السياسيين في إيران.
كما أن إيفين هو المكان حيث تحتجز الحكومة الإيرانية حاملي الجنسيات المزدوجة مثل زاجاري – راتكليف، ومراسل صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية جيسون رازيان، حيث تقرر أفضل وسيلة لاستخدامهم للمساومة الدبلوماسية.
ووجدت نازانين زاجاري راتكليف مؤخرًا نتوءات في صدرها، وتخشى أسرتها أنها قد تكون علامة على الإصابة بالسرطان، وتم أخذها في عطلة هذا الأسبوع إلى مستشفى في طهران لإجراء أشعة بالموجات فوق الصوتية، ولكن قيل إنها في بعض الأوقات تنتظر لمدة أشهر للحصول على موافقة للعلاج خارج السجن.
وتضطر السجينات الأخريات إلى الاعتماد على أطباء السجن فقط للحصول على الرعاية الطبية، وقالت العفو الدولية العام الماضي إنه يتم منع العلاج بعض الأوقات بمثابة وسيلة لانتزاع الاعترافات.
وبعد مرور 544 يوما من الاحتجاز في إيفين، رفع رازيان وأسرته دعوى قضائية ضد الحكومة الإيرانية، توثق الأوضاع المروعة داخل السجن.
وقالت الأسرة في أوراق المحكمة إن محتجزي سجن إيفين – والعديد منهم رهائن وسجناء سياسيين – يتم إجبارهم بصورة روتينية على تحمل التعذيب وسوء المعاملة الجسدية الواسع والإساءة النفسية بما في ذلك الخضوع لاستجوابات قاسية بلا هوادة والتهديدات بالعنف والإعدام، والسجن فترات طويلة في الحبس الانفرادي، وغيرها من المعاملة غير الإنسانية القاسية والمهينة.
ووصف رازيان الذي أُطلق سراحه في 2016، احتجازه في زنزانة خرسانية مساحتها 8 أقدام × 4 أقدام (2.44 مترًا × 1.22 مترًا)، وكانت باردة ورطبة وقذرة وتعج بالصراصير والحشرات.
وأبقى السجانون الغرفة مضاءة بشكل ساطع لحرمانه من النوم، وقال رازيان إنه بدأ في الإصابة بالهلوسة وأعتقد أن الجدران تتحرك وتتحدث معه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الغالب يُحتجز السجناء رفيعو المستوى في الحبس الانفرادي أو زنازين صغيرة مع عدد قليل منهم، ولكن أغلب المعتقلين يعيشون في غرف مكتظة اكتظاظًا بالغًا، حيث ترتفع درجات الحرارة ارتفاعًا كبيرًا وسريعًا بصورة لا تطاق خلال فترة الصيف.
ويحتوي السجن على مجموعة من غرف الاستجواب تحت الأرض حيث –وفقًا لمنظمة العفو الدولية - يتعرض المعتقلون للتعذيب بانتظام لإجبارهم على التوقيع على اعترافات.
أما الإعدامات فتُجرى عبر الشنق في فناء داخل السحن، وتُعد إيران ثاني أعلى نسبة إعدام في العالم وقتلت 567 شخصًا في 2016، لتأتي بذلك بعد الصين بالنسبة لمجموع أحكام الإعدام التي تم تنفيذها.